30/11/2011, 03:12 AM
|
#3
|
إملائيـة
|
و ما كانَ لله ســنجدهُ عنده .
هذهِ يا آمنة دَمـــامــةٌ خلفَ القِــنــاع !
لم تكُنِ الذّكرى يوماً ما عندي سوى تجارُب
أضعها في كتاب الدروس فأتعلَّمُ منها .
لن أقول : غريبةٌ بعضُ الذّكريات
بلِ الغريبُ أصحابها !
يا دُنيا .. أخبريني
هل مِنْ علامةٍ على جبين الصّديق ؟
هل مِن دليل ؟!
لم تكُن من عاداتي أن أُسرف في الثّقة أو أنْ أبخل
أُحبّ مَن عرفتْ , و أهديهِ مِن خير ما عندي
و لكنني بشرٌ مُعرَّضٌ للصدَمات .
تؤثِر إنساناً و تُحسن إليه , ثمّ تُدرك أنكَ آخيتَ صِفراً
لا أقــلّ و لا أكثر
لا تفيد أخوّتهُ إلاّ جسداً يمشي مَعَك
خالٍ مِن رُشدٍ أو تعليم !
تتحدَّثُ معَ أخٍ لكَ في الله , تحبّهُ و تدعو له
و تتواعدانِ بـميثاق الدّينِ الصّادِق
تبادُلِ الخير و النُّصح , و تغذية العقول قبل الأرواح
فــيتذبذبُ بغتة , ثمّ يختفي
لــتشكّ في خلقِهِ من أيّ الثّقلين !
تشتكي لأحدِهِم شهورا
ثمّ تكتشف أنّـهُ جمــاد !
*
مَـخدوعين .. على الوجوهِ أقنِعَة !
تصرُّفاتٍ غبيـَّــة , و حجج داحِضَـة , و براهينَ عوجاء
ما كانَ المرضُ يوماً بعدِ الوِصالِ سبباً للجفاء
و لا الظّروف بعد الرُّشدِ سببُ الغباء
و لا رحيل الأهل و الأحباب مُبرّراً للنزولِ بعدَ الصُّعود .
*
مَخدوعين .. على الوجوهِ أقنعِة !
لم يكُن مقياسُ التّفاضُلِ عندي حمر الخدودِ و لا سواد العيون
أشتهي عقلٌ مفكِّر , و نفسٌ لـتسلُّقِ السّـماءِ شغوفة
و وجهٌ يُخبئ خلفَ جمالِهِ كُلَّ كدرٍ و مَرَض
مُسفِراً ليِّـناً واضَحا
خالٍ مِن مُـجمِّلاتٍ تُخفي شؤمَ العيوب .
*
مَـخدوعين .. على الوجوهِ أقنعة !
و ما يخدعونَ إلاّ أنفسهم , و لكن لا يشعرون !
و اللــــــــــــــــــــــه
ما سالتْ دمعتي لفقد صديقة , و لا لرحيل قريبة
لأنَّ الـمَـبدأ واضِح , و المَقصد ظاهِرٌ طاهِر
و المُـبرِّرات مُــتــذبــذِبَــــة
فـلا خُسرانَ على أهلِ التذبذب .
تُهدينا الذّكرى دروساً بـطريقةٍ مَــجنونة
تُــنــتِـج كثير المَـجانين
و لا ينجو و ينجح إلاّ أولوا الألباب .
*
مَــخدوعين .. على الوجوهِ أقنعة !
دُماً على خشبة المَسرح
و لكُلِّ مُسلسلٍ حلقةٌ أخيــرة
حينها
تَـبين الوجوه , و تسقط الأقنِعة .
فـصيراً يا أختي إنَّ اللهَ مع الصَّابرين .
|
|
|
|
|