12/12/2008, 04:25 AM
|
#19
|
ابنة المطـر ..
|
..
..
يحدُث أن أطلَّ على شَفا غِيابِكَ ،
فَتُرهِقُني كم هيَ الحقيقة غائرَة ، وَ في الأعماقْ ..
يُؤذِيني أن كُنتُ جافة إلى حدِّ السُّوء ، يُرهقُني عِتابُكَ القَديم ..
يطرُقُ علي نوافِذ الغفلَةِ ، فَيُودِي بِزَهوِي بَعيداً ،
أتذّكرُ حديثكَ الحنُون ، وَ حِمايتكَ المنِيعَة .. ، ألتفِتُ لأرى كم أنا مُحاطَة بِالقسوَة وَ الموتِ معاً ..
أتذكّرُ عِبارَة " واسِيني " إذ تطرقُني : "عِندما يُصبِحُ الحُضورُ مُستحيلاً ، نتدرَّب على غِيابِهم المُؤقَّتْ "
كانَ هذا الذي فعلتُه ، أن تعوَّدتُ على انطِفائكَ ، وَ موتِكَ ،
وَ عرَاءِ شجرَة اليَاسَمِينْ ..
وَ صَمتِيْ ، صَمتِي المُعلَّقْ بِأُفقِ ودَاعِكْ ، وِ بِليلٍ أغلقتُ فيهِ على خَوفِك ..
دمعٌ انسدلَ في غِيابكْ ،
وَ شَرِيطٌ طوِيلٌ من الذِّكرَى ، انفرطَ بعد عهدٍ قصيرٍ منَ الضَّبابِ الذي تكاثَر في صُبحِ الوحدَةْ .. !
نَمُوت ، عندَما لا تُمحَ أطيَافُ الآخرِينَ منْ أعيُنِنا ،
وَ أصوَاتُهم من مدى السَّمعِ فينا ..
صلَّيتُ من أجلِ ألا أُعاقبَ لِجرحِ الودِّ ، وَ الزَّمنِ الذي فيَّأنِي ظِلالَه ..
|
|
|
|
|