خلقَ اللهُ المرأةَ والرجلَ لكلٌ منها لهُ اهتمامٌ وأولويات ورسالةٌ خاصَّة في الحياة , فلا المرأةُ قادرةٌ على الكدّ والعملِ الشَّـــاق خارجَ المنزلِ ولا الرَّجلُ بقادرٍ على العِنَايَة بالمنزلِ و الإلمامِ بتفاصيلِ التربيةِ الأسريَّــةِ كعنايةِ المرأةِ بها .
وَمَع تَطوُّر المُجتمعات ودُخول المرأة مجالَ التَّــعليمِ بِحُريَّة وَ بالإضافةِ إلى صُعوبةِ المُحَافَظَةِ على مُسْتَوَى المَعيشَةِ المَطلوبِ , إذ أنّ الأعبَاءَ كَامِلَةً مُلقاةً على كَاهِلِ الَّرجلِ , صَارَ لابدَّ من استغلالَ الشَّهادات والتَّــعليم والمَجالات الأخرى التي تُتقنُها المرأة لما يَنفَعُ الأسرَةَ ممَّا قَدْ يُسَاعِدُ في رَفعِ المُستَوَى المَعيشِيّ للعَائِلَةِ .
فنَرَى المَرأة تقومُ بدورين , داخلَ المَنزلِ وخارجه , رغمَ مَا يعتَري الأمرَ من تعبٍ _ طبعاً لم أقصدْ التعبَ الجَسَدِيّ كما بعضُ الأعمالِ المُرهقَة جسَديَّاً , تلكَ اختصاصُ أصحَابِ القوّة و التحمُّــل الجَسَدي _ إلا أنَّ عَمَلَهَا يُشــعِــرهَا بِكينونَتِهَا ودَورِها الفَعَّال في المُجتَمَع , ويُخرجُهَا منْ قوقعةِ المنزلِ ونساءِ الحَيّ وأحاديثهنَّ السَّطحية , وَعطاءَها المَادِيّ فضلاً عنْ المَعنَويّ .
بالنظر إلى تاريخِ الإسلامِ عندَمَا كَانتْ المَرأةُ تخرجُ معَ الرِّجالِ للجهادِ فتكون الطَّــبيبَ المُداوى والعقلَ المُخَطِّــط أحيَاناً , ألا يتيحُ ذلكَ _ لنا _ منفذاً ولو بسِيطاً لضرورة التَّعاون حيثُ الحَياة الصَّعبة ....