الامل كمقاومة..!!
لست معنيا بما يقوله البعض، ولست ملزما بالنصائح التي تأتي كمصفحات بلهاء دون وعي حقيقي بالواقع حتى وإن كانت تعيه فهي تستخدمه مادة تيئيس ليس إلا ، لدي ما استطيع تأكيده انه إذا ما كان هناك أمل فإنه لا بد أن يستمر حتى يثمر في الواقع ، ولا بد من الحياة ، الحياة وإن غدت مملة ، هي بحد ذاتها انتصار على كل قوى السحق ، وتأكيدا لها على أننا مازلنا باقون نقاوم بالأمل ، وبالقلم .
حين تمنح قاهرك شعورا بالهزيمة تمنحه قدرة إضافية على تأكيد حضوره قاهرا ، وتسدي إليه خدمه الطمأنينة بأنه قد كسر قدرتك على النضال والمقاومة ، تتحداه بالأمل ، وتشعره بأنك على الأقل لا زلت قادرا على توريث الأجيال هذا الأمل ليستمروا ويصنعوا منه مادة تحدي وحركة مقاومة نضالية أيا كان نوعها.
لا يأس أبدا هكذا أتحدى عجزي ، صحيح أن أشواقنا استنفذت ، وأحلامنا تبددت تباعا لأسباب استنزافنا من خلال تجريدنا منها كلما أردنا تحقيقها واقعا ، لكن ثمة تجديد في الأعماق تسديه إلينا الحقائق التي تثبت كل يوم أن الاستغلال لن يغل سوى صانعيه في النهاية ، وأن الشعب سيتحسن وضعه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي وسيتقدم ، وأنه لابد أن تنتصر في النهاية قوى النضال الحقيقية الحاملة لمشروع التقدم الشامل ، صحيح قد تتوه بنا القراءات المتعددة لأفكار التغيير والثورة ، لكننا نلزم ذواتنا على أن نربي فيها ما يختطه مسار الشعب وقواه الحية الفاعلة في كل مرحلة ، نؤكد أننا لا يمكن أن نكون خارج إطار الشعب وقواه ، وأنه لابد عمليا من البقاء على ذات المسار حتى يفضي إلى تغيير حقيقي ، إذ أنه لا يمكن أن يقف شيئا أمام إرادة الحركة النضالية الاجتماعية الكبيرة.
حين يعجز الفرد في أن يكون ، قد يعجز أيضا أن يكون ضمن إطار مجتمعه ، وهنا لا يدرك البعض أن ذلك يشكل عجزا اجتماعيا مناضلا حين يؤد المجتمع قدرة أفراده في تكوين إنساني أفضل، لست متأكدا من ذلك ، قد تختلف وجهات نظر البعض ، ولكن المجتمع يحفز بعضه في النهاية ويلم شتاته ليجمعه كقوة قادرة على التغيير ، وفرض خياراته التي تحقق مطالبه في حياة اقتصادية واجتماعية أفضل.
|