|
|
منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
.. كَـثُـرَتْ أَخْطَاؤُنَا .. إِذًا ؟
* سَلامٌ عليكُـمْ و رحمةُ اللهِ و بركَـاتُـهُ .. } / \ ... نظنُّ خطئاً أنَّنا سنُعيدُ إيقادَ نورِ الشَّمس فوق رؤوسنا المُهانة ، و ذلك دون أن ندوِّي بصوتِ الحقِّ في آذاننا الصمَّاءْ ، لِيحرقَ اعتقاداتنا البلهاء قبلَ أن يُلهِبَ فتيلَ حماسنا و بأسنا ، لكي يكونَ في مقدورِ أيدينا - التي كانتْ مشلولة – أن تمسحَ الترابَ عن أنوفنا المُرغمة . ما أغبانا إن كنَّا نفكِّر في تقويمِ ما انتَشَرَ فينا سُقمه العُضال بدونِ التَّشخيصِ الكاملِ و المبكِّرِ له . وحتَّى إصلاحُ النَّوايا البالية و الضمائرِ المُباعة يتطلبُ ذلك و أكثر . ثمَّ تأتي بعد مرحلة الكشفِ و التَّعرف ، مرحلةٌ أخرى هي الأصعبُ و الأجدى و تتمثَّلُ في علاجِ مركز و أساس البلاء بأنجعِ الدَّواء ، فكل جُهدٍ يُبذلُ في غيرِ مكانهِ يضيعُ هباءً و بغيرِ فائدة و لا تغرَّنا أعراضُ الوباءِ المظهريَّة بقدرِ حقيقتهِ الجوهريَّة . فما أعظم البلوى حينَ نكونُ نحنُ من سبَّبها لأنفسنا المسكينة ، أنفسنا التي لم تعد تُطيقُ حمل نفسها . ندَّعي أمام الملأِ – ذلك الجَمْعُ الذي لم يجتمع أبداً إلاَّ في مخيِّلاتِنا - أنَّنا سنفعلُ المستحيلَ لكي ننهضَ ببقايا هياكِلِنا العظمِيَّة و نلُمَّ ما رَكَدَ من مباديءِ الأجدادِ فنجعلهُ تِرْياقاً لِسُمِّ الأفكارِ المُستوردةِ المُنحطَّة . و لكنَّ الواقِعَ الأمرَّ غيرُ متطابِقٍ مع ما نُمنِّي بهِ أجيالَنا . أجيالُنا الذينَ كانوا ينتظرونَ مِنَّا أن نُعطيهم المِشعَلَ الذي أخذناهُ عن أسلافِنا ، و لكنَّ ذلكَ السِّراجَ أطفأناهُ بما أحدثناهُ من تغييرٍ و تبديلْ و تحريفٍ و تعطيلْ و جلبٍ لأشياءٍ أذهبتْ نورهُ و قوَّضت منارهُ و هَتَكت سِتارهُ ، ظنًّا مِنَّا – و لَكَمْ أخطأت ظُنوننا – بأنَّ كُلَّ الذي ذكرناهُ و ما لم نذكرهُ سيسيرُ بنا نحوَ الأفضلِ في المُستقبلْ . و لو نظرنا إلى حقيقةِ تِلكَ المُحدثاتِ و المَجلوباتِ ببصيرتنا المنوَّرةِ بنورِ هديِ سَلَفِنا الصَّالِحِ كِتاباً و سُنَّةً ، لوَعَيْنا كُنْهَها و لما غرَّنا بَهْرَجُها و لتعامَلنا معها تعامُلَ الألبابْ و انتقينا مِن اجتِهادِ الأغرابِ ما يكونُ بهِ صلاحُ ديننا و دُنيانا فنحنُ لسنا بأغنياءَ عنْ علومهمْ و أفكارهمْ ، لكن بشرطِ أن يتوافقَ كلُّ ذلكَ مع رضى الله لكيْ يرضى عنَّا و يُسدِّدَ خُطانا و يُصلِحَ أحوالنا و يُباركَ في أجيالِنا القادمة نفعاً و إصلاحاَ كما باركَ في السَّابقينَ الصَّالحينْ . / و كتبهُ ؛ أسامة بن ساعو / السَّطَفِي .. } الجُمعة ؛ 26/10/2007 |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|