|
|
منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هل أحزانهم متساوية ؟
سؤالٌ يتردَّدُ إلى ذِهنِي كُلَّ حِين وحِين , كلَّمَا مَرَّتْ قوافل الفَقدِ في حياتي لمَنْ بجِواري ..تموجُ بينَ بُعدٍ واقتراب , كلما حَمَلتني الأقدارُ إلى مَكَانٍ أكُونُ فِيهِ أمَامَ شَخصٍ مَنكُوب مواسيةً قلبهُ , كُلَّمَا رَمَقتْ عَينايَ إنسَانَاً فَقَدَ عزيزاً عَليهِ , وَعَايَشتُ حُزنَهُ عَن قُرب , يَتكرَّر هذا السُّؤال . حتى مللتُ منهُ !!! لكنهُ لا يملّ وَلكنَّ المصائِب التي تَنتقِلُ هُنَا وهُنَاكَ وَالخُطوب المُتلاحَقَة صُّعوداً للقِمَّة , إلى أنْ يصبِحَ لا بَشَر . هل أحزانُ النَّاسِ مُتَساوية ؟ إنْ تَنَاوَلنَا شَخصَين أو ثَلاثَة , مَرُّوا بِذاتِ المُصيبة , قَد نَجِدُ اختلافَاً مَلحُوظاً بَين قُدرة هذا وتَحمُّل ذَاكَ , بَينَ دَمعِ هذه وَوَلوَلة تِلكَ .. الإنسانُ إنسانٌ والشُّعورُ يَستَوطِنُ كُلَّ المَلأ فلم ؟ لمَ هذا الشَّخصُ يَبكَي وَيَنهَارُ ويُصَابُ بِصَدمَةٍ وجرح ُقلبٍ إنْ فَقَدَ عَزيزاً عليهِ ؟ وآخرُ يَبكَي قَليلاً وَيَعتَاد ..؟ وآخرُ يذهلُ لَحظَةً ويُكمِلُ المَسِيرَ وَكَأنَّ الفَقدَ لدَيهِ عَقَبَةٌ بديهيَّةُ التَّخَطِّي ؟ أتراهُ الصَّبرُ وَالإيمانَ والحلم والرويَّة أمْ اللامُبَالاة وَبُرُود الأعْصَابِ وتبلُّد الإحسَاس , والتفكك الاجتماعيّ ؟ رأيتُ بأحيانٍ كثيرةٍ من فَقَدُوا أهليهم وغوالٍ عليهم ولم تهتزّ لهم شعرة , وإن اهتزَّتْ كان كاهتزاز شعيراتٍ داعبتها ريحٌ عاتية ...وفي جهة أخرى هناكَ من يقتاتُ الذِّكرى ويتجرَّعُ كؤوسَ لوعةِ الفُقدان في حياته المُتبقيَّة.. فيكون الفقدُ قشَّة قَصمَت ظهرَ البَعِير . أيُّهما الأفضل , الغارِقُ في ذكرى الفقيد والوَفاء أم المبدِّل لثوب الحزنِ وارتداء ثياب جديدة .. وكيفَ السبيلُ إلى ذلكَ ؟ ما الأشياء التي تتحكم بالمتلقِّي ؟ ولمَ الشعورُ يختلف ؟ ولمَ ؟ ولمَ ؟ ولمَ؟ حقيقةً هذا السُّؤال يُحيِّرني ... فهَل أجدَ عندكم ما يَسدُّ رمقهُ العَطِش .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|