بين ارتجافة قلب ورعشة يد

[مصطفى كامل رشوان]

بين ارتجافة قلب ورعشة يد
وانقباض حياة وانحناءة ظهر
تجثم الليالي كالجبل فوق صفحة الأيام
تتشبث بنياط القلب الأحزان
تلتهم شرفات النور
تدك بجذورها أعماق الكون المتقزم
ترتمي بالأحضان
كالكابوس تلاحقنا ولا مفر
تلتهم أحلامنا الغضة بشراهة وتذوب فينا كما الملح
تودعنا في وسط الطريق لتلاقينا بآخره
تهوى العبث معنا وأي عبث هذا الذي يقض مضاجعنا ويجفف مرابعنا
تحرمنا حتى أن نهنأ بها
فعندما تعصف بنا تحاول أن تقتلع كل شيء حتى اللاشيء
عندما تتسورك ثريات من الأفئدة البيضاء لتلقي عليك وشاح الأمل
فتبعدهم عنك قصرا وتتركك تتضور ألما وتعتصر حزنا
نحاول أن نجتر السعادة ونرسمها رتوشا فوق الشفاه
نرجسيات الحياة سريعة الذبول
ترسم الفناء على أعتاب مولدها
لا نلحق أن نشتم شذاها حتى تتبدد في شقوق المكان
كما السراب كلما اقتربنا منها نأت وتباعدت وسكنت خلف الشمس
لا تقترب اكثر..
فأنت في أرض حرام..
وجودك يلوث ارضي فهي بكر لا يطؤها بشر إلا من أذن له السلطان
أحاول أن أحياها حلما فيا الايام لا توقظيني فقد مللت الصحو والعيش فوق ركام الآه المتجذر في أعماق الأعماق
ويا السعادة هنيئا لك البعد فإني لم أعرفك قبلا حتى يؤرقني بعدك
فلم أعرفك إلا من نوافذ الأحزان المشرعة
ومن بقايا ليالي ذابلة تساقطت فوق اديم كالح
تلاشت معالمه واختفى خلف الضباب صباه