|
|
جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تِلكَ الأرضُ .. فكيفَ الجَنَّة ؟
تجوَّلتُ في رياض الأرضِ الربَّانيَّة , وأخَذَتْ عينايَ تَسْرَحُ في أرجَاءِ الطَّبيعة الخَلَّابَة , كمْ هيَ مريحة تلكَ المَنَـــاظر .
سُــهولٌ خضراء على مدِّ البَصَر , تــقـــتــَــاتُ أعْشَابَهَــــا بعضُ الحيوانات الرِّيفيِّــة الأليفة . وأزهارٌ غريبةٌ جديدةٌ في حيــِّــز معرفتِـــنا البَسيطة , رأيتُ أزهاراً صغيرةً جداً بالكاد تُرى , ولكنها أتاحتْ لنفسِها مكاناً فوقَ الترابِ و نَمَتْ. وأخرى لم أرها قَبْلاً , وأخرياتٍ نمونَ على انحدارِ الوادي الحَــادّ , بَعِيداً لا تّصِلُ إلَيهَا أيدِي العَابِرِينَ والمَارَّة . . ووادٍ سحيق لا تَــرى العينُ له آخرٌ , عُــمقــُـهُ مئة وخمسونَ متراً , وفي إحدَى حافَّتِيهِ تتساقَطُ شلالاتٌ ناعمة هادئةٌ وكأنها البَرَدْ. بأسفَلِهِ نهرٌ جارٍ تَـــسْمعُ لخريرهِ صدىً لا تملُّ الأذن إصْغاءً لهُ . وشَلّالٌ آخرٌ ينحَدِرُ بِقوّةٍ , لكَأنَّهُ مُشـــْــتاقٌ التقى بِـحَبِيــــبَـــةٍ غَيَّبَتْــــها السِنِيــــــن , فاندَفعَ غَيرَ آبِهٍ بأعْيُنِ الآخَرِين . كنتُ كلما أنظُرُ أقول : سُبْـــحَــانَ الله ... جَــمالٌ يَـســلبُ اللبّ , وأجدُ عينيَّ تنجذبان لاخضِرارِ الأرضِ وأذُنِي تتَبَّعُ صّوتَ تَخَبُّطِ مِياهِ الشَّلالِ لا شُعُوريِّـــــاً دونما التَفكِير. هُنَاكَ لا حاجة لتبادلِ أحاديثٍ أو التسلية بمأكولاتٍ سَفَرِيَّـــة , لَإبداعُ الخالقِ في الطَّبيعة رَوعَة تسرقُنا حَتَّى مِنْ أنفُـــســِنا . لا عجب فالربيعُ باتَ على الأبوابِ يدقُّ , يتسلَّلُ بهدوءٍ إلى أرضِنَا , ويَزُورُ ببهجَةٍ بُيُوتنَـــا , ويزرَعُ بِرِفقٍ شُجَيرات فَرَحٍ في نُفُوســــــِــــنَا . إثرَ كلّ نظرةٍ تأمُّليِّـــةٍ تسبيحَةٌ وحمدٌ ... سبحان الخَّلّاق فيــما خَــلق ... هذا هو جَمَالُ الأرضِ , فَكَيفَ جَمـــــَـــالُ الجَنَّـــــــة ....؟؟؟ أسألُ الله لي ولكمُ لقاءً فــــيــها ... |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|