رَسَائِلُ الغِيَابْ
رَسَائِلُ الغِيَابْ إهْدَاء : إلَى مَنْ سيّرْتُ لها قَوَافِل الكَلِمِ حُرُوفًا وسُطُورًا، وأمْسَكتُ بأرْدِيَةِ الحَرْفِ لأكْتُبها قَصَائِدًا وأشْعَارًا إلَى النَّبْضِ الأبْيَض القَاطِنِ بِعُمرِ الغِيَاب كَوَطَنٍ بحَجْمِ قَلْبِي أو يَزِيد أقُولُ لهَا، أنّ الحِبْر بهَا سيبْتدِي والقَصَائِد بِعيْنَيْهَا ستنْتَهِي رِسَالة الغِيَاب الأولَى: لأنَّهُ لَمْ يتبَقَى لنَا مِنْ ذِكْرَيَاتِنَا شَيْء، لاَ حُزْمَة حَنَان ولا نَفْحَة ذِكْرَى، ولأنَّ الأقْدَار لَعِبَتْ لُعْبَتهَا بِنَا وسَلَبَتْنَا أيَّامًا كَادَتْ تَكُونُ الأجْمَل فِي حَيَاتِنَا، سأحْفِرُ مُجدّدًا فِيمَا رَدَمَهُ الزَّمَنْ بحْثًا عنْ تَفَاصِيلٍ مَازَلتْ مُخبَّأة بيْنَ جُدْرَانِ ذَاكِرتِي المُهْتَرِئة، لأنّي لاَ أرَى رَيْبا فِي نَبْشِ أتْرِبَة مَاضٍ أيَّامُهُ كَانتْ حُبْلَى بأمْنِيَاتٍ بَيْضَاءْ مَاطِرَةٍ بحُبّ وفَرَحْ، فيَعُودُ لِقَلْبِي ذَلِكَ الدّفْء وتِلْكَ الذّكْرَيَاتُ الجَمِيلة، يَوْمَ كُنَّا نتَقَاسَمُ قَلْبًا نَابِضًا ورُوحًا جُمِعَتْ أشْلاؤُهَا المُغْتَرِبة فِي صُنْدُوقِ أيْسَرِ صَدْركِ الوَاسِعِ جدًّا جدًّا، يَوْمَ كُنَّا نتَبَادَلُ الكَلامَ بضَمِير حُبّ مَا فَارقَنَا وجُرْعَةِ صِدْقٍ رَافقَتْنَا جُلّ الأمْسِيَات، يَوْمَ كَانَ النّقَاءُ سيّد كُلّ مَا مرّ بِنَا مِنْ موَاقِفْ، حتَّى لَوْ طُلِبَ منّي حِينَهَا اخْتِيَار لَوْنٍ يُتَرْجِمُ طَبِيعَة علاَقَتِنَا مَا كُنْتُ سأخْتَارُ غَيْرَ البَيَاضْ، كُنَّا نَعِيشُ عَلى أرْضٍ خِصْبَةٍ هَمَسَاتُهَا دَافِئة دفْءَ الحَنِينْ، ليَأتِي سَهْمُ الغِيَابْ ويَسْلُبَ قُبْلةً أخِيرةً مِنْ ثَغْرِ الحُلُم الجَمِيلِ، لأصْبِحَ أنَا قَتِيلة الفَقْدْ وأرْمَلة الحُلُمْ، أرْتَمِي بِزِنْزَانَةِ الوِحْدَة، أمَارِسُ الكِتَابة باللونِ الأسْوَدِ تَحْتَ سَقْفِ القَهْر، أكْتُبُ عَنْ حِكَايَتِنَا المَلْأى بِتَرَانِيمِ ودّ أزلِيّ، أتّخِذُ دَفْتَرِيَ الأصمّ لألطّخَهُ بحِبْرِ يَرَاعِي العَتِيقْ، وأجْعَلُ مِنْهُ كِتَابًا يحْمِلُ بَيْنَ دفتيْه رَسَائِل نُقِشَت عَلَى وَشْمِ الغِيَابْ. أجْهِضتْ أوْلَى رَسَائِلِي مِنْ رَحِمِ القَلَمْ يَوْم :09\03\2010م على السَّاعة : 00:40 يُتْبَعْ ... |
يا لحكاياتِ الغيابِ يا مجدْ
مؤرّقةٌ يا صديقتي .. تجعلنا ننحني للحزنِ نمنحهًُ راياتنا البيضاءْ اقتباس:
و أنتِ تطرّزين من قهر الغياب .. أردية الجمال :rose: قبلات لروحك يا ابنة وطني وَ مُتااااابعة ،! |
عبيريٌّ قلمكِ يا مجد...
اشتقَّ أريجه من أزهار الإبداع ولطف المعاني كلماتي تقف عاجزة كلما مررتُ أمام عباراتكِ وأفكاركِ المرسومة في لوحة الحزن المديد سامحيني إن قصرت في ردي ... فمهما بلغتُ من قدرة التعبير , أراني مقصرة حتماً عشقتُ الحزنَ لأجل إلهامكِ العميق لكِ , لقلمكِ , لقلبكِ : محبتي وتحية تصافحُ روحكِ النقية |
اقتباس:
لَيْلَى شُكْرَاً تَتَنَاثَرُ مِنْ حَوْلِكِ يَا نقيَّة لأنَّكِ اقْتربْتِ وزرَعْتِ بِقَلْبِي فرَحًا كَبِيرًا لأَجلكِ دَفيقُ اليَاسَمين وَ الوُد جَزيلاً .. :rose: |
اقتباس:
جُورِي هَذَا القُرْب أَسْعَدنِي جِدًا .. أَشْكُر لَكِ اللّطْف وَ الرّقَة ولِهذهِ المَشاعِر البَيضَاء مُمتنّة جداً يَا نقيَّة لكِ مَا شِئْتِ من الأورْكِيدْ flwr2 |
رِسَالةُ الغِيَابِ الثَّانِية
رِسَالةُ الغِيَابِ الثَّانِية : حِينَمَا يُغَادِرُونَنا لاَ شَيْء يَبْقَى مِنْهُم سِوى رَائِحة الرَّحِيل، وفُتَات ذِكْرى تُسَاعِدُنَا علَى تنفُّسِهِمْ حَنَانًا، تُثِيرُ فِي فَرَاغاتِ صَمْتِي رَغْبَةً فِي كِتَابَتِهِمْ أسْطُرًا جَمِيلةً تَحْكِي بَعْضًا مِنْ قِصَصِ مَاضٍ جَمَعنَا .. الآنْ .. أنَا شَدِيدةُ الحَنِينِ إلَى رَفِيقة حُزْنِي وفَرحِي، إلى ذِكْريَاتِي الجَمِيلةِ مَعَها وإلَى السّنِين التِي مَضَتْ تَجْمَعُ بَيْنَ أيَّامِهَا أرْوَعَ مشَاعِرِ أخوَّةٍ لاَ أظنُّهَا ستتكرَّرُ فِي محطَّةٍ أخْرى مِنْ محطَّاتِ حيَاتِي .. وهَا أنَا أتجوَّلُ بَيْنَ أرْوِقةِ ذَاكِرتِي العَتِيقة، لألْتَقِيَ بكِ مُجدَّدًا فأسْعَدُ أكْثَر وأشْتَاقُكِ أكْثَر فأكْثَر، لأنّنِي متأكّدَة أنْ لاَ أحَدَ كَان سَيَشْتَاقُ إلَيْكِ كَمَا أفْعَلُ أنَا، فحَتَّى فِي قَرارةِ حُلُمِي كُنْتُ أتمنَّى لِقَاءً بِكِ يُعِيدُ إليَّ بَرَاءَةَ رُوحِي، ويُذْهِبُ عنْ قَلْبِي حُزْنَهُ الأنِيقْ أيَا مَنْ زَرَعْتُكِ فِي قَلْبِي لَحْنَ حَنِينْ، وغَادَرْتِنِي لِتَجْعَلي شمَال صَدْرِي ينْبِضُ أنِينْ يُحْزِنُنِي جِدًّا أنْ يَسْرِقَكِ الغِيَابْ عِنْدَمَا تسْرِقُنِي مَتاعِبُ الحَيَاةِ ومشَاغِلَهَا، ويُشْجِينِي أنْ تَذْهَبي بَعِيدًا إلَى حَيْثُ لاَ أدْرِي بحْثًا عنْ وَمِيضِ فرَحٍ وتَتْرُكِينِي أتلَوى وجَعًا مِنْ إصَابَاتِ الفَقَدْ التِي عثَتْ فَسَادًا بجَسَدِ رُوحِي النَّحِيلْ، رُبَّمَا مَا كُنْتِ سَتَخْسَرينَ كَثِيرًا بهَكَذَا رَحِيلٍ مُفَاجِئْ، ولاَ أنَا كُنْتُ سأحِسُّ بهَذا الفَراغِ الذِي يَحْتَوينِي، ولكنَّهُ نُبْلُ مَشاعِرنَا منْ خلَّفَنِي امْرأةً لا تُجْهِضُ سِوَى الأَلَمْ، تتحسَّسُ كُلّ مَسَاءٍ جُدْرَانَ النَّبْضِ بَحْثًا عنْ شيْء عَالِقٍ هُنَاك، فلاَ تَجِدُ سِوَى الخَيْبة، خَيْبةٌ تُلْجِمُ سُكوُنِي وتُثِيرُ غِوايَة صمْتِي فأنْحَنِي لمَدَاراتِ التِيه، أحْتَسِي كُؤُوسَ النَّدَمْ وأغْرِقُنِي فِي لُجَجِ شَوْقِي إلَيْكِ، أكْتُبُكِ بحَرْفٍ شَاحِبٍ وقَلمٍ مدَادهُ مُهْتَرئٌ يُشْبِهُ صَاحِبتَه كَثِيرًا، أقِيمُ عَلَيْكِ صلاَة الرَّاحِلِينْ وأتْلُو عَلَى قَلْبِكِ سُورةَ الآفِلِينْ ورغْمَ تَوارِي جَسد الفَرحْ تحْتَ ثَرىَ الأقْدَار، لمَّا سَرَقَتكِ المَنَافِي منّي، مَازَال بِي يَقِينٌ أنَّه بَيْن رُوحِي ورُوحكِ ورُودٌ لاَ ذُبُولَ يَعْتَرِيهَا، وإنَّها الرَّافِلُ الأوْحَدْ الذِي يَجْعلُنِي أرْسُمُ أمَلاً يتشَعَّبُ فِي مَجْرَى الوَرِيدْ، وأحْمِلُ رجَاءً فِي سُويْدَائِي أنْ يَكُونَ لنَا لقَاءٌ أخِيرْ، يُحرّرُنِي منْ هَذِه الذَّاكِرة المُثْقلَة بالحَنِينْ والوَجَعِ الكَبِيرْ. كُتِبَتْ يوْم : 09\03\2010م علَى : 23:45 يُتْبع .. |
اللون الأبيض يسكننا يا مجد ونسكنه كَثيراَ : ) flwr1وَحين يغيب نَشعر بفراغ كبير .. كبير جداَ , , حِينَمَا يُغَادِرُونَنا لاَ شَيْء يَبْقَى مِنْهُم سِوى رَائِحة الرَّحِيل، وفُتَات ذِكْرى تُسَاعِدُنَا علَى تنفُّسِهِمْ حَنَانًا، تُثِيرُ فِي فَرَاغاتِ صَمْتِي رَغْبَةً فِي كِتَابَتِهِمْ أسْطُرًا جَمِيلةً تَحْكِي بَعْضًا مِنْ قِصَصِ مَاضٍ جَمَعنَا .. ’ وَنظل نحكيهم ولا نمل يا صديقة () لِحرفكِ جمال .. مُتابعة : ) |
اقتباس:
لأنها الذكرى يا مجْد ، مهما نجهضها ظاهريّاً إلا أنّها بداخلنا تبقى " حيّة " لا تموت ! بل إنّها تتغذّى علينا من الدآخل ، وتنهشُ آخر ماتبقّى من حمْرة أو حياةْ لوجنتينَا ! " سبع أرواح :D / لكلّ ذكرى ;) " من رحم الألم هذا القلمْ من رحمِ الألم :m7: :rose: |
اقتباس:
سُميَّة مَا أنْ يَتَدَفَّقُ حِبْرُكِ عَلَىْ مُتصفّحِي، تَبْقَى السُطُورُ تَشْتَهِي أكْثَر و أكْثَر شُكْرًا مُكلَّلة بأبْهَى بَاقاتِ اليَاسمِينْ لهَكذَا مُرُورٍ مُبجَّلْ يَا رفِيقة كُونِي بالقُرْبِ دَائمًا لكِ ودّي و :rose: |
مجد الأمّة : أنتِ أسطورة .. أشتاق لقلمكِ .. |
متابعةٌ بشجى:m7: مجد الأمة .. ساحةُ الغيابِ ـ رماديَّةُ ـ الأجواء ! إني لا أطيقُ لها حملاً . / إيمَان |
رِسَالَةُ الغِيَابِ الثّالِثَة : كُنْتُ إذَا خَلَوْتُ بِنَفْسِي علَى عتبَةِ المسَاءْ أسَائِلُ المَنْفَى، لِمَاذَا يتحوَّلُ الرّفِيقُ إلَى أشْبَهِ بغَرِيبْ ؟! ولِمَاذَا كُلَّمَا مارَسْنَاهُ حُبًّا، يُمَارِسُنَا طَعْنَة غِيَابْ ؟! فيَقُول مَا لَكِ ولَهُم والرَّاحلُون عَلى بُعْدِ ألْفِ فقْدٍ مِنْكِ وأقُولُ أنَا، مَالِي وللمنْفَى أسْألُهُ وأنَا التِي توطَّدَتْ علاَقَتِي بخَيْبَةِ اللّقَاءْ، واعْتَدْتُ الوُقُوفَ عَلَى عتَبَةِ الغِيَابْ، أرْمُقُ قَوافِلَ الرَّاحِلِين بِعُيُونٍ مُمْتَلِئةٍ بالدُّمُوعْ ونَبْضٍ مُنْهَكٍ مِنْ فَرَطِ البُكَاءْ .. مَضى زَمَنٌ وأنَا مَازِلْتُ أنَا، أقْتَاتُ مِنْ فُتَاتِ الذّكْرى وأبْحَثُ عنْ رَائِحةِ الغَائِبِين\المُقِيمينَ بِشَرايِينِي فلاَ أجِدُ إلاَّ قَلْبًا مُمزَّقًا وحَزِينْ، يتلهَّفُ شَوْقًا لعَوْدةِ عَجَلةِ الزَّمنِ إلَى المَاضِي، مَاضٍ جَمعَنِي وإيَّاكِ، مَاضٍ مُفْعَمٍ بالدّفْء، مُشْرَئِبٍ بمشَاعِر الأخوَّة الصَّادِقة، أسَرْتِنِي حِينَها بشَفَافيّة رُوحِكِ وطِيبَةِ قَلْبِكِ وعطَائكِ اللامُتَنَاهِي، وتَرَكْتِ الأرْواحَ تَمْتَزِجْ لتُعْلِنِي عنْ دُنُوّ قَطَار البَيْنْ، وتَلْفُظِي كَلِمة الوَداعْ، وحِينَها رجَفَ قَلْبِي رجْفَة انْكَسَرتْ لَهَا أضْلُعِي، وكُبّلَتْ نَفْسِي بسَلاَسِل الفَقْدْ .. وبَعْدَ الرّحِيلْ أدْخِلْتُ سِجْنَ الوِحْدَة المَمْلوء بالضّياعْ، وأصِبْتُ بألَمِ الفَقْد الذِي ظلَّ يَعْبَثُ بدَهالِيزِ رُوحِي حتّى فقَدْتُ قُدْرتِي عَلى الثّبَاتْ، وانْثَويْتُ بَعِيدًا، أحْمِلُنِي وهَدِيرُ الحُلُمِ المُتفسّخِ كجُثَّةٍ مُنتنة، أمزّقُ فَسَاتِينَ أدْمُعِي عَلى وُجْنتِي الشَّاحِبَة، فألِدُ مِنْ جُعْبَةِ الحَنِينِ صِغَار حَرْفِي، وأكْتُبُهُم بقَلمٍ بَاتَ لَوْنُهُ أسْودًا كَلَوْنِ خَيْبَتِي، أحْكِينِي عَلى وَرَقٍ مُمزّقٍ يَرْثِي قَلْبَ صَاحِبَتِهِ المَكْلُومْ بِسبَبِ الغِيَابْ والغِيَابُ مَعْرُوفٌ ألَمُهْ، أمَّا أنَا فلَمْ أعَانِي مِنْ وَجَعِ الفقْدِ فقَطْ وإنَّمَا عِشْتُ الاحْتِضارْ، أتَعْلَمِينَ يَا رَفِيقَتِي ما الاحْتِضَار؟! هُوَ أنْ تتَحدَّثِي إلَيْهِمْ وتَقْضِينَ مَعَهُم أجْملَ الأوْقَاتِ، وأنْ تَعْلُوا جَلساتكُم ضَحَكَاتُ فَرَحْ، وأنْتِ تَعْلمِينَ أنه بَيْنكِ وبَيْنَ مَراسِمِ الوَدَاعْ لَحَظاتٌ مَعْدُودة لتفْقِدِي أمَل اللقَاءْ .. يَا عَدِيلَة الرُّوحْ، يَا نَبْضًا مَازَال عَالِقًا بِأرْدِيةِ القَلْبْ يَا منْ بأيْسَرِ الصَّدْرِ اسْتَكَنَتْ وضِلاَلُ ذِكْرَاهَا لازَالَتْ تأكُلُنِي رَغْمَ ضيَاعِ ذَاكِرتِي وَهَبْتُكِ قَلْبِي وبَعْضًا منّي، ومدَدْتُ إلَيْكِ يدِي لتُدثّرِي بهَا نَبْضَكِ الأيْسَرْ جَعَلْتُكِ ورْدًا يُزْهِرُ بَيْنَ صُخُورِ وُجْدَانِي مَشَاعِرَ أخوّةٍ لا تَنْدَثِرْ وعبَّقْتُ تَنهُدَاتِكِ بِعِطْرِ الفَرَحْ كُلَّمَا لامَسَتْ رُوحكِ رُوحِي كَيْفَ لكِ أنْ تطْغَيْ وتُمَارِسِي بحقّي الرحِيلَ بلاَ عَوْدَة؟ أنَا التِي تَحْتَرِفُ الغِيَابَ ولا تَغِيبْ، تُصَاحِبُ القِطَارات ولا تَرحَلْ رَغْمَ طِيبَتِكِ وتَفانِيكِ فِي الوُدّ إلاَ أنّكِ كُنْتِ قَاسِيَةً جدّا لمّا اخْتَرْتِ المنْفَى مَوْطِنَكِ الجَدِيدْ، ورَحَلْتِ بعْدَ أنْ كُنَّا معًا نرْسُم الأمَلْ حتَى نَهَشَتْ رغْبتُكِ المُفاجِأة فِي الرَّحِيلْ عظْمَ الوَصْلِ فافْتَرَقْنَا، ليَتلقَّفنِي موْتٌ سَحِيقْ، ويَكْسِرَ الغِيابُ ظَهْرَ مَشَاعِري،ِ فأغْدُوا امْرَأة مِنْ رمَادْ تحْمِلُ جَمْرَةَ قَلْبِهَا القَابِلةُ للانْطِفاءِ تَحْتَ أشْرِطَة الذّكْرَى. أتَعْلَمِين، أنَا امْرَأةٌ بحَجْمِ مَدِينَةٍ مُظْلِمةٍ ذَات لَيْلَةِ شِتَاءْ، تَسْتَعْمِرُنِي أوْجَاعٌ تَبَعْثَرتْ جَمِيعُهَا عَلى أزقّةِ الشَّقَاءْ، ولاَ يَسْكُنُنِي سِوى أشْبَاحُ لَيْلٍ ألِفتِ الغِيَابْ، لاَ ينْبَثِقُ نُورُ الفَجْرِ إلاَّ وقدْ اخْتَارتِ الفَنَاءْ، فَتَرْحَلُ جَمِيعُهَا لتُعَانِقَ عِباب السّماءْ، وأبْقَى أنَا أبْكِي حظّي، وأرْتَقِبُ عَلى شُرُفَاتِ بأسِي عوْدة الرّاحِلينَ أملاً فِي اللّقاءْ فسُحْقًا لِي، أنَا التِي تُؤنّبُكِ وأنْتِ بَعْضٌ منّي، ألْصِقُ بكِ تُهْمَة الرّحِيلْ وأنَا التِي ألِفتُ الرّحِيلْ أيَا قَلْبَهَا .. أسْتَسْمِحُكِ عُذْرًا، فالحَرْفُ هَذِهِ المرَّة قدْ انْفَلتَ مِنْ زمَامِي، وأبَى إلاّ أنْ يكْتُبَ نَفْسَه، وسأتِمُّ شَهْقَ آخرِ ألَمٍ وأعُودْ، فبِجُعْبَةِ القَلْبِ حَكَايَا لمْ تَكْتَمِلْ .. كُتِبَتْ : 12\03\2010م على : 19:43 |
ربما بعد أنْ مرَرْتُ من هنا .. آثرتُ الفرار خوفاً على قلبي ..! فـ الغيابُ / اللعنة ُ / الألمُ : يحملونَ ذاتَ الطعم / الرائحة .. لكنّ ألوانهم تتبدّل .. كـ الحزن ِ تماماً حينما نبدوا شاحبي الوجه ..! مجدُ الأمة .. ومجدُ قلم ٍ بينَ أنمليكـِ أدامهُ الله ..! ولا عدمناكـِ .. |
اقتباس:
تحيَّة لقلْبِكِ يا نقيَّة سعِيدَةٌ بنَفَحاتِكِ التِي عطَّرتْ رُوحِي ومُتصفّحِي دُمْتِ فِيْ كَنَفِ الْجَمَالْ يَا طُهْرَ المَطَرْ محبَّتِي |
اقتباس:
أشَكُر لَكِ عَبيَركِ الفَاخِر حَد الَبَذخْ و لِهَذَا الْهُطُول تَلابِيبُ الفُلّ يَا نقيَّة مودّتي |
رِسَالةُ الغِيابِ الرّابعة :وتُسَافِرِينَ وأظلُّ وحْدِي، أنْسُجُ مِنْ خُيُوط وِحْدَتِي وِشَاحَ حُزْنٍ يَخْنُقُ أشْواقِي إلَيْكِ، وتُسَافِرينَ وأبْقَى وَحْدِي وكُلّي أشْجَانٌ حبْلى بالبُكَاءْ يَا أنّايَ الضّائِعة فِي زحَامِ الغِيَابْ، لقَلْبِكِ أسَطّرُ آخِرَ رَسائِلِي ، ومِنْ أجْلِكِ سيُضاجِعُ قَلَمِي أوْرَاقَ القَلْبْ، فإلَيْكِ يَا مَنْ امْتَهنْتِ الرّحِيلْ، أرْفعُ أحْرُفِي المُلتصِقة بتنهُدَاتِ الوَجَعْ، فتقبّلِيهَا منّي كآخر هَدايَايَ الحبريَّة وكآخر مَا سأكْتُبُه إلَيْكِ سَلامٌ مِنَ الرّحْمنِ ورحمةٌ منْهُ تغْشَاكُم سَالَتْ أحْرُفِي جوْرًا عَلى هَذَا الوَرقْ حَاوَلتُ الكِتْمَان مَا يَكْفِي ولكنَّهَا أبَتْ إلاَ أنْ تَرْسُمَ نفْسَهَا لعلّهَا تَكُون قَدْ ترْجَمتْ شيْئًا ممَّا يخالِجُ النفْس وأسْكَنَتْ مَشَاعِرًا تعُجّ فِي القَلْبِ وتَحْتَدِمْ يَا أختًا فِي القَلْبِ قدِ اسْتَكَنت ولأجْلِ عيْنيْهَا المَدامِعُ قدِ انْهَمرَتْ ثَلاثة أعْوامٍ مُذْ لاَقيْتُكِ، كُنْتِ لِي فِيهَا يُنْبُوعَ صِدْقٍ وواحَة وفَاءْ، وكُنْتُ لكِ جنَّة صدَاقةٍ وتَرانِيمَ إخَاءْ مَازلتْ أرْدِية الفَرحِ تُعَانِقُنِي كُلّما تبَادلنْا الحَدِيثْ، إلاّ أنّ كَلامَكِ الأخِير جَاءَ كصَاعِقةً جَعلتْ منّي فتَاة مذْبوحَة عَلى أعْتابِ المَساءْ .. ذَات غسَقٍ حَزينٍ، أخْبَرتِنِي أنّكِ قرِيبَةٌ جدّا مِنْ ساعةٍ تحْمِلِينَ فِيها حقائِبكِ وتمْتطِينَ صهْوة الرّحِيلْ، فبَكَيْتُ حِينهَا بدَمْعٍ صامِتٍ، ثمَّ أخْبرتِنِي أنّني سأكُونُ أجْمَلَ ذِكْرَى ستُنْقشُ عَلى ذاكِرة الوَفاءِ فابْتسَمْتُ قُلْتُ أنّي سأحْزَنُ كثِيرًا لفِراقِكِ وأنّي سأبْكِيكِ دَهْرًا بدُموعٍ واهِيَاتٍ وأحْقُن أمَلِي بكِ بِحُقنة صبْرٍ كثِيفة البَياضْ، وقُلْتُ الكَثِيرْ وقْتهَا، ولكنَّنِي أدْركْتُ أنَّهُ القَدر، وسُنَّة الحيَاة لِقاءٌ وفِراقٌ فعَلامَ سأنْدُبُ حظّي، ومَا كَان دُنوّكِ مِن مضْجَعِ الغِيابِ بيدِ كلَيْنَا، ولا كَان اقْتِناءُ الفراقِ مِنْ أرْفُفِ الرّحِيل ذَنْبكِ غيْر المُغتَفَرِ ولكنَّها الحَياةُ منْ أطفأت جذْوة اللّقاءْ، فَيا لهَذِهِ الحَيَاةِ و مَا تفْعَل .. ولأنّ حيَاتِي أمْست حَالكَةً كوْجْهِ الفَجْرِ فِي ليْلة شتَاءْ ولأنّ جُرْحِي المُتوغّل بأعْماقِ عضَلتِي اليُسْرى ليْسَ لهُ تَوْأمٌ شَبِيهْ ولأنّنِي امْرأةٌ كُتِبَ عَلْيهَا أنْ تعِيشَ الفِراقْ وأنْ يَسْتبِيحَ جُلْمُوذُ البَيْنِ طُهْرهَا ويَرْمِي بهَا حيْثُ أوْطَان الرّفاتْ ولأنَّ العُمْر لمْ يَبْقَى مِنْهُ الكَثِيرْ فسأوَدَّعُكِ بدَمْعِ القَلْبِ قبْل حبْر القَلَمْ وسأتوقَّفُ هُنَا فحَرْفِي ما عادَ بإمكانِهِ الصُّمودْ إنَّ كلِمَاتِي جَاءَتْ مُثْخنةً بكُسْرٍ ووجَعٍ وفاجِعة قدَرٍ تسْتنْزِفُ الآهَ مِنْ رَحِمِ الغِيَابْ، ونَفْسُ الحُلُمِ بِي قدْ تلاَشَتْ وانْدَثرتْ فِي لُجَجِ الغُرُوب، ورُوح الأمَل قدِ انْثوت وبقِيتُ أنَا وَحْدِي عالقة عَلى ردَهاتِ الانْتِظَارْ، أتمسَّكُ ببَصِيصِ أمَلٍ يُسْعِدُ قلْبَيْنَا بمُزْنِ اللَّقَاءْ، فإنْ لمْ يأتِي لِقَاءٌ هُنَا فِي دُنْيا فَانِيَة، فلَنا لِقاءٌ قَرِيبْ فِي جَنَّة عَالِيَة، فأوصِيكِ بتَقْوَى الله، والعَملْ ثمَّ العمَل فإنّ سلْعَة الله غالِيَة جَاءَ الرَّحِيلُ أخيّتي جَاءَ الرَّحِيلْ .. فلْتَذْكُرِينِي كُلَّ يَوْمٍ عنْدَمَا يَشْتَاقُ قلْبُكِ للأصِيلْ ولكِ منّي عَهْدٌ كَبِيرْ بوَفاءٍ منّي كَثِيرْ، فمَا دَامَت فِي الجَسَدِ العَتِيق رُوحٌ تَسْري وقَلْبٌ ينْبِض، لنْ تُغَادِر صُورتُكِ مُخيّلَتِي ولنْ تبْرحَ ذِكْراكِ ذَاكِرَتِي، وستَبْقَى مآقِيَ مُمْتلِئةٌ بدَمْعِ الحَنِينْ، ولنْ يُغَادِرَ قَلْبِي شغَفُ اللّقاءْ حَبِيبَتِي لِقَلْبِكِ ودٌّ لا يَنْتَهِي، ولكُلَّكِ قُبْلةٌ دثّري بهَا نبْضكِ الأيْسَرْ ومِنْ قَلْبِي لقَلْبِكِ دعَواتٌ صادِقاتٌ أنْ يُسدّدَ اللهُ خُطَاكِ، وأنْ تَحُفَّكِ مِنْه رحَمَاتٌ وَاسِعَاتٌ أحبُّكُم فِي الله يَا أحبّةَ الرُّوحْ مَجْد الأمّة كُتِبَتْ يَوم : 19\03\2010م على السّاعة : 15:50 انتهى |
الساعة الآن 07:39 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها