فنجان شاي. وقطعة سكر. أُذوب هذا المكان الرث. كلما سلكت طريقي نحو الكتابة. أنسى الميليشا التي تذبحنا كل صباح. أقلب صفحات الأيام. التي ركبتها الآهات. كما يركبنا الخوف تماماً. وأوصي أمي قبل أن أموت. أن تدفنني مع أشعار محمود درويش. أريد أن أموت على جسد قصيدة عربية. عربية فقط. أريد أن أفقد توازني مع الشعر. فالشعر هو الديانة التي تحنن القلوب. وتدمل الجروح. وتشبع الذاكرة. بحوافز الأمل. الشعر هو الفقراء جميعاً حين تكنسهم الأرصفة.
لا أريد أن يمر عليّ الوقت وحيداً. أفضل أن أبقى في بحر الكلمات. مع حبيبتي الميتة. أريد في هذا العالم أن أتحول وردة. أو يمامة. أو عصفورة مذبوحة تحت ظل الجدار. أريد أن أكتب عن الوجع داخل الإنسان. عليّ أن أكون كذلك. كي أجفف الحمض الذي تقاسيه المعاني. داخل هذا العصر المريض بايدز الغرور. عليّ أن أكتب عن الوجوه ككل. وقت مات الإنسان. وقت ماتت حبيبتي في روتين غزة المرير.