|
|
جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
غُصّةُ فَقْد
مَدْخَلْ ..
إلَيْهَا .. وهِي القَرِيبَة حدَّ الوَرِيدْ، أكْتُبُ مرَّةً أخْرَى بَعْدَ أنْ هَجَرَ الحَرْفُ مِحْبَرتِي، وانْدَثَرَ بعِيدًا بعِيدًا عنْ بَيَاضِ ورَقَتِي .. إلَيْهَا .. إلَى تِلْكَ التِي مَا عُدْتُ أنَامُ إلاَّ وَ طَيْفُ ذِكْرَاهَا يَسْكُنُ أعْمَاقِي .. إلَيْهَا ولأجْلِهَا فَقَطْ سأمِسِكُ بزِمَامِ القَلَمْ وأطْلِقُ العِنَان للبَوْح .. سأقْتَنِي كَلِمَاتِي وأفْتَرِشُ مِدَادِي وأكْتُبُ حتَّى آخِرِ قَطْرَةٍ آخِرِ صَرْخَةٍ آخِرِ ألَمْ .. .. تغَيَّرتْ أحْوَالُ الدُّنْيَا يَا أنتِ .. حَتَّى أمْسَت الطّرِيقُ أطْوَل مِمَّا كُنَّا نَعْتَقِدْ .. كَثِيرًا مَا رَسَمْتُ بدَمِي حُدُودَ الفَرَحْ وصلَّيْتُ كَثِيرًا كثِيرًا كَيْ لاَ تَنْدَثِرْ .. ولِكنَّ الحُزْنَ سَكَنَ كُلَّ ذرَّاتِ الجَسَدْ .. أعْلَمُ أنَّ أيًّامًا كثِيرةً مَضَتْ .. ولكِنّي مُؤخّرًا فقطْ أدْركْتُ فجِيعَة أنْ يَرْحَل عنِّي الأحبَّة ولاَ يَكُونُ بَيْنِي وبَيْنَهُم سِوَى جِدَارٍ سَمِيكٍ بَارِدْ .. واكْتَنَزْتُ الوَجَعْ حتَّى انْفَجَرت فُقَاعاتُ الصَّبْرِ بدَاخِلِي .. بكُلّ بَسَاطَةٍ سأقُولُهَا : إنَّ رَفِيقَتكِ المُدَلَّلة مَا عَادَتْ بخَيْر، مُنْذُ غَادَرَهَا طيْفُ حُضُورِكِ .. أتَعْلَمِينْ يَا أنْتِ .. أنّي أصْبَحْتُ شَاحِبَةً كَقَطْرَةِ مَطَرْ تَزَحلَقَتْ عَلَى غُصْنٍ جَافّ فتلاَشَتْ وتَبَخّرَتْ .. تَربَّصَ بِيَ المَوْتُ كَحُزْنِ المَسَاءْ .. وكَأنّي مَدَدْتُ أحْلاَمِي الشَّاهِقات لِلَيْلِ السَّمَاء فقلَّدَنِي بطَوْقِ أتْرَاحٍ لاَ تَنْتَهِي .. أرَأيْتِ مَا فَعَلهُ رَحِيلُكِ بِي أيَّتُهَا الرَّاقِدَةُ تَحْتَ التُرَابْ؟ أرْصِفَةُ القَلْبِ اكْتَسَاهَا الغُبَارْ .. وبَسْمَةُ الثَّغْر امْتطَت صهْوَة الرَّحِيلْ .. وحتَّى رِفَاقًا حمَلْتُهُم عَلى كتِفِ أيْسَرِ الصَّدْر .. أبَشّرُكِ أنّي فقدتُهُم للأبَدْ .. فبَعْدَكِ أقْسَمْتُ أنْ أمْضِي بالسَّوَادْ الذّي أرْتَدِيهِ عَلى خَرِيطَة جَسَدِي المُتآكِلِ خَيْبَة إلَى مَنْفَى سأؤثّثُهُ كَمَا يَشْتَهِيهِ حُزْنِي وُحُزنُكِ .. فقَدْ أخْبَرنِي طَائِرٌ أسْمَر ذَات لَيْلةٍ شِتَاءْ أنّ الزَّمنَ لنْ يَتكرَّرَ مرَّتَيْن .. ويَكْفِينِي مِنَّ الدُّنْيَا ذَاكِرةٌ تَمْلؤهَا مِياهُ الحَنِينْ لزَمَنِنَا الأوَّل، زَمنِ الدَّفْء والحُبّ ومَشَاعِرٍ لنْ تتكَرَّر .. مَخْرَجْ .. مِنْ هُنَا .. مِنْ مَدِينَةٍ تَغْتَسِلُ بزخَّاتِ المَطَرْ عَلى عتَبَةِ كُلّ مَسَاءْ .. سأكْتُبُ إلَيْكِ أمْسِيَاتِي .. حِكَايَاتِي ومَشَاعِرٌ تَسْكُنُنِي .. ولْيَكُن هَذَا عَهْدًا سَامِقَ البَقاءْ كأمْنِيَةٍ بحَشَاشتِنَا .. 20:25 فِي 03 \02\2011 م[/ يُتْبَعْ .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|