"." انتَهَىْ !
.. .. سَمَاءٌ شَاسِعَة هذهِ التي تُقلَّنِي إلى مَمرَّاتِ أحَادِيثٍ طَوِيلَة وَ فَارِغَة ، وَ تتبدَّا ليَ الطيُورُ إذ تَحُطَّ في ثَنيَاتِ الزُرْقَة كأنَّمَا تُبارِكُ عَودتِي مِنْ جدِيدْ ، أُقدِّمُ عَزائِي أوَّلاً ، وَ أُطِلُّ على عَيْنيكَ ، كأنَّكَ لمْ تَفقِد رِفقَةً أضَاعُوا لكَ يداً مِلئُها وَجهِيْ .. ! أتلمَّسُ الفضَاءَ الوَاسِعَ منْ بينَ يديَّ وَ مِن خلفِيْ ، فأُمسِكُ ضَياعَك ، وَ يتكتَّلُ في يَدِي .. أُحِاوِلُ أنْ أمدكَ بِعنَاوِينٍ قَديمَةٍ أشُكُّ في وُجودِها ، وَ مَا إذا كانَ أهلُهَا هُم أمْ تبدَّلتْ دِيارُهُم وَ قُلوبُهم .. ! أصْرِفُ لكَ الأملَ ، فَـ تتنَاولُه مرَّتينِ فِي كلِّ يَومٍ لا أجيءُ إليكَ فِيه .. وَ في آخِرِ مُنعطفٍ ، تقفزُ فِي وجهِي لِتقولَ لِي : لمْ تنفعْنِي وَصفَاتُكِ في شَيء ، أقُصُّ طُولَ الدَّمعَةِ فَـ أُرسِلُها ، وَ إذْ تَضِيعْ ، أُردِّدكَ بِخفُوتْ : سَامِحنِيْ ، إنَّما كُنتُ أُحاوِلُ أنْ أجِدنَا مَعاً ! |
وَ ما انتَهتْ أعوَامُنا !
.. .. لا تَتعجَّبْ من شيءٍ ، ابقَ هادِئاً ، وَ ابعَثْ مُباركَاتَكَ في العِيد على هَيئةِ سُلَّمٍ يصعَدُ بِي إلى أنَاقَتِكَ ، وَ ابتِسَامَتِكَ ، وَ صُبحِكَ الوَضَّاءْ .. وَ ليلِكَ الصَّعبِ المُهلَّلِ بِالأنوَارْ .. قرِّبنِي بِأنامِلَ مُرتَجفَةٍ إلى الوَرَقُ إذ يفِرُّ منْ أسلاكِهِ لِيفرِغَ فَحوَاهُ بإذنٍ منَ المَاء ، قرِّبنِي إليهِ لِأًعِيدَ ُشُخوصَ الحِكايَاتِ التي لففنَاها في حِجابٍ ثمَّ هُتكَ سِترهَا .. وَ أشِرْ إلى النُّورِ أنْ يرجِعَ من جدِيد : هَلْ تعرِف أيُّ نُورٍ أعنِيْ ؟ ذَاكَ الذي خرجَ مِن أكمَامِ الصِبَا ، ثمَّ في مرحلَةٍ ما تفكَّكت خُيوطهُ فَـ بهُتَ وَ استحالْ ! نَاوِلنِي قلبَكَ الرَّهفُ إذْ تَرفعهُ في خِزانَةٍ عاليَة .. وَ أعفِنِي منْ صَنَادِيقِ الخَيبَاتِ حِينَ أُكدِّسهَا على بَعضٍ ، لِـ تُوصلنِي إليكْ ! يا بَعِيدي الوَاقِف هذا الآنْ عندَ مدخَلِ الفرَح : ادخُلْ لِتدُم بِسَعدِها لكَ الأعيَادْ . :flower2: |
توقَّفتُ بِرَيبْ .
.. .. الآن ، وَ كلُّ أوَانٍ مضَى مُنذُ ساعَة الإجابَة التي أتَيتَ بِها غَيباً ، وَ أتيتُكَ بِها قدَراً مغصُوباً ، تُسيِّرُنِي اللحظاتُ الصّعبَة إلَيك ، إلى رِداءِ الفَجرِ ذاكَ الذي غفَتْ فِيهِ العَصَافِير .. إلى شهقَةِ المِيلادِ الأولى ، إلى الهمسِ الذي يَمرُّ بِجوارِي ، وَ أسلُو عنهُ بِصَوتِكَ البَعِيد .. ، إلى الرَّحلات المُتأخِّرَة ، وَ تلكَ التي لم تَزَل في قَيدِ الانتظَارْ .. ، إلى العَينَينِ الذَابلَتَين ، التي ظننتُ أنِّ قلبِي لا يخفِقُ إلا عِندَ سَهوِهَا الطَّوِيل .. هكَذا كانَ المسَار مُنذُ وَقتٍ طويلٍ خلَى ، يمرُّ بِكَ ، يُلقِي تحيَّة الصّبَاحِ على توتُّركَ المُفاجيءْ .. يسألُكَ : هل سَتأتِي هذهِ الليلَة ؟ أم لا حاجَة لأنْ يتسَارَعَ الأذَى وَ الرِّيح معَ مَطرِكَ الآتِي من صَوبِ النَّافِذَة ، يأتِيكَ مُحمَّلاً بِالوقتِ وَ الخيبَاتِ وَ العبُوسِ و الابتسَامِ ، وَ زلاّتِ الكلام ، وَ المرَايَا المُتشظيَة ، .. يُحرِّكُ الوقتَ في أيَّانَ تَعبِكَ ، لِيتولَّى عنكَ سَرِيعاً .. وَ يحُومُ حَولَ أرَقِكَ في هزِيعٍ مُتأخرٍّ من الليلْ .. ، يسألُكَ العفوَ .. ثمَّ لا يتبدَّلْ .. أعلَمُ أنَّهُ مُغالٍ في الاهتِمامِ بِكَ ، وَ في الجِنايَةِ عليّ وَ على طُرقٍ قد تتبنَّانِيْ في مُستقبَلِ آنٍ .. لديَّ إرهاصَاتٌ كثِيرَة ، أشعُرُ أنَّها حقيقيّة ، لكنّي أُطيلُ في عُمرِها قليلاً .. ريثَما يهطِلُ مطرٌ وَ يغسِلُ خيباتكَ و َ دمعي ، وَ الغُبار في ثنيّاتِ الأيّامِ .. وَ السُّوء ، ... السُّوء الذي يتفلَّت من حدِيثِ الأصدِقاءِ . |
.. ، معَ خالِصِ أسَايْ .
.. .. حِينَ أمرُّ بِشَيءٍ يُذكِّرُني ، بِأنَّ العفوَ مَقدِرَةٌ كما هُوَ عندَ المقدِرَة .. أتدحرَجُ إلى أرضٍ قرارُها بَعِيد ، وَ السُّقُوطُ بِاتجَّاهِها مَوت .. تِلكَ اللحظَات وَ الأيَّام ، بِقدرِ ما كانَت عَابِرَة ، بِقدرِ ما هِيَ اليَوم مُوجِعَة وَ حادَّةَ الأطرَاف .. أسْألُ اللحظَ الذي فرَّ منكَ إلَيْك ، وَ سَارَعَ في الإغمَاءِ كَـحلِّ مُؤقَّتٍ لِيفرَّ من عَينيْك .. أستَوقِفُهُ لِأطرَحَ الدَّمعَ في ارتِباكَتِه ، وَ صُبحِهِ الذي لا يَغيبُ كما أنَا .. يَتجَاوزُني ، لا يسمَعُ أعذَاري التي تصرُخُ ، وَ يُردِيهَا ضعفُ الصَّوْت .. : تِلكَ المحطَّةُ التي أذِنَت لَكَ بِالعُبورْ ، هيَ نفسَها التي أغلقَت علَيكَ السَّفرَ إلى الوَطنِ الذِي تَقصِد .. هيَ نفسَها التي سَحبَتْ مني رُخصَة التحدُّثِ بمَا يُؤلِم ، وَ ما يُقلق ، وَ ما أفترِضُهُ أنا ، وَ مايفترِضهُ غيرِي .. هيَ نفسَها التي تكتَفي بِالتحدِيقِ في وجهِي ، وَ في وَجهِك .. ثمَّ تتنّفسُ مُرتادِيها بِعُمقٍ وَ ارتِياحْ .. |
،
.. .. هَلْ قُلتَ لي من قبل : أنني القَدرُ الذي تَخشَاهْ ، وَ الغيبُ الذِي لا يُمكنُكَ التنبؤُ بِأوانِ حُدوثِه .. . ؟ صَباح اليَوم ، وَحِينَ ألقَتِ السَّماءُ نظرَةً على عتمتِي ، وَ ألقَيتُ نظرَةً على الطائرِ الذِي يسِيحُ في فضَائِها .. وَ يرمِيْ بِالأُمنيَاتِ في أرضِ الشُرفَةِ الصَّغِيرَة .. فَجأةً .. هطلَتِ الذّاكِرَةُ بِمطرٍ غَزِيرٍ ، وَ حلَّ على رُوحِي بردُ المَكانَ وَ حنِينُ الأزمِنَة . تذكرتُ أحادِيثنَا المُطوَّلَة .. تذكَّرتُ السَّهرَ إذْ نستَبقيهِ حتى سَاعات الشُّرُوق .. هبَّتْ على رُوحِيْ نسَماتٌ قاتِلَة .. أخذَتنِي إليكَ ، إلى السَّاحِلِ الشَّرقيِّ هُناك ، وَ إلى شَغفٍ كَانَ يَنتَظِرُ مَجِيئكَ لِيُزهِقَه .. بعثَرتُ الصُّوَر .. آذَانِيْ رَحيلي المُفاجيءْ ، وَ صبرُكَ الطَّوِيل . .. .. الآن : وَ لأنِّي أُفرِطُ في البُعدِ .. ، وَ الجفَاءِ ، وَ بِمزاجٍ صَعب التقبَّلْ .. ، وَ يُزهقُني الماضِيْ ، كمَا يُرهِقُني .. ، آمنتُ أنّي : القدرُ الذي تخشَاه ، وَ الغيبُ الذي لا يُمكنُكَ التنبؤ بِأوانِ حُدوثهْ .. !! |
، ..
.. .. نِهايَةٌ تقِفُ على رأسِ أيَّامي .. ، تُقَبِّلُ كآبَتِيْ ، وَ تسرِقُ دَمعاً حَارِقاً ، تُصيِّرُ الليلَ الطَّوِيل في كفِّها إلى تَأبِينِ راحلٍ مرَّ بِجوارِ غيمَتيْ ، ثمّ لم يَعُد . تُهيئُ المقَاعِد لِفراغٍ طويلٍ ، وَ التَّعبَ لِأملٍ مُستحِيلْ .. إيَّاكَ ياربَّ التّكوِين ، أعنِيْ ، لا تُحرِّك سَهوَتِيْ ، دعْني أنَامُ عمِيقاً دونَ أن يتذّكرني أحدُ .. دُونَ أن يصحُو عامٌ انصهَرَ في بُعدٍ ألِيمْ ، وَ يشهَدُ على سَيرِي المُتعثِّرْ .. ! أعلَمُ جيِّداُ أنَّ إحسَاسِيْ يَقِظٌ لا يتلاشَى .. وَ لا يبهُت حتى ، وَ لديَّ ذَاكِرَةٌ لا تنسَ أروِقَةُ المشفَى ، وَ ستَارَة السّرِيرْ .. وَ النَّافِذة االكبيرَة التي تحدَّثتُ منها إلى السَّماءِ كثيراً ، .. وَ جلسَات الزوَّارْ .. وَ عُلب الشُّوكولا ، وَ الوردُ الكثير الذي ذَبل .. وَ التلفَاز الذي لمْ يُردْ أن يفتحهُ أحَدْ .. وَ كتابٌ أمقتهُ كانَ على المنضدَة في ذاكَ الأوَانْ ، وَ دمعِيْ ، دمعِيْ لستُ أنسَاهُ يالله .. أعِدني إلى المنَامْ .. إلى الغفلَة ، أوِ العدَم . إلى طَورٍ لا أحتاجُ أن تُصافِحني فِيهِ الذكريَاتُ الحزِينَة .. لِأبكِيْ ! |
مُو حزن ، لكن حزِينْ :(
.. .. انتَهيْتُ من المطَرْ ، أوِ انتهَى هُوَ منّيْ !! لمْ يَعُد أحدٌ يذكُرُ كيفَ انشطَرنَا من غَيمةٍ وَاحِدة .. وَ الآنْ ، ليسَ ثمّة مَن يعرِف كَيفَ افترَقنَا .. ! |
أُ ـمِّـ !
.. .. بعدَ أن كانَ صَوتُكِ بالأمس يَطمئِنُ على مَنَاماتِيْ ، يَسألُنِي الفرَح ، وَ يُعبِئُ لِي ضِحكَة الدُّنيَا في صَباحٍ أربِعاءٍ اعتقدتُّهُ مُختلِفاً .. الليلَة يسكُتْ .. يسكُتُ صَوتُكِ ، وَ قبلَ ذاكَ يبتَعِدْ ، وَ يصحُو فِيَّ فزَعٌ يُؤنِّبُني لأنَّكِ البارِحة فقطْ كُنتِ هُنا ، وَ كنتُ أنا بِرُوحي في كلِّ مكانٍ سِواكِ ! لستُ أعلَم ، لِمَ أبدُو هكَذا وَحِيدَة ، وَ خائفَة ، وَ مُعلَّقَة بِظلٍّ تركتِهِ لي هُنا ! الدَّمعُ يطرقُ جفنيَّ بِإلحاحٍ مُؤذٍ ، وَ الارتبَاكُ يُوجِعُني إذ أُحسُّ صوتاً من قريبٍ فأتهيؤهُ أنتِ .. منسُوبِ النَّدمِ يعلُو ، يعلُو معَ كلِّ خفقَةٍ تُذكرِّني بأنِّكِ الآن بَعيدَةٌ عن وِسَادتِيْ ، وَ منَامِيْ ، وَ صبرِيَ النَّافِدْ ، وَ لَيلِيَ الذي تعوَّد حنانَكِ ! الليلَة يأتي غِيابُكِ على هيئةٍ كئيبَةٍ جداً ، على صِفَةٍ تُمزِّقُ عُقوقي ، وَ انشِغالِي ، وَ صَوتيَ الذي لم يَنخفِض يوماً .. انتهَى ، انتهَى الذِي أرَّقَكِ وقتاً طوِيلاً .. وَ ابتدأتُ أنَا .. العصيَّةُ على دَمعِكِ منذُ الآنْ ! أُحبُّكِ .. وَ أخشَى ألا يَكتَفي العمرُ بالذي كَانْ ، أُحبُّكِ ، وَ أخشَى أنْ يُوقِظنِي طَائرٌ ضَالّ على نافِذَةِ العزَاءْ ، أُحبُّكِ ، وَ أبكي هذا الحِينْ ، أبكِي لِأنِّي قليلَةٌ بِدُونك ، وَ وَحيدَة ، وَ خائفة .. : ( |
الـ 25 من ديسمبَـر !
.. .. للتوثِيق .. ، أُريدُ أن أقُول أنَّني الليلَة التمَستُ أُنساً كثِيراً .. وَ سرَّبتُ دَمعاً تعلَّقَ على أهدَابِيْ ، في حُلمِ البَارِحَة ، وَ آمنتُ أنَّ الحيَاة بِمقدُورها أن تستَبدل هِباتها في ظرفِ يومٍ واحدٍ فقط .. شُكراً لِكلِّ من أحَبَّ زرعَ ياسَمينٍ في بَاحةِ قلبي .. وَ أُخرَى ؛ لأنِّي أُزهِـرْ : ) . |
[ ! ]
.. .. لسببٍ مَا .. لا أعلَمه .. الليلة لا تبدُو ثقيلَة كالعَادَة .. ، هيَ تتحدَّثُ إليّ ، وَ تمنحُنِي ضَحِكاتِ الآفلِينَ معَ العَام .. لسببٍ مَا .. لا أعلَمه .. الليلَة تَبدُو كَـتَاجٍ عَلى رأسِ حُزنِي المُعتَّقْ .. كَـتاجٍ أُحسُّهُ بِاهتمامٍ وَ لا أعنِيه ! |
الساعة الآن 08:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها