بلغَ هَوَسي الشَّغوفُ بكِ شأواً عظيماً لامسَ عَنانَ الذُّهولِ وَ الدَّهشَة ، الكُلُّ لاحظَ عليَّ أماراتِ السَّرحانِ ، وَ القِلَّةُ فقط تعرفُ المسبِّب .
آهٍ لو تعلمينَ يا حبيبَتي كم يَطيبُ لي الوقتُ وَ أنا منقطِعٌ عن العالمِ وَ صِراعاتِهِ يُرفرِفُ بي جَناحا الخاطِرِ نحوَ فَضاءاتٍ أنتِ جَوهرُها الأوحَد ، أجِدُ زَورَقَ فكرِي مدفوعاً بقوَّةٍ إلى جُزركِ العَذراءِ ، يرسُو بعدَ مَدٍّ وَ جَزْرٍ على شواطئكِ الآمنَة ، لأهيمَ مبهوتاً في حُسنِ خَلقِكِ الفَريد ، عنِ اليَمينِ وَ الشِّمالِ أنوارُ طلعتِكِ الغَرَّاء تُصِرُّ على مُرافقتِي ، يَزيدُ من ألَقِها بُزوغُ ثَغرِكِ الطُّفولِيُّ على وَجهِيَ القَاحِل ، أتلمَّسُ الجِهاتَ باحِثاً عنكِ لأضمَّكِ إلى صَدْرِيَ العارِي وَ المُرتجف فَيَسْكُنَ رَوْعُهُ وَ تطمَئِنَّ فرائِصُهُ .
أقرأُكِ في مخيِّلَتِي أبجَدِيَّةً ناصِعةَ البَيانِ وَ السِّحر ، ألفِظُ أحرفكِ المِسْكِيَّةَ بِمُنْتَهى الفرحِ الغامِرِ :
راء ... رُواءٌ مَعدِنُهُ أصيلٌ فيكِ بلا إضافات .
ألف ... أناقَةٌ جذَّابةٌ شِعارُها الدَّائِمُ : نعم للبَساطَةِ وَ لا لِلمُغالاة .
واو ... وَقارٌ لَفَّ لُبَّكِ الزَّهْرِيَّ بِأحَنِّ اللَّمسات .
ياء ... يُمْنٌ تَحمِلِينهُ وَ أمانٌ وَ بَركات .
هاء ... هادِئةٌ عريكَتُكِ وَ أَهْيَفٌ قَدُّكِ المائِسُ مُطْرِبُ الخُطوات .
تِلكَ هِيَ ترجَمتِي الوَحيدَة لكِ وَ لا أعرفُ غيرها قاموساً يُوصِلُني إلى معانِيكِ السَّامِيَة ، وَ تِلكَ هِيَ هواجِسِي الَّتي أحْسِدُها على احتِوائِها لِصورتكِ الغالِيَة .
يبقَى مغْنَمِي منكِ يا راوِيَتِي وَ يا رِوايَتِي البائِسَة ، حاصِلُ ضَرْبِ أحلامٍ فِي خَيال ، كأنَّ أبا الطَّيِّبِ كانَ يقصِدُنِي بقولِهِ :
نَصيبُكَ في حياتِكَ من حَبيبٍ /// نَصيبُكَ في منامِكَ من خَيالِ
السَّبت /15/05/2010