رفضني البكاء.. (ملني الآه..!) أ أستجديه كي يرحمني؟! كي يرأف بي؟! يالـ الإطراقـ..!
ذات وداع دقت الأجراس إيذانا ببدء الرحـيل .. والآن أشرعة روحي تهيأ.. و ها ربانها - قلبي - يبحر بي .. يوغل عمقا في بحر الحنيـن.. أمواج الذكرياتـ قاسية .. صخور لا ترحم.. و هل ثمة رحمة من صخر.. ؟!
مروا سراعا بي.. وقفت أرواحهم خيالات تتماهى في دجى ذاك البـحر..! إني أمد يدي بلهفة شائق.. و بوجدان محب..و ما من مصافحـ..! فتبا " لك سديم الأيامـ.. محوت آخر طوق نجاة تبقى .. في بحر الحنيـن..!
(و بقيت ساهمة" أنا..!)
هدأت أمواج الذكرياتـ.. تلاشت ثورتها العارمة.. استحالت مهدا يهدهدني ... يرسل نغم ذكرى كأجمل اللحـون ... وها مركبي يصافح شطآن لقيانا..! يرسو في جزرهم..! يناجي أطيافهمـ... يخط على ذهبي رملـ شطآنهم أمنيات بللها الموج ذات مد وجـزر..! يستظل بفيء حكاياتهم... يقتات حلوى حديثهم... يلملم رقاع وصالهمـ ..رسائلـ يطويها لتنفذ إلى فوهة ذكرى.. فيحكم إغلاقها و يرمي بها .. عل الأمواج تهديها له ذات حلم بوصلـ أو تلاقـ...!