يجمعني بكَ إحساسٌ يتهاوى بين سماء و أرضٍ دونَ قَرَار،
إحساسٌ يتخبط على سُفُوحِ الحيرة،
وما من شيءٍ يقوده إلى حقيقةٍ بينة.
ليسَ بيننا ماضٍ أستندُ عليه في أوقاتٍ حالكة كهذه،
وهذا الحاضرُ أرهقه الترنحُ بين العودة و الرحيل حتى سَقِم!
و صورة المُستقبل القادم مُوِّهت بفعلِ نبوءات الفقدِ حتى غشاها الضباب.
و العالمُ كله أصمهُ بكاء قلبي،
وأنتَ يا حبيبي لا تنصتُ لهذا البُكاء.
أدمنَ القلبُ طقوسَ النواح، و أعد عدته لاستقبال مراسيم الحداد.
ففي كل الأحوال لا مفر من حرائق الحرمان.
غيابُك شتاء قارس يصلبُ الأطراف،
و حضورك تمهيد مُوجعٍ لغيابٍ يشارفُ على الأبواب.
ومنذُ ولادة هذا الحب بيننا،
وهو يجاهد الحروب القائمة.
فمتى أيا حبيب القلب ستُرفعُ الرايات البيضاء، وينتهي كلُ شيءٍ بسلام؟