يَا ويْحَها لمْ تسمعِ القـُرآنْ .. تعيشُ في سَرادقَ عَنـاءْ فــصبِّروها بالعـزاءْ و دثـِّروهـا بـالدُعاءْ فـقدْ عاشتْ و لمْ تسْـمَعِ القـُرآنْ .. يُـصغي الليلُ لـنداءاتِ النجومْ يَمزجُها فـتتلألأُ في وجهِهِ في سُكونْ كمْ يُشبهُها الليلُ في سكونِـها بيدَ أنهُ يخشعُ لِـكلامِ الرحمنْ و هِيَ لمْ تسمعِ القـُرآنْ .. هــادئة سـاكـِنة يسْـكُنها كُل السُكونْ تحلُمُ بالحركةِ و العمَلْ فـتتفحَّرُ في بطنِها براكين مِنْ وجعْ تغلي منها دِماغها فــتئنُ الألـمْ , و تتقيءِ الدمْ و تتمنى عودة السُكونْ و لو لمْ تـسْمَعِ القـُرآنْ .. تـُغنـِّي على الحُزنْ و تضحكُ للأمنياتِ البعيدة و على ثغرها ابتسامةٌ مُتصنـَّعة و ملامِحُها يكسُوها الوجَعْ .. فــتأخُذها لقطاتُ مسلسها المأساوي إلى الفجر ؛ علَّها تبصرُ الشمْس و ترى النورْ فـتراهُ و تـُصْبِحْ و لكنْ أيّ صُبحٍ فـجرهُ بدونِ قُرآنْ فـفي كُلِّ أيامها تُصْـبِحُ و لمْ تسْمَعِ القُرآنْ .. يطـلُّ الفجْرُ بدونِ سَماعِ " آيةِ الكُرسي" و تُصلِّـي و لمْ تسْمَعِ "الفاتحة" فــيُكَلِّمها سُكونُ الليلِ دونَ أنْ تسمعه و صدى صوتهُ يضيعُ في فضائها الحزينْ و يسْكُن الليلُ صباحَها و يتغلْغلْ الصمْتُ في جَوْفِـها متى يهْدءِ السُكونُ في بيْتها ؟ لِـنسأل الصمتْ .. و لا نُكْثر عليها الأسئلة فـأصْواتنا سَـتضيعُ في سُطوحاتِ الفراغْ و لـنْ تُجيبْ .. يا ويْحها لمْ تسْمَعِ القُرآنْ تسيرُ في أمانيها ساكِنة تُـريدُ الوصُـولْ و لا ترى حـبْل الوصُـولْ تحْلُم بـخشوعٍ في قلْبها و لذّةٍ مَفْقودة حينما تصغي لِـكلامِ الرحمنْ فـيُؤرِقها العَـجْـزْ و يغتال أمنيتها " الصَـمَمْ " و يحجبها عنْ سَماعِ القُرآنْ .. " أذنــي " هذا قضاءُ اللهِ و مالنا اعتراضْ سَـنحوي الرضا في نُفوسِنا و تكونُ لهُ مأوى فـمهْما زادتِ المُعاناة و تضاعَفَ الألَـمْ تبْقى مسافة ( الرضا ) وَ ( الأمـلْ ) تراوحُ بينَ الأمْسِ القريبْ , و الغدِ المُتطلِّع للبعيدْ " أذنـي " أطْعِـمي الألمَ صبْراً مُشبِّعا و ضمِّديهِ بـالرضا و ذكَريهِ بـرحمةِ الرحمنْ وَ قدْرتـه وَ كَـرَمِه فـبعدَ العسْرِ يُسرا , و بعدَ الليلِ فجْرا و لـنْ يضيع الحقّ فـاعفي و اصْفحي عنِ المُهْمِلْ فـالعفو جبالٌ مِنْ حسناتْ , و بحورٌ مِنْ أجورْ فـإنِ أُغتيلتْ روحكِ فـلا تسْمَحي لـحلمكِ بالاغتيالْ فـالآمـالُ في الانتظـارْ .. " أذنــي " لإنْ حُرمتِ لذةَ سماعِ القُرآنْ و سَماع " ماهِرْ " يتـغنَّـى بـ" الغاشية " و " سَـعْدْ " يُرتِّلُ " الكَـهْفْ " و " فارِسْ " يُـحَبِّرُ " الرحْمَنْ " فـإنكِ في نعمةٍ يتمناها الكثيرْ فـلكمْ فُزتِ بـالنجاةِ مِنْ سماع أصواتِ الكذّابينْ و المُغتابين و النمامين و اللمازينْ .............. و غيرهمْ و بقيتِ طاهرةً مِنْ ذنوبٍ بـسببهمْ حينَ تنجّستِ الآذانُ مِنْ قذراتهمْ .. " أذنــي " و صوتي في سَماؤكِ يـتيه اصبري اصبري فـلنْ يحرمَ اللهُ الصابرينَ مِنْ أمنياتِهمْ وَ لَــوْ بَــعْــدَ حِـيـنْ ..
.