أعلم تمام العلم بأن نصي المتواضع لن يطول نصوصكم الرائعة
ولكن أحببت أن أشارك بهذا القسم
إليك
إليك أيتها اليمامة الحزينة ، سأهمس بوشوشات الفؤاد عبر أثير الحب لعلها تبلغ سمعك المرهف ، ويكأني أراكِ ماثلة أمامي تناجيني وأناجيكِ ، فأرى خلف أجفان العيون الحزينة بؤرة لضوء الأمل تشربني ، فعلميني كيف أكتبني ولا يقرأني سواكِ ، وكيف أشرحني ولا يفهمني عداكِ ، بل كيف أنشدني ولا يسمعني إلاكِِ .
علميني كيف أصنع من الزهرة الحزينة أكليلا من الحب ، وكيف أصنع من ريش البلابل وسادة الغرام ومن رذاذ المطر أهزوجة السلام ، علميني كيف أصنع من سنبلة الجوى رغيف الهوى فأسد به رمقي وجوعتي وأستمد منه القوى ، علميني كيف أنال من فم الديمة قطرة مبتسمة ، علميني كيف أقول أحبك وكيف أسافر إلى عينيكِ الحالمة . أنا حزين مثلك بل أكثر ،وقرأت في تجاعيد بحيرتك سعادتي ووهبتها حروفي وأنفاسي الحرّى لعلني أطفو هناك بزورقي الحزين ، فأمديني بنسائم الحروف كي أطوف ، فأنا القادم من برد الخريف أنشد الدفء والحنان ، جئت كي ما أتوغل في مساماتك الحزينة وأسكن المدينة ، فقوليها كلمة تسعدني فحروفي من غيرك عقيمة .