صديقي أرسلَ لي بريداً ..
فتحتهُ المشرفة ُ في غيابي ..
عندما عدتُ أعطتني ورقة ً مجعدة ..
كنتُ أقرؤها بـ شيءٍ من الصعوبة ..
ومنها عرفتُ أنّ صديقي كـ ما يقول :
قد التحقَ بـ مدرسةٍ نموذجية ..
كنتُ أسألُ المشرفة َ عن بعض الكلمات ..
والتي كانت تجيبني بـ استهزاء ..
وأحياناً تصرخُ ولا تجيبني ..
لكنني رغمَ هذا :
أكْمِلُ قراءتي متمدداً على صدري ..
وساقيّ تتطايرانَ في الهواء ..!
في نهايةِ الرسالةِ قالَ صديقي :
" أرجوا أن يُعجبكَ الملبّس "
- ها أنا ذا أعودُ لـ قصصي القديمة -
وأتخيلُ شكلَ الملبّس ..
لكنني لم أتخيلهُ " عارياً " مثلاً ..!
لم أتخيلْ شكلهُ أبداً رغمَ المحاولات ..
حينها سألتُ المشرفة َ عن الملبّس خاصتي ..
حذرتني بـ أنهُ إن لم أكفّ عن تهيؤاتي سـ تحبسني ..!
وضعتُ الرسالة َ في جيبي الأيسر ..
خوفاً من أن تـُشرقَ إن وضعتها في الأيمن ..!
ونمتُ حتى الصباح ..
وعندما استفقتُ تذكرتُ [ الليل ] ..
وكيفَ أني لم أسألهُ عن شكل الملبّس ..
قمتُ مسرعاً إلى خزانةِ ثيابي ..
والتي لم تكُن في العليةِ كـ الروايات الحزينة ..
كانت خزانة ُ ثيابي حقيبة ً لـ أحد أفراد الجيش ..
والذي أودِعَ ابنهُ في الميتم بعدَ وفاته ..
وحينَ انتهيتُ من ارتداءِ الثياب ..
خرجتُ إلى الفناءِ الخلفيّ ..
وبدأتُ ألعبُ في أرجوحةٍ صنعها أطفالٌ :
لم أرَهم في الميتم من قبل ..
لكنني كنتُ أسمعُ عنهم بعضَ القصص من المشرفة ..
حينها انتبهتُ لـ الطفل الذي يرافقها يقول :
" لقد أضعتُ آخرَ قطعةٍ من الملبّس "
حزنتُ كثيراً يا صديقي ..
حزنتُ كثيراً لـ أنني لم أتعرف على شكله ..!