لا أدري أيها البردوني , لم اجتاحني طوفانك المتعاظم بؤسه :
تمتصّني أمواج هذا الليل في شره صموتْ
وتعيد ما بدأت … وتنوي أن تفوت ولا تفوت ْ
فتثير أوجاعي وترغمني على وجع السّكوت
وتقول لي : مت أيها الذواي … فأنسى أن أموت
***
لكنّ في صدري دجى الموتى وأحزان البيوتْ
ونشيجّ أيتام … بلا مأوى … بلا ماء وقوتْ
وكآبة الغيم الشّتائي وارتجاف العنكبوت ْ
وأسى بلا اسم … واختناقات بلا اسم أو نعوت ْ
***
من ذا هنا ؟ غير ازدحام الطين يهمس أو يصوتْ
غير الفراغ المنحي … يذوي … يصرّ على الثّبوتْ
وتعبّه الآحاد والأعين الملآى بأشلاء الكبوتْ
***
من ذا هنا ؟ غير الأسامي الصفر تصرخ في جفوتْ
غير انهيار الآدمية وارتفاع (البنكنوت)
وحدي ألوك صدى الرياح وأرتدي عري الخبوتْ
...اجتاحك الليل و ذي أمواجه تجتاحني...!
واجتياح دون اجتياح و احتياج دون احتياج ...!!
ومع ذا :
وحدي ألوك صدى الرياح و أرتدي عري الخبوت ...!
وحدي ألوك صدى الرياح و ينثني الحرف الصموت ...!
وحدي ألوك صدى الرياح و أبتغي قتل السكوت ..!