..
..
هَلْ قُلتَ لي من قبل : أنني القَدرُ الذي تَخشَاهْ ،
وَ الغيبُ الذِي لا يُمكنُكَ التنبؤُ بِأوانِ حُدوثِه .. . ؟
صَباح اليَوم ، وَحِينَ ألقَتِ السَّماءُ نظرَةً على عتمتِي ، وَ ألقَيتُ نظرَةً على الطائرِ الذِي يسِيحُ في فضَائِها ..
وَ يرمِيْ بِالأُمنيَاتِ في أرضِ الشُرفَةِ الصَّغِيرَة ..
فَجأةً .. هطلَتِ الذّاكِرَةُ بِمطرٍ غَزِيرٍ ، وَ حلَّ على رُوحِي بردُ المَكانَ وَ حنِينُ الأزمِنَة .
تذكرتُ أحادِيثنَا المُطوَّلَة .. تذكَّرتُ السَّهرَ إذْ نستَبقيهِ حتى سَاعات الشُّرُوق ..
هبَّتْ على رُوحِيْ نسَماتٌ قاتِلَة .. أخذَتنِي إليكَ ، إلى السَّاحِلِ الشَّرقيِّ هُناك ،
وَ إلى شَغفٍ كَانَ يَنتَظِرُ مَجِيئكَ لِيُزهِقَه ..
بعثَرتُ الصُّوَر .. آذَانِيْ رَحيلي المُفاجيءْ ، وَ صبرُكَ الطَّوِيل .
.. .. الآن : وَ لأنِّي أُفرِطُ في البُعدِ .. ، وَ الجفَاءِ ، وَ بِمزاجٍ صَعب التقبَّلْ .. ،
وَ يُزهقُني الماضِيْ ، كمَا يُرهِقُني .. ،
آمنتُ أنّي : القدرُ الذي تخشَاه ، وَ الغيبُ الذي لا يُمكنُكَ التنبؤ بِأوانِ حُدوثهْ .. !!