إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > منابرٌ فوق السحاب
التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


الأول في نعيمه و الآخر في جحيمه ..!

نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13/07/2010, 03:16 AM
الصورة الرمزية زياد محمد
زياد محمد زياد محمد غير متواجد حالياً
إكسير الحياة
 



زياد محمد has a spectacular aura aboutزياد محمد has a spectacular aura about
افتراضي الأول في نعيمه و الآخر في جحيمه ..!


الأول في نعيمه و الآخر في جحيمه ..!

أخذني التجوّل في إملاءات الحبيبة , فكنت تائهاً ما بين صدر الغمام و جدائل المزن ، أقرأ ما كتبه المحبين و العاشقين ، أفرح لفرحهم و أحزن لحزنهم .. حتى يأخذني العشق لمكان ألفته هو منابر فوق السحاب به تهدأ أنفاسي ... لم يدوم هذا التجوّل فقد فسد طعمه , و غاب لونه , و هذه المنابر القريبة للنفس فارقت النفس ... و سبب هذا صديق لي اسمه فهد ، صديق الطفولة . تأنس النفس به , و يلين الجنب له ... و من يدري قد يكون أخاً لي لم تلده أمي ،، وهو كذلك ..

قدّر الله لهذا الفهد أن يتزوّج زوجة تأخذه لجِنان الدنيا , و تنشد له كما تغرد الطيور على أغصانها , و تبتسم في وجهه في كل صباح كما تتفتح الزهرة و تخِر عليها النحلة ... و إني - و الله - لا أحسده على هذا النعيم الزائل في حياةٍ فانية . ولكني أناشد فؤاده بأن لي مكان فيه كما لها مكان فيه , و إن أقداري في هذا الفؤاد حالة قبل أقدارها ... و على هذا كُلِه فأنا مؤمن بأن الزواج سنة الحياة , و هذا الإيمان لا يطفئ لهيب نار أحرقة أضلاعي و أفسدت نظارتي , من نعمة تمنيتها أن تكون فأصبحت نقمة عليّ نعمة لها ..

كنتُ له عضداً أعيد له ثباته و أرسم له دنياه بلوح جميل و بألوانٍ جميلة , بالرغم من أن حياته أفضل من حياتي . إلا أني أظنه أحوج للسعادة مني , فلم أغفل عن صدمة تغيّر ملامح وجهه , أو من سعادة تنقله لمنازل السعداء . و إنما صرت له عضداً يتكئ عليه متى شاء . لا أرفع من قدري فما أنا إلا أمرؤ بسيط ، و ما هذا إلا دور كل واحد منكم يملك بين أضلاعه صديق يُعيده لرشد الحياة و يرفعه عن كل هفوة و كل سقطة و هذه الصداقة ... لم أنتظر في يوم أن يعرض صور المدح و الثناء ، و إنما أنتظرت منه نظرة تُعيدني لذكرى خالدة كانت بيننا , لتأخذني هذه النظرة لحياة كُنا فيها أجمل مما نكون و أفضل مما تتصورون , رغم ما يُحيط بها من ألم و ما يُعرقل خطاها من جُرح ينزف . إلا أن لهذه الذكرى حلاوة علقت بالذاكرة ... أو بإبتسامة تُعيد أمل يحتضره الموت ..

أيُّها العابرون من هذا الحزن :
إني أحدثكم و الحال من هذا الفهد يُرثى له . فأي عضد أتكئ عليه و تلك الزهرة منحنية عليه . منه يستقيم قوامها و يعود ثباتها .. فمن يكون لي فهداً أكون له عضداً لن تفسده الحياة و لن تكسره مصائبها بأزماتها و نكباتها ..

إن لهذا النعيم ملل يُنتظر , و إن لهذا الفهد عودت مُنكسر , و إن لهذه الزهرة أوراق تذبل ... فلن تصفى لهم حياتهم و لن تصفى لي حياتي و لن تصفى لكم حياتكم . ولكنه سكر الزواج الذي أفسد الأغنياء و الفقراء و الأدباء و الوجهاء و فهد أحد هؤلاء . فلن يكون أول عاشق أو آخر مُحب ... و لكنه درس من دروس الحياة العِظام ، يؤخذ بما فيه جميله و قبيحه ..

من المتعظ من هذا الموقف لحياة كانت بين صديقين أخوة في سرائهم و ضرائهم . قبل عبق الزهرة كانت حياتهم صورة تُحلق عليها نظرات كّل معجب . و بعد أن حل القدر و تفتح الزهر و صابنا عبقه . أصبحت هذه الصورة موقف للتأمّل لحياة كانت بين قلبين الأول في نعيمه و الآخر في جحيمه ..!


بعض الأحيان تتحدث الجِراح عن جرحها ، فنفقد السيطرة ..!


بحفظ الرحمن ...
 
توقيع :  زياد محمد

 

بين أحضان الأمل ..!
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها