ضجيجُ الكائنات ..!
أريدُ خمسة َ أشياءَ تثبتُ وجودي .. رابعها حجة ٌ واضحة ٌ لـ يمرّ بي كلّ هذا الحزن .. وأموتُ قبلَ أن أعرفَ الخامسة ..! الأسبابُ التي أدتْ إلى موتي ليستْ واضحة ً أبداً .. أنا أولُ صرخةٍ في هذا العالم ِ لم تـُسمع .. ضجيجٌ يختصرُ المسافة َ بينَ : أول ِ هبوطٍ بـ يدِ آدمَ .. وآخرُ صعودٍ بـ يدِ الملائكة ..! كدتُ أبلغُ الخمسينَ من عمري .. والسبعينَ من قلقي .. كدتُ أبلغُ ما لم يبلغهُ ذو القرنين من قبل .. إلا أنّ مارداً ذو بطن ٍ متسع ٍ عرقلَ بلوغي .. وخبّـأني داخله ..! يا سيداتَ الحفل ِ شكراً .. شكراً لـ الذينَ أحبهم .. يا سادة َ الحفل ِ شكراً .. شكراً لـ الذينَ أحبهم .. أريدُ نهاية ً مُرّة َ المذاق .. كـ خطابٍ طويل ٍ ممل ٍ كئيب .. أريدُ خمسة َ أشياءَ تـُثبتُ وجودي .. ثالثها غيرُ مفهوم ٍ إلا لي .. كـ حزني الآن .. كـ بقيةِ الأشياءِ التي تتركُ أثراً .. دونَ أن يتهمها أحد ..! |
إني ممتلئٌ بـ أشياءَ لا أعرفها .. وما أعرفهُ يتركُ مجالاً لـ بقيةِ الأشياءِ : التي سـ أتعرّفُ عليها لاحقاً ..! |
أنا سببٌ جيدٌ لـ يرتفعَ مؤشرُ الحزن .. وسببٌ وجيهٌ لـ تنخفضَ معدلاتُ البطالة .. الكآبة ُ وظيفة ٌ شاغرة ٌ لـ من يريد .. الكآبة ُ أصغرُ الأشقاء لـ السيدِ " كتابة " ..! |
غفلة ُ الطفل ِ هوَ ما صُفِعْتُ بهِ اليوم .. لو أنّ الوقتَ يُعادُ ؛ لـ أعدتُ قانونَ الجاذبيةِ .. لـ جعلتُ ارتفاعَ الكائناتِ مرتبط ٌ بـ الطهارة .. مرتبط ٌ بـ ثقل ِ البياض وسرعة إجابةِ أحدهم .. غفلة ُ الطفل ِ مرضٌ مؤقتٌ لا يشتكي منهُ الآباء .. مرضٌ لا علاجَ لهُ في معتقدِ طبيبٍ يعرفُ جيداً : أنّ الجاذبية َ عطرُ الأرض ِ الذي لا يُشمّ ..! |
سـ ألقي خطاباً طويلاً عن الصدق .. رغمَ أنّ الخطابَ مسروق ..! |
الآنَ أصبحتُ كوبَ الحزن ِ المفضل .. يمتلئُ دائماً دونَ أن يُفرغهُ أحد ..! أنا ابنُ رجل ٍ يبدأ بـ حرفٍ لا يُقرأ .. وأم ٍ تنتهي بـ كلمةٍ لا ينطقها الكاذبون ..! |
كلّ ذرةِ هواءٍ في رئتيّ .. تحملُ الذاكرة َ الأولى لـ حياتي .. لو أستطيعُ لـ أمسكتُ بـ أحدها : وصفعتها حتى تعترفَ بـ النسيان ..! |
القبرُ ؛ فمُ الأرض الذي يبتلعكَ دونَ جوع ..! |
أصبحَ " القلبُ " تجربة ً غيرُ مرغوبٍ فيها ..! |
لَمْ أُصْبحْ أطولَ من ذي قبل .. رغمَ أني [ فارعُ ] الحزن ..! |
اللعناتُ تأتيكَ رويداً رويداً .. وهيَ في هذا المساء : كانت ترغبُ بـ أجازة .. لـ ذلكَ أتت اللعناتُ مرة ً واحدة ..! |
السطرُ الأخيرُ في أغنيةٍ لم أغنِها أنا .. كانت لكـْ ..! |
عقلُ العصفور ِ لا يدفعكَ إلى الخوفِ أو القلق ..! |
الليلُ الذي يسيرُ حافياً دونَ حذاء .. يستعيرُ آمالنا فـ يكبر .. وأوهامنا فـ ينتفخُ كـ بالون ِ هواء .. الليلُ الذي يسيرُ حافياً .. طرقاتهُ ليست القلب فقط .. نحنُ / أنتم / أنا .. طرقاتهُ شائكة ٌ ومعقدة .. لهُ قدمين ِ كلاً منها ينتهي بـ أربعةِ أصابعَ وألم ..! الليلُ ليسَ " أنا " .. إني اعتزلتُ مهنتهُ منذ زمن ..! |
أحياناً أتساءلُ عن سببِ هذا .. كـ أني لم أجد الطريقَ إلى عقلي .. الثكناتُ تملؤني كـ حالةِ حرب .. أو كـ حالةِ حبّ .. وحدي من يعرفُ ما هوَ الفرقُ بينَ شيئين ِ : يلتقيان ِ مرة ً كلّ ألفِ عام ..! وحينَ يأتي الفجرُ بـ كامل ِ أناقته .. وبـ كلّ ما يملأ السماءَ نوراً .. أعرفُ الفرقَ بيني وبينَ رجل ٍ ليليّ ..! الليلُ / المهنة ُ / القلقُ / السيجارة ُ / الكتابة .. كلّ هذهِ الأشياءِ تجعلني أنسى كوبَ القهوةِ بضعة َ أيام .. وتجعلني أتذكرُ مزاجاً عكراً .. وأفتقدُ صخبَ الأطفال ِ في طريقهم إلى المدرسة ..! أريدُ عكازاً كانَ لـ أعمىً مسنّ .. أن ألمسهُ وأعرفَ مقدارَ الهدايةِ به .. أن أتحسسهُ بـ شيءٍ من الانكسار .. فـ يُخبرني بـ قدرةِ الأعمى على الصبر .. أريدُ عكازاً مليئاً بـ الحكايا .. مليئاً بـ الوحدةِ آخرَ الليل .. مليئاً بـ شجرةٍ لم يتسنَ لها إرضاعهُ لـ فكرةٍ كافية ..! |
كلّ هذا الحزن الذي يملؤني .. والذي يبرزُ عني كـ جذع ٍ جافّ .. كلّ هذا السهر الذي جرّبني .. حتى استفرغَ مني شيئاً طرياً لا زالَ ينبض ..! كلّ تلكَ الأشياءِ التي تحومُ في الأعلى .. - أعلى رأسي تماماً - وتريدُ أن تأكل .. ليست كافية ً لـ أموت .. ينقصني غيابٌ واحد .. غيابٌ واحدٌ لـ تكتملَ نبوءتي .. هكذا ؛ اكتمالٌ يجعلني أقفُ بينَ بحرين ِ : وأسألُ الشاطئَ عن أمر ٍ محرج ..! ينقصني غيابٌ أخير .. لـ ذنبٍ لم أقترفه .. لـ أبٍ لا يعرفني .. لـ امرأةٍ أحاولُ جاهداً أنْ أعرفها / أنْ تعرفني .. غيابٌ أخيرٌ كـ سحابةٍ لا تعرفُ شكلها القادم ..! |
أريدُ كتابة َ رسالةٍ يقرأها الطرفُ الآخرُ بـ صوتي ..! |
الضجيجُ الآنَ يخفت .. بـ قدر ِ ما تظهرُ الحقيقة ُ كـ جثةٍ طافية .. الضجيجُ يختفي .. فقط حينما تـُمعنُ في هدوئكـْ .. وتتجهُ إلى صوتٍ وحيد ..! |
الوقتُ كفيلٌ تماماً بـ إزالةِ العقربِ الأكبر ..! |
ابْصُمْ ..! أمرهُ أنْ يبصمَ على اعترافٍ مليءٍ بـ الخطايا .. فـ قالَ : أحتاجُ سكيناً لـ أبصمْ ..! تعجّبَ الرجلُ من طلبهِ ؛ وأعاد : ابْصُمْ ..! فـ حنى ظهرهُ إلى الوراءِ كثيراً .. وصرخَ حتى قفزَ قلبهُ على طرفِ الورقة ..! الأثرُ الذي يتركهُ أصبعكَ سـ يمحوهُ الزمن .. الأثرُ الذي يُترَكُ في قلبك .. صدقني ؛ لن يُمحى ..! |
إذا أردتَ أن تعرفَ قيمتكَ لدى شخص ٍ ما .. فـ اختبر ذاكرته ..! |
إن التاريخ َ شيءٌ يذكرُ الأحداثَ كلها .. لكنهُ لا يذكرُ أولَ من استخدمه ..! |
أضعتَ عنوانها ..؟ - سؤالٌ سخيفٌ من صديق ٍ قديم - نعم ؛ أضعتُ عنوانها .. فـ أنا لم أطلبْ هاتفها من قبل .. ولم أطلبها لقاءً من قبل .. ولم أعشقْ غيرها من قبل .. ولم أرَها من قبلُ أيضاً ..! هذا الخيالُ أعلاهُ عن الحبّ .. عشتهُ طويلاً .. وقصيراً .. ومعتدلاً مع قلمي .. عشتهُ حتى عشقتُ امرأة ً من " كلمات " ..! |
متى ينتهي الحزنُ من مهمتهِ على وجهِ الأرض ..! |
مررتُ
علّني أتركُ ضجيجيّ هُنا مضيت بهدوءْ .. أضحكُ بصوتٍ خفوتْ لكني كنتُ سأحكي عن رجلٍ يمرّ كلّ حين على ذاكرتي يُلقي عليها السّلامَ يبعثُ بالقصائدِ النّائمـة إليّ كِدتُ أتلوها قصائده تُشاغبني عيناه .. عيناه الضّوءُ حين تجيئانِ تلعنانِ لغةَ الكلامْ و الكلامُ في عرفِ الحبّ محضُ عتمةٍ غيرَى إنه يأتِي .. يسألني الكفّ يا ماجِد يقولُ ذا ضجيجُ الكائناتِ و أنتِ تأتين بضجيجِ الكلمــاتْ . . سآتيك حينَ عودةٍ بضجيجِ كائناتي حين تُصيبني لعنةُ الكلامِ |
اقتباس:
سـ يكونُ ضجيجكـِ بـ مثابةِ منارةٍ على شاطئ ِ بحر .. تنبؤ القومَ ألا تصطدموا فـ يغرقُ القارب ..! |
الخطأ الذي تُعلقة على عاتقي كعذابٍ أبديّ أنتَ من أهداني إيّاه عندما كُنت أعمى كتعويذة أبديّة..! |
الساعة الآن 03:59 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها