غيابٌ شاتٍ ..!
يرتخي على المقعد الخشبي بجسده المنهك .. يميل إلى الوراء .. و يقبض كلا كفيه .. لئلا تطير النوارس المخبئة فيهما .. كما كانت تقول.. ” آهـ لو تعلمين شوقي إليكِ .. آه لو تعلمين مقدار حبي .. “ ينظر في الجزء الفارغ منها الممتلئ بها .. يتنفس بصعوبة ثم يزفر بألم ..”شتاء ليست فيه شتاء قارس كئيب ..” يصوب نظره ناحية شجرته المسنة .. و التي جلسا في ظلها .. و تساقطت أوراقها اليابسة على محط أقدامهما.. لقد غدت كامرأة تعزف في عزاء ببكاء أليم .. تهب موجة قارسة .. لا تستكين أبدا .. تلفح أنفاسه .. يرتجف جسده .. يصل البرد إلى شرايينه .. يظن أن الحياة ستتوقف في روحه .. "لو كان الميت يرجع .. لكنت أنت عائدة .. عائدة ..” يتنهد .. يردف بشجون .. “أتذكرين حين ..قلت لك إني أحبك أتذكرين .. حين قلتِ .. لا أصدقك .. و أشك فيما تقول .. أهمس في أذنك .. هل أخرج قلبي لترين نقشك فيه .. و اسمك يعبث في دمائه .. تردين عليّ بعنفوان .. لا أصدق .. و يحق لي أن أشك فيك .. ألست رجلا ..! أنثني قائلا .. ما تطلبين .. قولي .. و سترين .. و بانتصار عليّ تهمسين بدلال .. اجمع لي الطيور .. و أطلقها أمام شرفة غرفتي .. أبتلع حجم جنونك الجميل .. و أحقق جنوني بكِ .. أجمع الطيور .. أجمعها بعناية لأنها هديتكِ .. أجمعها و أطلقها في فضاءاتك .. تبتسمين .. كزهر تفتح .. لم أزل لا أصدقك .. أبتلع هزيمتي .. أبتلعها .. و أردد أنت الجنون .. و لن تصدقين قلبي أبدا .. تتمتمين .. و لن أصدق ..! أعلم أنك لا تصدقين .. و لن تصدقي حتى و إن ادعيت فقدي لحظة غياب .. حتى و إن بحثت عن روحي في طيات أوراقي و أوراقك .. لا تصدقين و إن بحت في لحظة اندفاع .. لا تبوحين بالحقيقة و إن كتبت شعرا ..! ينهض .. يخبئ أصابعه في دثار دافئ .. يرتجف .. و يرتجف و يرتجف و الشتاء من غيرها صقيع لا يرحم .. |
شارفتُ على البكاء .. على خسارةِ دمعتين ِ أو ثلاث .. شارفتُ على أشياءَ كثيرة .. وتوقفْتُ عندَ أحدها .. وكانَ " الذهول " ..! الممتعة ُ ريم .. كانَ لزاماً عليّ أن أقرأ النصّ مرتين .. مرة ً لـ الاستمتاع .. ومرة ً لـ الاحتفال .. فـ هذا ثراءٌ لا بدّ أنْ يُحتفى به ..! ومضة : اقتباس:
اقتباس:
|
ريم محمد ... اهلاً بك صحبة هذا النص الجميل .... رغم الألم القاطن بين ثنايا الحروف ... مدهشة يا ريم احترامي |
كنت أقرأ وأقول أرجوا أن لا تتوقف وحين جاء نهاية النص كان بودي أن أقول لكِ يا ريم أكملي .. أكملي حكاية تشبهني كثيراً .. وحروفاً أحببتها ولم أكن أود لها أن تقف . / أنت الجنون .. و لن تصدقين قلبي أبدا .. تتمتمين .. و لن أصدق ..! أعلم أنك لا تصدقين .. و لن تصدقي حتى و إن ادعيت فقدي لحظة غياب .. حتى و إن بحثت عن روحي في طيات أوراقي و أوراقك .. لا تصدقين و إن بحت في لحظة اندفاع .. لا تبوحين بالحقيقة و إن كتبت شعرا ..!, :"" ( . شُكراَ لهذا النص الجميل ريـم |
رييييم أمقتُ الغيابَ / الشتاء / الأشياء القارسةُ التي تتحولُ إلى صقيعٍ حينما نرحل ! كم هي وارفةٌ بكِ يا نديّة. / إيمَان |
يخلّد بنا الغياب / أنيناً لا يسمعهُ المارّة ،
جَميلة جداً يا ريم : ) هَمسة .. * غياب شاتٍ / وليس : غيابٌ شاتي ، لأنّه اسم منقوص منوّن فتحذف ياؤه في حالتيّ الرفع والجرّ ، :rose: |
اقتباس:
. كم أسعدني حضورك .. و قراءتك .. و كذلك تصويبك النحوي .. , سيدي .. . دامت حروفك نابضة .. |
اقتباس:
أهلا بكِ ..و بردك الرائع .. كم أبهجتني .. . تقديري و امتناني |
اقتباس:
, أتعلمين أن الغياب سلسلة .. لكِ وعد مني أن تريها هنا منقوشة .. , شكرا لقلبك النقي .. |
اقتباس:
. و كم أمقته أنا أيضا ..! لكن حينا لا بد منه .. , سعدت بكِ .. و بردك يا أميرة المطر .. |
اقتباس:
لا يسمعه إلا الأدمع ! . سعدت بتصويبك .. لا حرمت طلتك و لك:rose: |
ريـم .. أيّتها المتوقّدة جمالاً لكأنكِ تحملين بين أكفكِ طيورَ الألق تُطلقينها في سماءٍ تتسعُ لكِ دهشةً يا للشتاء يا لسكينهِ القاتل دُمتِ متألّقـة ، |
الساعة الآن 12:35 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها