د. فاطمة الصالح
09/02/2008, 01:50 AM
إخوتي وأخواتي في منتديات إملاءات المطر،
السلام عليكم ورحمة الله،
ربما يعرف البعض منكم اسمي الحقيقي لكني كنت وما زلت أعتز باسمي المستعار الذي كتبت به على الشبكة "همس المطر" الذي اخترته لأن الجو الماطر يجعلني أكتب و أكتب بعفوية وعذوبة لا أجيدها في غير فصول الشتاء بطقوسها الجميلة. لذلك ولعدم وجود الجديد من كتاباتي اخترت لكم هذه الخاطرة التي كانت بداية توجهي للنثر. كتبتها بعد عودتي إلى المنزل في أحد المساءات الممطرة من وحي مشاهداتي التي أزهرت على الورق همساً للمطر أهديه لقلوبكم الجميلة.
المقعد الحجري
الأرض مبتلة بماء المطر الذي سقط منذ فترة ليست بعيدة والهواء نظيف منعش يخترق كل دفاعات الحزن فيَ. الغيوم عذبة مرحة كفتيات يافعات في مهرجان فرح. خضرة الأشجار ساحرة كأعذب ما عزف شوبان وبيتهوفن وكل من لامست أصابعه وتر. أتيت من البعيد البعيد, تحمل لي الحب المنى وأفراح العيد. رائعا كنت عذباً, هادئاً, ساحراً, فوق كل ما يمكن أن يقال عن عذوبة أو جمال.
أخذت بيدي, أحسست لمستك السحرية ترفعني إلى ما وراء الجمال وما وراء السحر. ضعت في عينيك, آه لسحر الحب في عينيك. آه لسحر الحب في نبرات صوتك, لفتاتك, و ابتساماتك.
آه من يا قمري ... يا وتري ... يا عطري.
و مشينا رقصت الأشجار, نزلت من عليائها الأقمار. ما أحلى المساء وأنت معي.
هذه هي المرة الأولى التي لا أشعر فيها بوحشة المدينة عندما أعود مساءاً, هذه هي المرة الأولى التي أحس بأن أضوائها تقبل وجهي, بأن هوائها يحتضنني. هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها الطريق قصيرة جداً إلى مركز المدينة وان الزحام حفلة راقية في أجمل كرنفالات العالم. هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها اللافتات تبتسم لي وإشارات المرور تلقي علي تحية المساء.
وجلسنا هناك على المقعد الحجري, أحسسته يحتضننا يباركنا, سمعته يتمتم ويحوقل حتى لا تنال منا عين حاسدة. ثم قصدنا موقف الحافلة, في الطريق اشتريت لي المثلجات التي أحبها, أكلناها معاً ثم ركبنا. يدك تمسك يدي برقة ورفق, رأسي على كتفك, ويدك الأخرى تحيط بكتفي. رائع أنت عندما تتسرب في مسامي, عندما تسكنني. أعطي النقود, يفاجئني صوت الرجل الذي أمامي تتمة النقود لشخص واحد, أنظر إليك فلا أجدك بجواري أبتسم, ياله من مسكين لم يركَ. وكيف يراك وقد سكنتني.
أختكم همس المطر (د.م. فاطمة الصالح)
السلام عليكم ورحمة الله،
ربما يعرف البعض منكم اسمي الحقيقي لكني كنت وما زلت أعتز باسمي المستعار الذي كتبت به على الشبكة "همس المطر" الذي اخترته لأن الجو الماطر يجعلني أكتب و أكتب بعفوية وعذوبة لا أجيدها في غير فصول الشتاء بطقوسها الجميلة. لذلك ولعدم وجود الجديد من كتاباتي اخترت لكم هذه الخاطرة التي كانت بداية توجهي للنثر. كتبتها بعد عودتي إلى المنزل في أحد المساءات الممطرة من وحي مشاهداتي التي أزهرت على الورق همساً للمطر أهديه لقلوبكم الجميلة.
المقعد الحجري
الأرض مبتلة بماء المطر الذي سقط منذ فترة ليست بعيدة والهواء نظيف منعش يخترق كل دفاعات الحزن فيَ. الغيوم عذبة مرحة كفتيات يافعات في مهرجان فرح. خضرة الأشجار ساحرة كأعذب ما عزف شوبان وبيتهوفن وكل من لامست أصابعه وتر. أتيت من البعيد البعيد, تحمل لي الحب المنى وأفراح العيد. رائعا كنت عذباً, هادئاً, ساحراً, فوق كل ما يمكن أن يقال عن عذوبة أو جمال.
أخذت بيدي, أحسست لمستك السحرية ترفعني إلى ما وراء الجمال وما وراء السحر. ضعت في عينيك, آه لسحر الحب في عينيك. آه لسحر الحب في نبرات صوتك, لفتاتك, و ابتساماتك.
آه من يا قمري ... يا وتري ... يا عطري.
و مشينا رقصت الأشجار, نزلت من عليائها الأقمار. ما أحلى المساء وأنت معي.
هذه هي المرة الأولى التي لا أشعر فيها بوحشة المدينة عندما أعود مساءاً, هذه هي المرة الأولى التي أحس بأن أضوائها تقبل وجهي, بأن هوائها يحتضنني. هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها الطريق قصيرة جداً إلى مركز المدينة وان الزحام حفلة راقية في أجمل كرنفالات العالم. هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها اللافتات تبتسم لي وإشارات المرور تلقي علي تحية المساء.
وجلسنا هناك على المقعد الحجري, أحسسته يحتضننا يباركنا, سمعته يتمتم ويحوقل حتى لا تنال منا عين حاسدة. ثم قصدنا موقف الحافلة, في الطريق اشتريت لي المثلجات التي أحبها, أكلناها معاً ثم ركبنا. يدك تمسك يدي برقة ورفق, رأسي على كتفك, ويدك الأخرى تحيط بكتفي. رائع أنت عندما تتسرب في مسامي, عندما تسكنني. أعطي النقود, يفاجئني صوت الرجل الذي أمامي تتمة النقود لشخص واحد, أنظر إليك فلا أجدك بجواري أبتسم, ياله من مسكين لم يركَ. وكيف يراك وقد سكنتني.
أختكم همس المطر (د.م. فاطمة الصالح)