من وحي الألبومات..

[فتحية الشبلي]

عزيزتي / سودة مدهش بحق إختيارك لهذه الصورة من البومي غياب ، فهي قريبة جدا الي نفسي لانها كانت تعكس حالة خاصة كنت أعيشها بصدق الأحساس فجاءت هذه الصورة كتعبير بليغ علي ما يختلجني من مشاعر ، ولا اخفيك القول إني من أولئك اللاواتي يعبرن عن مشاعرهن بإستخدام الدمعة المنسكبة عفوياً ودون إرادة مني فأنا اجيد التعبير بهذه اللغة الي حد لا يكمن تصوره فهي قريبة مني دائما ولا ادري أذا كان هذا الأمر ميزة أم عيباً ولكن كل الذي اعرفه اني لا اتردد ابداً في أن اطلق لها العنان لتندلق بسخاء وفي كل الحالات وكل المواقف فهي الاقرب وسيلة للتعبير لدي دموع المرأة ، ( الأنثي ) لغةُ تعبيرية شفافة جدا ، تعكس لنا كل ما يختلج بدواخلها من مشاعر ، وأحسايس فهي تقدم ترجمة فورية لعدة أشياء وهي سواءا اكانت طبيعية وصادقة أم مصطنعة فهي في مجملها تعبير عميق عن شئ معين او موقف معين او حالة معينة ، وترجمة بالغة التعقيد في موقف أشبه ما يكون بالتراجيديا وهي تختلف حسب أختلاف مواقفها وأصحابها فهناك دموع فرح ، وهي تقدم لنا نموذجا تعبيريا عن حالات الحبُ ، والفرح ، والبهجة ، والسرور أحيانا فهناك من تعبر بدموعها عن هذه الأشياء جميعها بهذ اللغة وهناك دموع حزن ، وهي المنسكبة بحرقة وتعكس حالات ، الفقد ، والألم ، والقهر ، والظلم ، والوحدة ، والمرض وهناك دموع عشق ، وهي في منتهي الشفافية والرهافة وتندلق من الانثي العاشقة بشفافية الاحساس وحرارة العواطف وتعكس حالات ، الشوق ، والغياب ، والانتظار ، واللهفة ، والحنين وهناك دموع مصطنعة ، وهي عادة تعكس إسقاطات نفسية متعددة كهروب ، أو نكوص ، كمحاولة تمويهية لإيجاد مبررات واهية أو تظليل أو خداع أو إثارة نوع من الفتنة وهناك دموع تنفيس ، وهي تعكس حالات الضيق وتعكر المزاج أو الشعور بالخطأ وهي تعتبر غسيل عميق للذات ويتجلي ذلك في لحظات الصفاء والهدؤء التي تعقبها وهذه هي دموع المراة سر عميق ، وإنسكاب متواصل ُ وسلاح مؤثر ويقول الفيلسوف اليوناني سقراط ( تستطيع الشمس ان تجفف مياه المحيط لكنها لن تستطيع أن تجفف دموع المرأة ) وهذا دلالة علي إنسكابها الدائم وبرأيي أن المرأة لا تكون قوية الا عندما تتسلح بدموعها الصادقة طبعا لانها ستخترق دفاعات أي رجل فتصبح المرأة عندها رمزا للقوة والضعف في ذات الوقت وهذه شاعرية جميلة تصل إليها الأنثي الباكية بحرارة الأحساس وصدق المشاعر فالدموع كما قال السيد / سعد الحمري ( لحظة طهر وصفاء ) عندما تنسكب من صاحبها وهي تولد شعورا بالإرتياح دون شك وجميل جدا ان نمتلك هذه اللغة الضاربة في العمق شكراً لك عزيزتي سودة علي هذه المساحة التعبيرية الرائعة التي تتيح لنا الحديث عن أنفسنا ولو قليلاً من خلال ألبوماتنا التي بالتأكيد تعكس شخصياتنا والشكر موصول للسيد ، سعد الحمري علي تفاعله الجميل وتحليله العميق لدموع الانثي تحاياي وتقديري