يجذبني الإنصات لعجوز تلمع خصلات الشيب في رأسها
تتحدث عن خبراتها وتبدي رأيها بكل ثقة , على أساس أنها الوحيدة التي تعرف مصلحة الكل
لكن هذا الانجذاب قد لا يطول كثيرًا بالنسبة لي , وربما بالنسبة للكل
فهذه الشخصيات تعجبني لوهلة قصيرة فقط , بمعنى آخر تشبه المسرحيات القديمة حين يروقنا مشاهدتها لمرة واحدة ثم بعد ذلك يصبح الأمر ممل
- تحدثي لوهلة عن الماضي وحبذا أن يكون حديثك على صورة قصة قصيرة يا خالة لا أكثر
القضية لا تدور حول القصص وفقط ,
تحدثني زميلتي عن جدتها التي تسكن لديهم في المنزل , وتفرض ذاتها في كل التفاصيل الصغيرة
المضحك أنها تبدي انزعاجها حتى من تسريحة الشعر التي تصففها زميلتي بالصباح ,
كنت أود تهدأتها قليلا وليتني لم أفعل , قلتُ يكفي أن لديك جدة وأنا لم أشاهد جدتي يوما وهذا بحد ذاته نعمة كبيرة
قالت وبكل صراحة أنا أغبطك على هذا الحظ , وليتني لم أشاهدها أيضا
انتهى الحديث بيننا وكانت منزعجة من الشحنات التي تسببها جدتها كل يوم وبذات الشكلية
حتى أصبحت روتينية جدًا ,
طبيعة الإنسان ينزعج من النقد الحاد
لكنه بذات الوقت يتقبله بطريقة أخرى !
ينتقي الأشخاص الذين ينصت إلى نقدهم بكل ودّ ,
لأنه لم يتأمل بتركيبة الإنسان كونه شيخ قدير أو عالم فضاء أو مجرد شخص قابلة بالحديقة العامة
بقدر أسلوبه وطريقة ترتيبه لعباراته اللطيفة .