حديث دمعة ..!
لازلت أحدث نفسي فأمسك بمعصمها و أقول : الصبر يا نفس ، و هي مرتمية في عِداد الأموات يلفحها سموم المقابر ... كل يوم و كل ساعة و كل لحظة بل الآن أعاني من جرح أعجز عن شكواه و أعجز عن وصفه .. جرح غيّب الإبتسامات فإحتواء الألام و طارت الآمال ... كنتُ و آه من كنت ، كالبرق تُعيدني لأمس عشت أجمل لحظاته و أعظم مشاهده ، أمس وفيّ بما فيه يحتويه الإخلاص و جوهره التضحية و النزاهة ... هو أمس لا أظن أن يعود كما هو اليوم ، و إن عاد فأبشروا بنعيم لم يخطر على بال واحد منكم .. هكذا - كنت - تخفي معالم جميلة و صورة أبدع الوفاء في إتقانها ، تخفي كثير مهما طال الحديث عنه لن أوفيه حقه ... و اليوم لمن الملك لله الواحد القهار ، أختفى كل جميل فغابت الإبتسامات و طارت الآمال ضحية الألام .. بداخلي حزن يوقد ناراً أكتوي منها حتى أحترق و أحترق فلا يطفأها إلا دمعة تخرج من عين لازالت مُتفائلة بأمل تخفيه .. كم هي عين يتغلل بها الوفاء ، فتحفظ كل جميل و تغض عن كل سيء .. عين يلسعها لهيب حزن لتدمع على قلب بأمل الحياة ، فلا حياة إلا به ..!
يا رقيب أتركه فإن أحسنت منظره و عدلت بما فيه ، لن تخمد ناراً أو تضمد جرحاً .. أتركه بهذا الشكل من الألم ، فلا تضيق الخِناق ، أنفاس عين .. أنطقها حزن .. يجرها للمقابر ..!
التعديل الأخير تم بواسطة زياد محمد ; 25/11/2010 الساعة 02:03 PM.