إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > جدائـل الغيـم
التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


رَسَائِلُ الغِيَابْ

للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28/03/2010, 08:20 PM
الصورة الرمزية مجد الأمة
مجد الأمة مجد الأمة غير متواجد حالياً
كاتبـة
 



مجد الأمة is a splendid one to beholdمجد الأمة is a splendid one to beholdمجد الأمة is a splendid one to beholdمجد الأمة is a splendid one to beholdمجد الأمة is a splendid one to beholdمجد الأمة is a splendid one to behold
افتراضي

رِسَالَةُ الغِيَابِ الثّالِثَة :


كُنْتُ إذَا خَلَوْتُ بِنَفْسِي علَى عتبَةِ المسَاءْ أسَائِلُ المَنْفَى، لِمَاذَا يتحوَّلُ الرّفِيقُ إلَى أشْبَهِ بغَرِيبْ ؟! ولِمَاذَا كُلَّمَا مارَسْنَاهُ حُبًّا، يُمَارِسُنَا طَعْنَة غِيَابْ ؟! فيَقُول مَا لَكِ ولَهُم والرَّاحلُون عَلى بُعْدِ ألْفِ فقْدٍ مِنْكِ
وأقُولُ أنَا، مَالِي وللمنْفَى أسْألُهُ وأنَا التِي توطَّدَتْ علاَقَتِي بخَيْبَةِ اللّقَاءْ، واعْتَدْتُ الوُقُوفَ عَلَى عتَبَةِ الغِيَابْ، أرْمُقُ قَوافِلَ الرَّاحِلِين بِعُيُونٍ مُمْتَلِئةٍ بالدُّمُوعْ ونَبْضٍ مُنْهَكٍ مِنْ فَرَطِ البُكَاءْ ..

مَضى زَمَنٌ وأنَا مَازِلْتُ أنَا، أقْتَاتُ مِنْ فُتَاتِ الذّكْرى وأبْحَثُ عنْ رَائِحةِ الغَائِبِين\المُقِيمينَ بِشَرايِينِي فلاَ أجِدُ إلاَّ قَلْبًا مُمزَّقًا وحَزِينْ، يتلهَّفُ شَوْقًا لعَوْدةِ عَجَلةِ الزَّمنِ إلَى المَاضِي، مَاضٍ جَمعَنِي وإيَّاكِ، مَاضٍ مُفْعَمٍ بالدّفْء، مُشْرَئِبٍ بمشَاعِر الأخوَّة الصَّادِقة، أسَرْتِنِي حِينَها بشَفَافيّة رُوحِكِ وطِيبَةِ قَلْبِكِ وعطَائكِ اللامُتَنَاهِي، وتَرَكْتِ الأرْواحَ تَمْتَزِجْ لتُعْلِنِي عنْ دُنُوّ قَطَار البَيْنْ، وتَلْفُظِي كَلِمة الوَداعْ، وحِينَها رجَفَ قَلْبِي رجْفَة انْكَسَرتْ لَهَا أضْلُعِي، وكُبّلَتْ نَفْسِي بسَلاَسِل الفَقْدْ ..
وبَعْدَ الرّحِيلْ أدْخِلْتُ سِجْنَ الوِحْدَة المَمْلوء بالضّياعْ، وأصِبْتُ بألَمِ الفَقْد الذِي ظلَّ يَعْبَثُ بدَهالِيزِ رُوحِي حتّى فقَدْتُ قُدْرتِي عَلى الثّبَاتْ، وانْثَويْتُ بَعِيدًا، أحْمِلُنِي وهَدِيرُ الحُلُمِ المُتفسّخِ كجُثَّةٍ مُنتنة، أمزّقُ فَسَاتِينَ أدْمُعِي عَلى وُجْنتِي الشَّاحِبَة، فألِدُ مِنْ جُعْبَةِ الحَنِينِ صِغَار حَرْفِي، وأكْتُبُهُم بقَلمٍ بَاتَ لَوْنُهُ أسْودًا كَلَوْنِ خَيْبَتِي، أحْكِينِي عَلى وَرَقٍ مُمزّقٍ يَرْثِي قَلْبَ صَاحِبَتِهِ المَكْلُومْ بِسبَبِ الغِيَابْ

والغِيَابُ مَعْرُوفٌ ألَمُهْ، أمَّا أنَا فلَمْ أعَانِي مِنْ وَجَعِ الفقْدِ فقَطْ وإنَّمَا عِشْتُ الاحْتِضارْ، أتَعْلَمِينَ يَا رَفِيقَتِي ما الاحْتِضَار؟! هُوَ أنْ تتَحدَّثِي إلَيْهِمْ وتَقْضِينَ مَعَهُم أجْملَ الأوْقَاتِ، وأنْ تَعْلُوا جَلساتكُم ضَحَكَاتُ فَرَحْ، وأنْتِ تَعْلمِينَ أنه بَيْنكِ وبَيْنَ مَراسِمِ الوَدَاعْ لَحَظاتٌ مَعْدُودة لتفْقِدِي أمَل اللقَاءْ ..

يَا عَدِيلَة الرُّوحْ،
يَا نَبْضًا مَازَال عَالِقًا بِأرْدِيةِ القَلْبْ
يَا منْ بأيْسَرِ الصَّدْرِ اسْتَكَنَتْ وضِلاَلُ ذِكْرَاهَا لازَالَتْ تأكُلُنِي رَغْمَ ضيَاعِ ذَاكِرتِي
وَهَبْتُكِ قَلْبِي وبَعْضًا منّي، ومدَدْتُ إلَيْكِ يدِي لتُدثّرِي بهَا نَبْضَكِ الأيْسَرْ
جَعَلْتُكِ ورْدًا يُزْهِرُ بَيْنَ صُخُورِ وُجْدَانِي مَشَاعِرَ أخوّةٍ لا تَنْدَثِرْ
وعبَّقْتُ تَنهُدَاتِكِ بِعِطْرِ الفَرَحْ كُلَّمَا لامَسَتْ رُوحكِ رُوحِي
كَيْفَ لكِ أنْ تطْغَيْ وتُمَارِسِي بحقّي الرحِيلَ بلاَ عَوْدَة؟ أنَا التِي تَحْتَرِفُ الغِيَابَ ولا تَغِيبْ، تُصَاحِبُ القِطَارات ولا تَرحَلْ
رَغْمَ طِيبَتِكِ وتَفانِيكِ فِي الوُدّ إلاَ أنّكِ كُنْتِ قَاسِيَةً جدّا لمّا اخْتَرْتِ المنْفَى مَوْطِنَكِ الجَدِيدْ، ورَحَلْتِ بعْدَ أنْ كُنَّا معًا نرْسُم الأمَلْ حتَى نَهَشَتْ رغْبتُكِ المُفاجِأة فِي الرَّحِيلْ عظْمَ الوَصْلِ فافْتَرَقْنَا، ليَتلقَّفنِي موْتٌ سَحِيقْ، ويَكْسِرَ الغِيابُ ظَهْرَ مَشَاعِري،ِ فأغْدُوا امْرَأة مِنْ رمَادْ تحْمِلُ جَمْرَةَ قَلْبِهَا القَابِلةُ للانْطِفاءِ تَحْتَ أشْرِطَة الذّكْرَى.

أتَعْلَمِين، أنَا امْرَأةٌ بحَجْمِ مَدِينَةٍ مُظْلِمةٍ ذَات لَيْلَةِ شِتَاءْ، تَسْتَعْمِرُنِي أوْجَاعٌ تَبَعْثَرتْ جَمِيعُهَا عَلى أزقّةِ الشَّقَاءْ، ولاَ يَسْكُنُنِي سِوى أشْبَاحُ لَيْلٍ ألِفتِ الغِيَابْ، لاَ ينْبَثِقُ نُورُ الفَجْرِ إلاَّ وقدْ اخْتَارتِ الفَنَاءْ، فَتَرْحَلُ جَمِيعُهَا لتُعَانِقَ عِباب السّماءْ، وأبْقَى أنَا أبْكِي حظّي، وأرْتَقِبُ عَلى شُرُفَاتِ بأسِي عوْدة الرّاحِلينَ أملاً فِي اللّقاءْ
فسُحْقًا لِي، أنَا التِي تُؤنّبُكِ وأنْتِ بَعْضٌ منّي، ألْصِقُ بكِ تُهْمَة الرّحِيلْ وأنَا التِي ألِفتُ الرّحِيلْ

أيَا قَلْبَهَا ..
أسْتَسْمِحُكِ عُذْرًا، فالحَرْفُ هَذِهِ المرَّة قدْ انْفَلتَ مِنْ زمَامِي، وأبَى إلاّ أنْ يكْتُبَ نَفْسَه، وسأتِمُّ شَهْقَ آخرِ ألَمٍ وأعُودْ، فبِجُعْبَةِ القَلْبِ حَكَايَا لمْ تَكْتَمِلْ ..


كُتِبَتْ : 12\03\2010م
على : 19:43
 
توقيع :  مجد الأمة

 

لاَ تَحْسدّ مَنْ يَمْتَلِكُ إبْتِسَامَة شِفَاه، فَـ لَا يُجِيدُ الضَّحِك إلاَّ مَنْ تَعَدَّى / حُدُودَ البُكَاءْ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها