،
..
..
تِلكَ كانَت حِكايةٌ طَوِيلة ..
أنْ ينسَدِلَ غِيابُكَ في ليلَةٍ مبتُورَةِ الأطرَاف .. ،
أنْ يتمدَّدَ جزَعيْ ، وَ أفزَع إلى الغَيمَةِ القريبَة ، فَينكسِرَ ماؤُها بينَ أصابِعي ، وَ لا أُمسِكُ شيئاً .
أنْ تَحيَا في أعينِهم كلَّ وقتٍ ، وَ يُلبِسُني كلُّ وقتٍ مواتَكَ ،
حِكايَة تُلخِّصُ رحِلَة الأعوامٍ ،
حِينَ تُقرِّرُ أن تُقصِيكَ عُمراً ، تتبيَّنُ فيهِ إرادَتي ، وَ مُكثُ الشَّوقِ في أغطِيتِيْ !
ثمَّ تعودُ بكَ سافِرَ النَّوايَا ، مزهُوَّ الجنَاحْ ..
وَ تستردُّ نَهارِيْ ، وَ ساعاتِ الليلِ .. وَ أذانَ الفجرِ ،
وَ أطيارَ كلِّ صباحٍ غنَّيتُكَ فيهِ .. على لحنٍِ قديمٍ في حُجرَةٍ ضوْؤهَا ضَئيلْ ،
غنَّيتُكَ فيهِ مُهاجِراً ، وَ آفِلاً ..
وَ صوَّرتُكَ سماءً لا تُتيحُ مُتعةَ التحلِيقِ لساكِنيها ..
وَ غُمَّـةً من أمدِها صدَّقتُ أنَّها لن تنكشِفْ !
أُعانِقُ الصُّدفَة التي جاءَت بِك ،
و أُرسِلُ إشارَةُ لِتَوقي : إذ نبدُ وكأنّا على ضِفافِ أمسٍ التقَينَا ..
بِصفاقَةٍ اعتدتّها – هذهِ الحكايَة إذاً ، لا تبدُ طوِيلَة !!
- لكنَّها كانَت كذلك فِعلاً ..
وَ كُنت من طُولِها أتحيَّنُ سؤالاً يُباغِتُ استرسَالَ الأعوامِ فَيُربِكُها .
وَ ها أنَا ، أجمعُ الاستِفهامَ في ذاكرَةٍ لا تستعرِضُ الأشيَاءَ إلا بعدَ انتِهاءِ صلاحيَّتِها وَ نفادِ جدوَاها ،
كما تفعلُ اليَوم إذ تحتفِي معكَ بالصُّورِ التي بذرَها ماضٍ قدِيم ،
وَ ترجُو منكَ في غدٍ أنْ تحصِدَها ..
قُل لِغَيمَاتِيْ ألا تُبالِغَ في فرحِها ، فأنا أخشَى على المطرِ ألا يتوقّفْ ،
ثمَّ : مالذي يُبكيني بعدَ إذْ ؟!!
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة مياسم ; 26/01/2009 الساعة 12:12 AM.
|