الرسالة الثالثة
رأيتِ كم كان الليل صديقاً
ينشُر أطمارهُ فينا ، وينفخُنا بغُبار سكينته !!
وكم كان البحر صديقاً
يبلل أنواء الحُب
ويتغزلُ بالسحبُ !!!
أترين كم كنتُ محقا
حين قررت أن أشبُك أضلاعي
بأضلاع الدفء القابع بجواري !!
بجواري ملاذاً يلوذُ بي !!
وأني كنتُ محقا حين قررت
أن أشربكِ ظمأُ تطفئُه القُبلات
وقطعة حلوي أخبئُها بجدار القلب
/
ياصغيرتي !!
هاهو المطر جاء متأخرا ، ليطهر الطرقات
ويبعثُ الحياة في أطراف الريف ، ويغسلُ قلوب التعساء !!!
لكن قولي له ياصغيرتي
أنه تأخر كثيراً !!
وياصغيرتي !!
أنا أصبحت أغفو علي لفحات حزنٍ يمؤ في أنحائي
أتطلع ضعفا يصغي لحواسي المعطٌلة
أشُعر بإنكسارٍ يرتمي في داخلي
إنكسارٍ يقوس عِظامي
وأشُعر أن الزمن وطن ً للألم
فأنتظر ان تشعل السماء لي
ألف شمعة !!!
ربي أرسلني بعيداً !!
حيث تحلقُ الأرواح
وتكتفي بنفحة الله
وحيثُ يكتفي الجسد
بحفنة تراب !!
/
هنا
مسح البحر شيخوختُه بكف الريح !!!!
وأشعلت النجوم سيجاراً
يحرق أنفاس الحزن !!!
وبعثت الأرض نسيمات ٍباردة الفصول
فألقت روحي معاطفها إليك ِ
وأصبحت أودع خارجي في داخلي !!
وألقي داخلي في خارجي !!!
/
ويا صغيرتي !!
أنتظريني ريثما أعُلن إنعتاقي من بعض الزمان والمكان !!!!!
حينها .... سنهجعُ علي سرير الشاعرية إلي الأبد !!!
وحينها سنلغُي النظر الي الوراء !!
أيتها الغافية بين أقمار عمري !
وحاضنة قصائدي
ياروعةً تدغدغ شِغاف القلب ... وتبعثُ الحياة الي حواسي
أنت أيتها العابرة لأنحائي ... دون إذنً مني
أيتها الضٌاجة بي
با حياتي الأبدية .. سأكون قريباً إلي جواركِ أبداً
دعيني أقلبُ أوجاعي قليلاً !!!
وأنفضُ عني غُبار إنتمائي !!
وأعُلنك إنتماءاً شهياً ... يغير طعم المرارة في حلقي
وأعود إليك ِ
أكثر وسامةً !!!
وأكثر سعادةً !!!