أحمد بدر
15/03/2008, 05:57 PM
مساء الأستر ~ ~ للجميع
شغفت الابتعاد إيغالا بجسد النقاشات.. وما ارتجيت خلال ذا الطبع سوى تلقف فكرة الغير ونظرته لذات الموضوع الذي يشغلني.. وهذا لعمري أجمل ما أجد .
أحببت أن أجعل من موضوعي مناسبة للتعرف على نفس الشاعِرة ~ الشاعِر
الكاتبة ~ الكاتب - لتداول موضوع جاد فهو في روح الأدب - شيقا أراه,, أنا أعلم جيدًا كم يعيش مجتمعنا الشرقي من فجوات شاسعة مترامية الأطراف تفرق بين الرجال والنساء على الشبكة وغيرها.. فهي أزمة ثقة واضحة لا تحتاج إلى إثبات - كما هي لا تحتاج لإطناب هنا جسّا لمواضع الخلل نحو السبب.. وأعلم أيضا أن هذا الذي أحب قصدت النقاش الجاد في ما بين البشر على اختلاف مشاربهم لم يلاق رواجا من الكثير في منتدياتنا الأدبية وغيرها.. فالعملية السائدة هي التعليق سريعا دون أن نتوصل لما يكتنف المتداخل من شعور ( ليس كل شيء توجزه كلمات قليلة ) .. لذلك نجد علم النفس و الفلسفة يحتاج للتكثيف وهذا واضح في كتبهم.. وما زالت النقاشات تعبر عن المعيار التقدمي للأمم وعليه تتقلص تلك المسافات المتباعدة فيما بينها وبينها.. لذلك فشلنا نحن العرب في أغلب المناقشات التي تتصادم خلالها أفكارنا وما زلنا كذلك .
المرأة ~ هذا الكائن المكون من تضاد قد يفرق عن ما يعتري الرجل من نفسه,
هذا المخلوق الجميل في أحايين كثيرة وغيره في غيرها.. كم استوقفني التفكر من أجل أن أقتحم ذاك العالم غوصا في لججه بحثا عن صور تتشابه وتتخالف..
قرأت لهنّ – ولكن ليس الكثير - فما زِلتُ أعاني كرهي القراءة..!!
ما هي احتياجاتها ؟؟ ما الذي تريده ؟؟ ما الذي نريده نحن منها ؟؟ كنت وما زلت أعتقد أنها أوفى من الرجال.. فكان دليلا على الأقل لي وحدي بأن التشكيلات النفسية داخلها تختلف عنا نحن معاشر الرجال.. ولكن وقفتي هنا من أجل الأنثى الشاعرة الكاتبة بعينها .. لأنها شاعرة كاتبة فقط ليس غير.. وإلا فالنساء في كل مكان هنا وهناك.. ومن أجل الرجل الشاعر والكاتب - لأنه شاعر وكاتب فقط ليس غير.. فهي فرصة جميلة لنتداول موضوعا بعينه فنتفهم كيف تنسج الأنثى الشاعرة الشاعِرة الأُنثى.. وكيف ينسج الرجل الشاعر الشاعر الرجل.. فهم أقدر من غيرهم على التجسيد والتجسّد والإيصال والتوصل .
فهل تساءلنا كيف ينسج الرجل الشاعر شاعرية الأنثى وبالعكس..؟؟
وجدت قباني يكثر من مواضيع المرأة شعرا - بل تعداها ليكتب بلسانها - ولكني لحظته قد نحا منحا يترجم أحلام المرأة المتصابية وليس الجوهر للمرأة..
ترى هل وصل لمكنوناتها البعيدة أم انه لم يبرح الهوامش بعد..؟؟
هل جربتِ في يوم ما أن تكوني رجلاً..؟؟
تتقمصين شخصيته لتكتبي بروحه ونفسه..؟؟
هل جربتَ أن تكون أنثى تكتب بروحها وجوهرها..؟؟
لمه إن قال الرجل - لولا كنت أنثى فقد قال عارا وعيبا أيما عيب وعار
(يستتاب أو يقتل ديوثا) ولكننا نقرأ النساء وهن لا يستعرن من أن يكن رجالا
(إذا فالرجل أفره منزلة إن كان الأمر كما سلف)
أنا جربت ذلك..
الكلام على شيطان الشعر طال وعرض.. ولكنني لا أجد بدا عن مفارقة عيش الحالة (حالة الفكرة الشعرية وموضوعها) بكل أجوائها وهواجسها ليكون الشعر صادقا.. أو من أجل أن نتبادل الشخصيات التي تسوقنا كما تهوى وتريد - فهي فرصة للتغيير والانسلاخ من واقع قد يكون مملا في بحض الأحيان..
(سلخ الذات عن الجلد) لهي فكرة شهية
عندما نقرأ هنا وهناك.. رواية – قصيدة – قصة – خاطرة .. لا بد لنا عن نعيشها كما هي تريد منا أن نكون.. نخاف.. نبكي.. نضحك.. نتفكر.. كما وضع الكاتب فكرته وبما صاغها حيث يتجلى وضوحا فكره وباعه وحسه الذي هو أداته
قررت أن أكون أنثى..!! (وأرجو أني ما كفرت بعد بدين الرجولة)
وقلتُ: إذن - لتكن أنثى حقيقية تعيش حياتها وبدون حدود أو منغصات.. أنا أفضل المرأة الغربية على الشرقية لوضوحها ورفعة ذاتها المستقلة - وأكره فيها أشياءا أكثر مما أحببت.. وأكره الشرقية لأنها ما زالت تتكلم بلسان الجسد للآن وهذا أكثر ما موجود ونراه على الساحة.. وفيها من الخير ما يجلي ذلك الصدأ أو بعضه..
فكان لا بد لي من أن أقحم منتديات تتواجد فيها طاقات أدبية لا بأس بها من أجل أن أعيش عالمي الجديد بعيدا عن المعارف - اخترت موقِعا.. وهنا - كان لا بد لي من اسم.. فتذكرت أثينا - الآلهة اليونانية.. كم أحببتها - تلك الشخصية التي مثلت مع الممثل مايكل دوغلص بفلم لا أعرف اسمه!!.. سحرتني بابتسامها وشخصيتها الهادئة – فسجلت معرفي باسمها - لم يخطر ببالي أن كم قصيدة ستكتب أثينا أبدا.. ولم أفكر في نوع وقوة تلك الكتابات.. بل لم يأخذني هاجس ضياع النصوص في يوم ما أبدا - فما زال الشعر لا يعني لي الوصول رقيا - وكنت وما زلت أردد أنْ هذا الشعر الذي لفاني متأخرا جدا - أو سمحت له بالتنفس أخيرًا لهو أقرب للتدخين الذي عاشرني عمرا طويلا - لا بد عن الإقلاع عنه في يوم ما لأتفرغ للتدخين وحده .
مع أول تجربة نص يتكلم عن حاجة أنثى .. كان توقيعي بـ ( أصابِع العجوز )
قلت يجب أن أبعد عنها مضايقات الرجال.. علما بأني واثق من أخلاقها جيدا
فهي مؤدبة جدا جميلة جدا أنفاسها ندية كما الورد - بيضاء روحٍ كالسحاب المسافر صيفا
أصابعها طويلة رشيقة وأظافرها فجرية اللون يبزغ من أفقها اللبني قمر لم يكتمل خروجه بعد ..
أقول: كنت أحرسها برموش عينيّ جميعا خوفا عليها..
ناديتها ذات ليلة - فاستجابت لي .. تلبستني.. تلبستها - لا أدري من منا الذي استولى على الآخر..
المهم – كان أول لقاء يجمعنا سويا - نزغتها فقالت..
يا دارة سِحر في بدر=يتوضـَّا من عين السَحر
يا غمزة خد الزهر إذا=نادت فالتاع لها ثغري
يا مِرآة تسكب نورا=يتلالا منه ضيا سِحري
يا حُسن الشمس إذا نعست=فالتفت شالَ مدى البحر
أو جِرس قواف ناعسة=تتثاءب من بحر الشِعر
إنْ حبّات الودق تهاوت=كالدُّر على رَكَد الصدر
أمواهٌ فاضت من دَنِّ=وجرى بفقاقيعكَ نهري
يجري تجري أجري نجري=أنْ أين المرسا..؟ لا ندري
يا كحل حِداد بجفوني=يا فرحة طفل في سِري
يا أغلى دبـّوس عندي=إن ضاع - فلا هفهف شَعري
يا حلما نام بأوراقي=لو فاق فمن يوقظ سطري
فإلامَ وُعود ليالينا=تتكسر فوق صفا فجر ؟
وأماني لم أدر مداها=يا ليتك كنت بها تدري
وتقول بأنكِ غاليتي=حسنائي - باهظة المَهر
وتسافر مثل بساط الريح=تغيب تغيب مدى الدهر
يا قمري - كم عمر عندي؟=إن فات فقد غادر عُذري
فصِبايَ يُساقط أوراقا=يا خوفي إن ضاع العمر
عُدلي - لا تأت بفيروز=أو دُّر يلصف من تِبر
يكفي أن مهرك أربعة=من صدق الحرف.. على صبر
نتبادل كافاً مفتوحا=كافاً ينساب على كَسر
ونعيش,, فما زهو الدنيا=في نوق حُمر أو صُفر
تكلمت بلسان التي لا ترغب غير الحب عنه
كأنها أحلام الشرقية الكلاسيكية التي ترقب بيتها مع من تحب حلالا
المشكلة في أنها اصطدمت بعالم لم تلجه من ذي قبل ولم تعلم عنه الكثير
فهي بريئة حد العصمة.. تلقائية حد الكمال.. فوقع ما لم يخطر على بال أحمد البصري حينها - إذ ذهب البصري يحضر أعذارا إن هو وجد رسالة ما من واحدة ما تطلب فيها إميل أثينا للتعارف – وعن كيفية صد هجمات الطوفان الغريزي للرجل على أني كنت لا أتمنى أن أقع بذلك الخد كيما تستمر أثينا بمشوارها دون تشويش من أحد.. وفات أحمد شيء اسمه (غيرة النسوان).. فكانت المفاجأة
نحن معاشر الرجال لا نتأثر بشيء اسمه الغيرة.. نعم هناك حسد حد النخاع مستشر في جسد المتصفحات الشعرية.. ولستُ أدري إن كان الحسد نفسه الغيرة - أو إن كان من فصيلتها - فلكل منا طريقته للرد على تلك الأحقاد وتحجيمها.. كنت دائما اختار الانسحاب - خلا بعض أماكن هنا وهناك تحلو خلالها الحرب ويستلذ الوطيس.. فالخروج عن اللغط منجاة لكرامة النفس - وثأر لها شافٍ كاف.. فاحت ريحة الحرب من كل اتجاه عندما نزلت أثينا ساحة النزالات الشعرية.. والرجال تترقب عن كثب (لم تنبس منهم بنت شفة)
أقول: كان بها من العزم أوجه لو هي رامت الفتك بهن لـ فعصتهن الواحدة تلو الواحدة
وكم دافعتُ لها رغبة تبغي ولوجا أبحرا متلاطمات فتستجيب لي تلك المهادنة.. لكنها قررت أن تموت فانسحبت وكلها شمم إذ زمّت بأنفها الشاهِق الجميل بالتفاتة نحو الأمام لتموت..
قتلوها.. قتلنها ( ) قتلتها غيرة النسوان - فباءت المحاولة بالفشل,, واهٍ أثينا
قد يقول قائل لم اخترت أن تكتب بمعرف أنثى – كان يمكنك الكتابة بلسان جوهر الأنثى فقط ويبقى الاسم نفسه - فهذا كثير - ولن تفقد من رصيد كتاباتك شيئا البته ناهيك عن استعراض طاقاتك بهذا اللون وتطويرها ؟؟
أقول: كنت أحاول عيش الأنثى حقيقة واقع كما لو كنت هي ( ولم أستعر من ذلك ) فالمرأة تعني لي الحياة بل الهواء الذي يدفعها للمضي - وأنا أجد كثيرا من الممثلين العالميين لو تطلب دورهم المعتوه والأعمى - لذهبوا فالتقوا بهم عن كثب - ليتعرفوا على حركاتهم - خلجاتهم ( والأمثال للضرب لا القياس ).. وبالفعل نجحت أنا حيث فعلتي تلك إذ تعرفت على أكثر ما يكتنف المرأة ( الغيرة ) وتعرفت على أسما امرأة عاشتني وعشتها ألا وهي أثينا الرائعة.. ولكنني لم أعلم للآن إن كانت أثينا بادلتهم ذاك بمثله - لأنها كانت أقدر منهم – فأنا متأكد أن طبعها نفس طبع البصري – يحب أن ينشر ما يكتبه للتو على علاته لأنه يعني له حالة الكتابة حينها وهذا أجمل شيء عنده - ولكنه إن استفز كان الأمر مختلفا - هذا شيء.. الشيء الثاني: من الصعب عليك أن تعيش غريزة ليست فيك.. أو قد يكون الرد الطبيعي على الغيرة تجاهل سببه الكره وليس الغيرة فما من شيء ليجعل أثينا الحلوة تغار من أُلاءِ النسوة.. أو قد تكون أثينا من ذلك النوع القوي للنساء فهي تبصر الفارق وتعلمه جيدا – والدليل أنهن غرن منها لأنهن أقل منها شأنا .
هذه محاولة ولوجي عالم المرأة الشاعرة.. والذي خرجت منه بتجربة ناقصة الاكتمال
جنينها مشوه خداج - ولكنها كانت لذيذة بعض الشيء.. أدركت خلالها أن تبادل الأدوار بين الرجل والمرأة ليس بالشيء الهين إطلاقا.. هذا إن كان المشروع جدي وليس مرور الكرام وحسب - أما الكتابة للطفل فأسهل بكثير لأنه يعيش بين جنباتنا مهما ولى العمر بنا للبعيد - فليس من تعب لاستدراجه على أنني أظن أنه أجمل الفنون إطلاقا وأهمها بل أسماها كما هو شعر الوطن لذلك أريد أن أعيشه بعد أثينا الرائعة حيث لا وجود للكره والغيرة...
تحياتي للجميع ~~~ Thorn field
شغفت الابتعاد إيغالا بجسد النقاشات.. وما ارتجيت خلال ذا الطبع سوى تلقف فكرة الغير ونظرته لذات الموضوع الذي يشغلني.. وهذا لعمري أجمل ما أجد .
أحببت أن أجعل من موضوعي مناسبة للتعرف على نفس الشاعِرة ~ الشاعِر
الكاتبة ~ الكاتب - لتداول موضوع جاد فهو في روح الأدب - شيقا أراه,, أنا أعلم جيدًا كم يعيش مجتمعنا الشرقي من فجوات شاسعة مترامية الأطراف تفرق بين الرجال والنساء على الشبكة وغيرها.. فهي أزمة ثقة واضحة لا تحتاج إلى إثبات - كما هي لا تحتاج لإطناب هنا جسّا لمواضع الخلل نحو السبب.. وأعلم أيضا أن هذا الذي أحب قصدت النقاش الجاد في ما بين البشر على اختلاف مشاربهم لم يلاق رواجا من الكثير في منتدياتنا الأدبية وغيرها.. فالعملية السائدة هي التعليق سريعا دون أن نتوصل لما يكتنف المتداخل من شعور ( ليس كل شيء توجزه كلمات قليلة ) .. لذلك نجد علم النفس و الفلسفة يحتاج للتكثيف وهذا واضح في كتبهم.. وما زالت النقاشات تعبر عن المعيار التقدمي للأمم وعليه تتقلص تلك المسافات المتباعدة فيما بينها وبينها.. لذلك فشلنا نحن العرب في أغلب المناقشات التي تتصادم خلالها أفكارنا وما زلنا كذلك .
المرأة ~ هذا الكائن المكون من تضاد قد يفرق عن ما يعتري الرجل من نفسه,
هذا المخلوق الجميل في أحايين كثيرة وغيره في غيرها.. كم استوقفني التفكر من أجل أن أقتحم ذاك العالم غوصا في لججه بحثا عن صور تتشابه وتتخالف..
قرأت لهنّ – ولكن ليس الكثير - فما زِلتُ أعاني كرهي القراءة..!!
ما هي احتياجاتها ؟؟ ما الذي تريده ؟؟ ما الذي نريده نحن منها ؟؟ كنت وما زلت أعتقد أنها أوفى من الرجال.. فكان دليلا على الأقل لي وحدي بأن التشكيلات النفسية داخلها تختلف عنا نحن معاشر الرجال.. ولكن وقفتي هنا من أجل الأنثى الشاعرة الكاتبة بعينها .. لأنها شاعرة كاتبة فقط ليس غير.. وإلا فالنساء في كل مكان هنا وهناك.. ومن أجل الرجل الشاعر والكاتب - لأنه شاعر وكاتب فقط ليس غير.. فهي فرصة جميلة لنتداول موضوعا بعينه فنتفهم كيف تنسج الأنثى الشاعرة الشاعِرة الأُنثى.. وكيف ينسج الرجل الشاعر الشاعر الرجل.. فهم أقدر من غيرهم على التجسيد والتجسّد والإيصال والتوصل .
فهل تساءلنا كيف ينسج الرجل الشاعر شاعرية الأنثى وبالعكس..؟؟
وجدت قباني يكثر من مواضيع المرأة شعرا - بل تعداها ليكتب بلسانها - ولكني لحظته قد نحا منحا يترجم أحلام المرأة المتصابية وليس الجوهر للمرأة..
ترى هل وصل لمكنوناتها البعيدة أم انه لم يبرح الهوامش بعد..؟؟
هل جربتِ في يوم ما أن تكوني رجلاً..؟؟
تتقمصين شخصيته لتكتبي بروحه ونفسه..؟؟
هل جربتَ أن تكون أنثى تكتب بروحها وجوهرها..؟؟
لمه إن قال الرجل - لولا كنت أنثى فقد قال عارا وعيبا أيما عيب وعار
(يستتاب أو يقتل ديوثا) ولكننا نقرأ النساء وهن لا يستعرن من أن يكن رجالا
(إذا فالرجل أفره منزلة إن كان الأمر كما سلف)
أنا جربت ذلك..
الكلام على شيطان الشعر طال وعرض.. ولكنني لا أجد بدا عن مفارقة عيش الحالة (حالة الفكرة الشعرية وموضوعها) بكل أجوائها وهواجسها ليكون الشعر صادقا.. أو من أجل أن نتبادل الشخصيات التي تسوقنا كما تهوى وتريد - فهي فرصة للتغيير والانسلاخ من واقع قد يكون مملا في بحض الأحيان..
(سلخ الذات عن الجلد) لهي فكرة شهية
عندما نقرأ هنا وهناك.. رواية – قصيدة – قصة – خاطرة .. لا بد لنا عن نعيشها كما هي تريد منا أن نكون.. نخاف.. نبكي.. نضحك.. نتفكر.. كما وضع الكاتب فكرته وبما صاغها حيث يتجلى وضوحا فكره وباعه وحسه الذي هو أداته
قررت أن أكون أنثى..!! (وأرجو أني ما كفرت بعد بدين الرجولة)
وقلتُ: إذن - لتكن أنثى حقيقية تعيش حياتها وبدون حدود أو منغصات.. أنا أفضل المرأة الغربية على الشرقية لوضوحها ورفعة ذاتها المستقلة - وأكره فيها أشياءا أكثر مما أحببت.. وأكره الشرقية لأنها ما زالت تتكلم بلسان الجسد للآن وهذا أكثر ما موجود ونراه على الساحة.. وفيها من الخير ما يجلي ذلك الصدأ أو بعضه..
فكان لا بد لي من أن أقحم منتديات تتواجد فيها طاقات أدبية لا بأس بها من أجل أن أعيش عالمي الجديد بعيدا عن المعارف - اخترت موقِعا.. وهنا - كان لا بد لي من اسم.. فتذكرت أثينا - الآلهة اليونانية.. كم أحببتها - تلك الشخصية التي مثلت مع الممثل مايكل دوغلص بفلم لا أعرف اسمه!!.. سحرتني بابتسامها وشخصيتها الهادئة – فسجلت معرفي باسمها - لم يخطر ببالي أن كم قصيدة ستكتب أثينا أبدا.. ولم أفكر في نوع وقوة تلك الكتابات.. بل لم يأخذني هاجس ضياع النصوص في يوم ما أبدا - فما زال الشعر لا يعني لي الوصول رقيا - وكنت وما زلت أردد أنْ هذا الشعر الذي لفاني متأخرا جدا - أو سمحت له بالتنفس أخيرًا لهو أقرب للتدخين الذي عاشرني عمرا طويلا - لا بد عن الإقلاع عنه في يوم ما لأتفرغ للتدخين وحده .
مع أول تجربة نص يتكلم عن حاجة أنثى .. كان توقيعي بـ ( أصابِع العجوز )
قلت يجب أن أبعد عنها مضايقات الرجال.. علما بأني واثق من أخلاقها جيدا
فهي مؤدبة جدا جميلة جدا أنفاسها ندية كما الورد - بيضاء روحٍ كالسحاب المسافر صيفا
أصابعها طويلة رشيقة وأظافرها فجرية اللون يبزغ من أفقها اللبني قمر لم يكتمل خروجه بعد ..
أقول: كنت أحرسها برموش عينيّ جميعا خوفا عليها..
ناديتها ذات ليلة - فاستجابت لي .. تلبستني.. تلبستها - لا أدري من منا الذي استولى على الآخر..
المهم – كان أول لقاء يجمعنا سويا - نزغتها فقالت..
يا دارة سِحر في بدر=يتوضـَّا من عين السَحر
يا غمزة خد الزهر إذا=نادت فالتاع لها ثغري
يا مِرآة تسكب نورا=يتلالا منه ضيا سِحري
يا حُسن الشمس إذا نعست=فالتفت شالَ مدى البحر
أو جِرس قواف ناعسة=تتثاءب من بحر الشِعر
إنْ حبّات الودق تهاوت=كالدُّر على رَكَد الصدر
أمواهٌ فاضت من دَنِّ=وجرى بفقاقيعكَ نهري
يجري تجري أجري نجري=أنْ أين المرسا..؟ لا ندري
يا كحل حِداد بجفوني=يا فرحة طفل في سِري
يا أغلى دبـّوس عندي=إن ضاع - فلا هفهف شَعري
يا حلما نام بأوراقي=لو فاق فمن يوقظ سطري
فإلامَ وُعود ليالينا=تتكسر فوق صفا فجر ؟
وأماني لم أدر مداها=يا ليتك كنت بها تدري
وتقول بأنكِ غاليتي=حسنائي - باهظة المَهر
وتسافر مثل بساط الريح=تغيب تغيب مدى الدهر
يا قمري - كم عمر عندي؟=إن فات فقد غادر عُذري
فصِبايَ يُساقط أوراقا=يا خوفي إن ضاع العمر
عُدلي - لا تأت بفيروز=أو دُّر يلصف من تِبر
يكفي أن مهرك أربعة=من صدق الحرف.. على صبر
نتبادل كافاً مفتوحا=كافاً ينساب على كَسر
ونعيش,, فما زهو الدنيا=في نوق حُمر أو صُفر
تكلمت بلسان التي لا ترغب غير الحب عنه
كأنها أحلام الشرقية الكلاسيكية التي ترقب بيتها مع من تحب حلالا
المشكلة في أنها اصطدمت بعالم لم تلجه من ذي قبل ولم تعلم عنه الكثير
فهي بريئة حد العصمة.. تلقائية حد الكمال.. فوقع ما لم يخطر على بال أحمد البصري حينها - إذ ذهب البصري يحضر أعذارا إن هو وجد رسالة ما من واحدة ما تطلب فيها إميل أثينا للتعارف – وعن كيفية صد هجمات الطوفان الغريزي للرجل على أني كنت لا أتمنى أن أقع بذلك الخد كيما تستمر أثينا بمشوارها دون تشويش من أحد.. وفات أحمد شيء اسمه (غيرة النسوان).. فكانت المفاجأة
نحن معاشر الرجال لا نتأثر بشيء اسمه الغيرة.. نعم هناك حسد حد النخاع مستشر في جسد المتصفحات الشعرية.. ولستُ أدري إن كان الحسد نفسه الغيرة - أو إن كان من فصيلتها - فلكل منا طريقته للرد على تلك الأحقاد وتحجيمها.. كنت دائما اختار الانسحاب - خلا بعض أماكن هنا وهناك تحلو خلالها الحرب ويستلذ الوطيس.. فالخروج عن اللغط منجاة لكرامة النفس - وثأر لها شافٍ كاف.. فاحت ريحة الحرب من كل اتجاه عندما نزلت أثينا ساحة النزالات الشعرية.. والرجال تترقب عن كثب (لم تنبس منهم بنت شفة)
أقول: كان بها من العزم أوجه لو هي رامت الفتك بهن لـ فعصتهن الواحدة تلو الواحدة
وكم دافعتُ لها رغبة تبغي ولوجا أبحرا متلاطمات فتستجيب لي تلك المهادنة.. لكنها قررت أن تموت فانسحبت وكلها شمم إذ زمّت بأنفها الشاهِق الجميل بالتفاتة نحو الأمام لتموت..
قتلوها.. قتلنها ( ) قتلتها غيرة النسوان - فباءت المحاولة بالفشل,, واهٍ أثينا
قد يقول قائل لم اخترت أن تكتب بمعرف أنثى – كان يمكنك الكتابة بلسان جوهر الأنثى فقط ويبقى الاسم نفسه - فهذا كثير - ولن تفقد من رصيد كتاباتك شيئا البته ناهيك عن استعراض طاقاتك بهذا اللون وتطويرها ؟؟
أقول: كنت أحاول عيش الأنثى حقيقة واقع كما لو كنت هي ( ولم أستعر من ذلك ) فالمرأة تعني لي الحياة بل الهواء الذي يدفعها للمضي - وأنا أجد كثيرا من الممثلين العالميين لو تطلب دورهم المعتوه والأعمى - لذهبوا فالتقوا بهم عن كثب - ليتعرفوا على حركاتهم - خلجاتهم ( والأمثال للضرب لا القياس ).. وبالفعل نجحت أنا حيث فعلتي تلك إذ تعرفت على أكثر ما يكتنف المرأة ( الغيرة ) وتعرفت على أسما امرأة عاشتني وعشتها ألا وهي أثينا الرائعة.. ولكنني لم أعلم للآن إن كانت أثينا بادلتهم ذاك بمثله - لأنها كانت أقدر منهم – فأنا متأكد أن طبعها نفس طبع البصري – يحب أن ينشر ما يكتبه للتو على علاته لأنه يعني له حالة الكتابة حينها وهذا أجمل شيء عنده - ولكنه إن استفز كان الأمر مختلفا - هذا شيء.. الشيء الثاني: من الصعب عليك أن تعيش غريزة ليست فيك.. أو قد يكون الرد الطبيعي على الغيرة تجاهل سببه الكره وليس الغيرة فما من شيء ليجعل أثينا الحلوة تغار من أُلاءِ النسوة.. أو قد تكون أثينا من ذلك النوع القوي للنساء فهي تبصر الفارق وتعلمه جيدا – والدليل أنهن غرن منها لأنهن أقل منها شأنا .
هذه محاولة ولوجي عالم المرأة الشاعرة.. والذي خرجت منه بتجربة ناقصة الاكتمال
جنينها مشوه خداج - ولكنها كانت لذيذة بعض الشيء.. أدركت خلالها أن تبادل الأدوار بين الرجل والمرأة ليس بالشيء الهين إطلاقا.. هذا إن كان المشروع جدي وليس مرور الكرام وحسب - أما الكتابة للطفل فأسهل بكثير لأنه يعيش بين جنباتنا مهما ولى العمر بنا للبعيد - فليس من تعب لاستدراجه على أنني أظن أنه أجمل الفنون إطلاقا وأهمها بل أسماها كما هو شعر الوطن لذلك أريد أن أعيشه بعد أثينا الرائعة حيث لا وجود للكره والغيرة...
تحياتي للجميع ~~~ Thorn field