إلى أيّ الديار تهمّ فينا=قفار قبلنا ~ بحر يلينا..؟؟
ألا يا عِيْس مَهلاً لا تَهُمّي=هُنَيـّة لن تضُّر الراكِبِِينا
فَديتُ أَخُفَّكِ لولا أنختِ=قِبَالَ الدَّارِ بُرْهى تمهلينا
نمَرِّغُ تُربَةَ العَتَباتِ خََدّاً=نرُشُّ غِبارها دمعا عُيُونا
نلاصِقُ عَين خُرْم البَابِ عَينا=نرَى مَاذا بِجَوفٍ قَد نَسينا
نمَرِّرُ رَاحة جُدُرًا وانفا=برَيحَانِ الأكُفِّ مُعَـلَّمينا
نُهامِسُهَا.. فَمَا بِالقَولِ جَهر=فـَنُوْدِعُها وداعَ مُفارِقـِينا
هُنا لَيلايَ ترقد فوق بحرٍ=شَجِيّ وزنُهُ عَذِبٌ رنينا
إذا ما صَحْصَحَتْ فالثغر نَبْع=زَلال سَلْسَبِيْلُ النَّّاهلينا
صَفَاء الكاس مَا قَطْ شَابَ قَعْرٌ=وَلا رَكَدٌ فنَصّغ شَارِبينا
مُلِئْنَا لِيْقَةَ الأحبار خمرًا=شهيّ اللون يُغوي الرَّاهبِينا
وأُهْرِقـْنا بأنصعِها بياضًا=تَغَلغلنا المسام لتَحتَسينا
فَرشنا قَرطسًا حيثُ اتَّكأنا=بغاب الحرف غبنا واختفينا
تسكَّعنا بقارعةِ المعاني=ثَمَالى ~ حَدَّ لوم اللاّئمينا
نعربد كيفما الأطفال تعدو=بِخَطِّ السَّطر نمرح واثبِينا
رَسَمنَا مُزنَةً وَالرِّيحَ شعرًا=يُرَاشِقُنا بِطلّ فانزوينا
جرى سَيْلٌ بنا ~ لكن برفق=كدمعٍ مَرَّ ~ طبع الأكرمينا
تَعَلـَّقنا اليَرَاعَةَ حيث تطفو=تَشُقُّ مَجَارِيَ الأسطار فينا
إذا ما فتحة فيها علقنا=فتحنا قلبنا للقارئينا
ولو أنَّا تَعَثَّرنا بضمٍّ=ضَمَمْنا من بنا اختزل الحنينا
وإنْ ما اشتَدَّ بالتَّشديد لفظٌٌٌٌ=شَدَدْنَا الراحتين ~ مُخَلِّلِينا
وإنْ ما كسرة عرضت كسرنا=مرايا اللَّومِ لا كالعاتبينا
فكم من فهّة لغطتْ وكُنـّا=عُفاة النفس لا كالناقدينا
تَثَاءَبْنَا بِصَدْرِ الْبَيْتِ نَشْوَى=هَممنَا الْعَجْزَ لَكِنَّا غَفِيْنَا
فهل يا عيس ننكرها ونمشي=وأيّ الذكر نذكر إن نسينا..؟؟!!
وقد خلتُ الفوارس خلف ظهري=وتحتي أشهبٌ نَهَبَ القرينا
تَطَاوَلَت الفَسِيلةُ بالأماني=أخالتْ أنَّها في الحقل لِيْنى..؟؟!!
تَنَاسَتْ عُوْدَهَا ما زال هَشـّا=ترَفـَّعَ عنهُ فاسُ الحاطبِينا
تظنُّ بحالها للحمل أهلا=وكان العذق عملاقا متينا
أيا ويْحاً إذا غادرتُ قدرًا=وكنت لفرْطِ أوهامٍ رهينا
تَصُمّ السَّمعَ لا تبغي اتِّعاظـًا=بما صاحوا زجرتَ الصائحينا
فلو أنتِ ارعويتي يَا (بَراقِشْ)=لَمَا الأمثَالُ تُضربُ فيكِ حِينا