21-March
..
..
أحنّ إلى خبزِ أمّي ، و قهوةِ أمّي ، وَ لمسَة أمّي ،
و تكبرُ في الطُّفولةِ يوماً على صدرِ يومِ ،
و أعشقُ عمرِي لأني ؛ إذا متّ ، أخجلُ مِن دمعِ أمّي !
خُذيني ، إذا عدتُ يوماً وشاحاً لهدبِك ،
وغطّي عَظامِي بِعُشبٍ تعمّد مِن طُهر كعبِك ،
و شدّي وثاقي .. بِخصلة شعرٍ ، بخيطٍ يلوّح في ذيلِ ثوبِك ..
هرِمتُ ،
فردّي نُجومَ الطُّفولةِ ،
حتّى أُشاركَ صِغارَ العصَافيرِ ، درب الرُّجوعِ .. لعشّ انتظارِك ! *
..
..
لسَوفَ تُسامحُني الحيَاة ، وَ لسوفَ نعرِفُ سويَّةً يا أُمّي أنَّ العُمر لا يُعطي الخِيارات التي نَرغبْ ،
ولا يَجد لنا طرِيقة عظيمَة وبَارِعة لنقُول لكلِّ الذين نُحبَّهم -وأعني أنتِ- : ابقَوا ، الرَّماد يتطايَر معَ رحِيلكم .
أتحدَّث عن أيَّامي أنا : كلَّها لن تتوقّف عن رِضاكِ ،
وكلّها لن تختَصِر عُمر المحبَّة والبرِّ في يومٍ واحدٍ مسلُوبِ الليلِ ، وَ ساربِ النَّهار .
لا تعرِفين معنى أن يبقَى بابٌ أخيرٌ مفتُوح ، يختصِرُ كلَّ الطّرق الي سِرنا فيها والتي فيها لم نسِرْ .
وَ لربّما لا تُدركين كم يبدُو عُبور هذا البابِ صعباً وَ عسير الرَّجاءْ .
أنتِ طريقٌ فتمهَّدي وَ .. بابٌ ، فشرِّعي الرِّضَا ..
وَ .. ابقَيْ كثيراً ، أكثرَ مني إن استطعتِ ، لأُعزِّزَ بِكِ أسبابَ الحيَاة .
دائماً : أمّ وَ عظِيمة وَ .. أُحبكِ .
* محمود درويش
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة مياسم ; 22/03/2009 الساعة 12:42 AM.
|