|
|
جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
عُصفورُ الليمون ،
( نصفُ قلبي .. طاار إليك , و النصفُ الآخر .. ماتَ كـ عصافيري ! ) أتذكركَ و أشياءكَ القديمة ,عندما أقتربُ من الشارعِ الضيّق , حيثُ تلكَ العرّافه مازالت تحجزُ مكانها المعتاد , تبتسمُ لي و هيّ تسألني عن أحوالي و عنك ! .. أخبئ كذبتي , و أخبئ خوفي من أن تراكَ في فنجانِي تهربُ منّي ! و أظنها تشعرُ بِـ ارتباكتي في صوتي , كُلما طلبتُها أن تزرعَ الوردَ أمامَ مسكنها , كي يرزقنا الله السعادةِ كُلّما تفتحت وردة ! و أنا أقفُ أمامها , رفعت رأسها إلى السماءِ و قالت : علّها تُمطرُ ورداً , أو عِطراً , أو خبراً طيّباً ! ابتسمت , أظنها رأت في عينيّ حُزني , أو ربما الوردُ الذي كُنتُ أشتريهِ قبلَ أن أعرفكَ , لِـ أخبئ بهِ حُزنَ صدري , هوّ ما كشفَ سرّ رحيلكَ عنّي , لأنني في الأعوامِ الأربعة الأخيرةِ لم أرَ سعادتي في غيّرك , و أنا الآن , أرتجي سعادتي .. من بينِ أوراقِ جوريّةٍ حمراء ! أخبرتني أنّها قطفت ورداً في فجر اليوم , إن أردتُ أن أخبئ إحداها بينَ خِصلِ شعري ,حتى تبعثَ في نفسي البهجةَ , و لكنّي شكرتُها و أخبرتها أنّي بخيّر ! لا أدري حقاً هل أنا بخيّر ؟ .. و لكنّ لِـ ذكراكَ طقوسٌ مقدسة , و هيّ لا تعلمُ أنّك منذ أن وضعتَ يدكَ على شعري , لم تلمس وردةٌ جدائلي , حتى لا يقاسمني الوردُ رائحةَ كفّ يدكَ . . و دفئك ! قبلَ أن أغادرها , وضعت في يدي ثلاث أوراق , و طلبت منّي أن أطلِقَ ثلاثَ أمنياتٍ من قلبي إلى السماء , و أخبرتني أنّها ترى في السماءِ متسعًا لِـ أمنيات كثيرة , ستوزّعها على فتيات الحيّ , و هذهِ الثلاث , نصيبي مِنها ! كُنتُ في الليلةِ السابقة , قد كتبتُ على احدى جدرانِ حيّنا القديم , " الموتُ و الحياة أنت " وبعثتُ إلى الله أمنيات دافئة , وسألتهُ الجنّة وسألتهُ أنت . و قبلَ أن أختمَ توسلي بِـ " آمين " كانَ غيابكَ قد خطفَ ما تبقى من أنفاسي ! فـ ماذا سأبعثُ هذهِ المرّة , و الأمنياتُ كُلها تغرقُ بِـ حنيني , قبلَ أن تصلَ إلى أبوابِ السماء ! غادرتُ تلكَ العجوز , و أنا أتخيّلُ تعليقاتكَ على ما حدثَ معها , أذكر جيّداً كيفَ كُنتَ تقلّدُ حديثها , حتى أنفجرَ ضحكاً أمامكَ , فتبتسم و تُخبرني : " هيّ عجوزٌ مجنونة , و أنتِ يا حبيبتي ساذجة ! " منذ أن مارستَ الغيابَ , و أنا أشتاقُ حتى لِـ لسانكِ المعوّج , و عيناكَ التي لا ترى غيّرَ تصرفاتي , الطائشة , العفويّة ! أذكُرُ جيّداً .. ذاكَ اليومَ الذي تأخرتُ فيهِ عليكَ و أنتَ تنتظر خلفَ منزلِ جارنا العجوز , كُنتُ أحاولُ و أنا في طريقي إليكَ أن أصنعَ كذبة محكمة , و لكنّي عندما أخبرتُكَ أنّي كُنتُ أشتري ورداً , قلتَ ساخراً : " منذ متى و حبيبتي رقيقة تشتري الورود ! " وحدكَ يا حبيبي كُنتَ تعلم , أنّ الوردَ لا يستهويني معكَ , و أن الوردةَ الوحيدة التي أقبلُها هيّ عينيّك . يومها , صنعتَ عصفوراً من أوراقِ شجرةِ الليمونِ , و أخبرتني : " هذا العصفورُ سيفضحُ كذبكِ , و يخبرني أينَ تغيبينَ عنّي " ! أنا الآن , كُلّما مررتُ من منزلِ جارنا , أقطفُ من ذاتِ الشجرةِ أوراقاً كثيرة , أصنعُ عصافيراً كثيرة , و لكنّ عصافيري خائنة , تُخبئكَ عنّي , و تموت ! مازلتُ أحملُ الأوراق الثلاثة في يدي , ماذا سأكتب و كُلُ أمنياتي لا تصلُك .. ؟ .. ربما مازلتَ تذكُرني , و ربما أنستك َشجرة الليمونِ رائحتي ! .. أردتُ دائماً أن أغادرَ الحياة , إلى الموتِ و أنا أنظرُ في عينيّك , فـ أغادرُ من جنّتيهما إلى جنّةِ السماء , و لكنّكَ يا حبيبي تخذلني بغيابِكَ , كما تخذلني السماءُ كُلّما أمطرت رائحتكَ , و أمطرت في صدري حنين ! .. بينَ الحنينِ و الذكرى , تقفُ شجرةُ الليمونِ تنتظرُنا . مُصافحة أولى + |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|