هجرنا الأمر بالمعروف لمّا=رضينا أن نكون الخانعينا
وأركنـّا الكتاب وإن قرأنا=فلا الآياء تهدي القارئينا
نغلـّق بابنا حيث انزوينا=نقول: الشرُ ناءٍ ليس فينا
لنا عِبَر بصحبِ السَّبتِ تكفي=لذي الألباب هديا مهتدينا
تشعَّبَ جَمعهم لثلاث رهْطٍ=بصيد الحُوتِ جدَّ مُشتَّتينا
فهبّ البعضُ في شبكٍ فباتوا=على غضبٍ قرودا خاسئينا
وأنكر بعضهُم للصيد حتى=تخطى فعلهمْ مَسخا لعينا
ومنهُم ساكتٌ فاللهُ أبقى=ولم يظهر بِهِمْ حُكماً مُبينا
فلا ندري نجوا أم في هلاكٍ=كذلك حال قوم ساكتينا
فلو كُلٌّ تَكَتَّرَ حِينَ بَلوى=سينخرُ سوسها أُسّ العِلينا
ولو خُلِطَتْ بِجُذَّمِها صِحَاحٌ=سَرى الصَّحَّاءَ داءُ معللينا
وإن عالجتها بِكِّير هانتْ=ولكنَّ التَّهاونَ صار دِينا
إذا الجُدَرِيُّ في قَومٍ تَفَشَّى=فليس الحجر ينجي سالِمِينا
بلعطِ الشَّهدِ تَبدأُ ثُمَّ حَجْمٍ=وإن لم يجدِ ~ فاكو الواهنينا
أعيد النصحَ فالتكرارُ مجز=إذا ما القول فات الغائبِينا
فأختم مثل ما قلت ابتداء=إذا جار الزَّمان فجاوِرِينا
نُعينكِ تارة وتعاونينا