28/07/2008, 07:32 PM
|
#21
|
موقوف
|
اِشْتِهَاء../
جَفَّتِ الصَّفْحَةُ الأَرْبَعونَ مِنْ بَقَايَا دُمُوعِي، وَالآنَ أَحْرِصُ لِكَيْ أَفَهَمَ. فَتَتَمَرَّغَ بِدَاخِلِي، بِدَاخِلِ قَلْبِي، أَعنفُ عَنَّاتٍ ذَرَّتْهَا الرِّيَاحُ بِذَاتِي، وَهِيَ الآنَ تُمَارِسُ قَمْعِي بِشَرَاهَةٍ، تَشْتَهِينِي النِّيرَانُ، كَمَا تَشْتَهِينِي حَبِيبَتِيَ المَيِّتَةُ، فَقَدْ زَادَتْ عِلَاقَتِي بِالَأمْوَاتِ الآنَ، بَعْدَ سُقُوطِ حَبِيبَتِي في ظُرُوفٍ خَارِجَةٍ عَنِ الـمَفْهُومِ، وَبَاتَتْ عَلَاقَتُنَا شِبْهَ مُنْحَرِفَةٍ، وَهُمُ الآنَ يُؤَازِرُونَنِي عِنْدَمَا يَسْقُطُ عُضْوٌ مِنْ أَعْضَاءِ جَسَدِي، فِي مَعْركَةِ التَافِهِينَ، يَا إِلَهِي.. كَيْفَ أَنَامُ بِدُونِ مَلامِحَ، بِدُونِ رِئَتَيْنِ، لَكَيْ أُمَارِسَ رُوتِينَ التَّنَفُّسِ، فَقَدِ اسْتَبْدَلْتُ رِئَتَيَّ بِقَصِيدَةِ شِعْرٍ نَازِفَةٍ، وَلَمْ أَكُ أَعْلَمُ بِأَنَّ الكُفْرَ هِوَايَةٌ، وَالكَلِمَاتُ قَدْ خَرَجَتْ عَنْ نِطَاقِ حُدُودِي، فَهَل لِي بِقِطْعَةٍ مِنْ جَسَدِ أَبِي أَلْتَهِمُهَا - كَأَيِّ سَاقِطٍ - لِيَعُودَ إِليَّ حَنِينِي.
|
|
|
|
|