يا ترى! هل أعلق على فكرة النص؟ أم موضوعه؟ أم على المعاني الساميات؟
أم على التراكيب الجميلة المصبوبة في قوالب البديع؟
أم على الصورة الفنية الحاضرة بقوة؟
و البلاغة و البيان الظاهرين بأناقة...؟؟؟
أسلوب مؤصل/رصين/جزل/بليغ/ فصيح
استوقفتني أبيات لعلي أذكرها في عجالةٍ هي ظلم للنص فأرجو المعذرة من أخي الشاعر
على ما أجبرني الجمال على اقترافه، فتسليط الضوء على النذر اليسير ظلم، و تركه أيضا ظلم...
والإنصاف لا يتأتى إلا بقراءة متعمقة موغلة في جسد النص لفهم المعاني و اقتناص الدلالات
و الصور البيانية و ما وراءها من سمو و رقي...
ما بالُ مشيكِ - أرخى صَلَّة النَّغَـمِ..؟
هل حشرجَ الحِجلُ بين الكعبِ والقَدَمِ..!؟
المطلع:
بدأت القصيدة باسلوب استفهام يشد انتباه القاريء
و يستحث ذائقته في شوق لمعرفة ما وراء الاستفهام و هو أسلوب بياني لا يعلى عليه
فقد حرص الشاعر على بدء القصيدة بسؤال ليمتلك ذهن السامع من أول وهلة و مع الاستهلال
نسمع حشرجة و صلصلة و نغم..
لم يكتفِ بتساؤله لشد انتباهنا ، بل تعدَّى ذلك باقتدار ليسمعنا أصواتا تنساب في آذاننا
بوضوح مترددة مع النغم
و صليل الحجل(الخلخال) المتناهي إلى مسامعنا
مع ضرب (القاصر) بقدمها
في إيقاعٍ يدير الرؤس و يسلب الأفئدة و يسبي الألباب...
لا تَسبِقِ العُمْرَ - عُمْرُ المـرء سابِقـهُ
لو عَمَّرَ الألفَ إثرَ الألـف - لـم يَـدُمِ
هنا تلوِّح الحكمة بكفيها و تنطق بلسان تجربة الشاعر في مشاوير الحياة
((الدنيا دار زوال))
فمهما طال الأمد بالمخلوقات فهي إلى زوال بقدر كتب الله و أجل مسمى، و كل شيء هالك إلا وجهه
الله الله!
لقد اعدتنا إلى عصور الازدهار الأدبي و الشعر الأصيل..إلى العصر الأموي الزاهر
و العباسي الزاخر..
فكأنني أتجول في المربد أو أتكيء على بسط الديباج في بلاط أحد الخلفاء، يستخفني الطرب...
ليهنك الشعر يا بن الرافدين...
إيه يا بصرة! ما زلتِ تلدين لنا النجباء!
سلام على دجلة و الفرات...
و سلام على شاعرنا المفلق أحمد البصري...
التعديل الأخير تم بواسطة سودة الكنوي ; 04/03/2008 الساعة 08:00 PM.