الصمْتُ يجْتثُ المَدائنَ و الحقول ..!
,’ أنتَ شيءٌ لا يَتكرَرُ إلا في تَاريخِ اليَاقُوتِ ، و لا يَسْكُن إلا مُدُنَ الغَيْمِ ، و أشْرِعَةَ السَّحَابِ ، و شَوارعَ الجَانبِ القُدُسيّ من الأَحلامِ !
أنتَ شيءٌ من أَرَقٍ يَنْبُتُ على خَدِّ الأَنين !
لا تَسَلْني عنْ حَكَايَا البَيْلَسَانِ .. كيفَ تَغْدُو بينَ مِعْصَمَيْكَ شيئًا منْ مَرْمَر !
و لا تَسَلْني عَنْ الحُبِّ المُعَتّقِ برائِحَةِ أَنْفَاسِكَ ..
و لا عَنْ حَقِيبَةِ سَفَرِكَ التي أَنْهَكَهَا طُولُ التَرَحُلِ ، و الوُقُوفُ علَى الأَرْصِفَةِ ..!
و لا عنْ عيْنَيّ كم أرقت جفنا ؟!
لا .. تَقُلْ أَنَّ انشِطَارَ الآمَالِ نَحنُ من صَنعنَاهُ ، أو رفَضْنَاهُ ..
و لا تَهَبْ للأَمواجِ فُرصةَ بأَنْ تُزَمجِرَ مرةً ؛ و أُخرى تُحطمُ ذلكَ الزَوْرَقْ !
حدْثني عنْ قَهوَتِكَ .. أَما زلتَ تحتَسِهَا مُرّةً ، وحيدةً ؟!
عن صحِيفتكَ .. و دفتي كتابكَ ، و خربشةِ هوامشكَ
عن هديلِ أقلامك ، و قواريرِ بيانكَ
حدثني عنْ نوباتِ الشُجُون ، و عنْ الطَريقِ الذي أَوحَشَ مُذْ بَاتت خُطَاكَ بعيدةً عَنهُ ..
حدثني عنْ طعمِ الغيابِ ، و سَاعاتِ الانتِظارِ ، كيفَ تَنْبِتُ علْقَمًا في قَاعٍ صَفْصَفٍ لا عِوَجَا فِيهِ و لا أَمْتَا .
حدْثني عنْ عَتباتِ الطفولةِ ، و مَدارجِ اللهو ، و ارتعاش الأمنيات .
عنْ الغُروبِ كيفَ احتضنَ آمالنَا ذاتَ حياةٍ ..!
عنْ ضجِيجِ ضّحكاتِكَ حينَ ترسمُ الأَمل ..!
حدْثني عن توابيتِ الأَمسِ ، وصناديقِ الوجْدِ ، و صمْتِ الأَزمنة .
كمْ يستَطيلُ الشّجو بالذكرياتِ ؛ فتُصْبِحُ رَهنًا للآسَى ، و للزوايَا التي يُحاصِرُهَا نَسْجُ أُنثى العَنْكَبُوت.
كيَفْ تَغْدُو النَوافِذُ لَهيبًا منَ الأَشواقِ ، و الأشْوَاك ؟!
حدثني .. فَإني لا أَزال اعتَلي السَّحابَ بْصَوتِكَ ..
’،
/
إيمَان
توقيع : إيمان بنت عبد الله
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
التعديل الأخير تم بواسطة ذكرى بنت أحمد ; 21/05/2010 الساعة 11:18 PM .