على ضفاف الشهر الكريم
نجلس مصيخي الآذان حاضري الأذهان
بين يدي قامة تطاول السحاب بإنجازاتها
و خامة تضاهي الإبداع بإبداعها
في محطات من سيرةٍ جَنِيّة نقطف ثمارها
نعي و نسمع و نتسامر على أضواء الفوانيس
في أمسياتٍ رمضانية تلفها الأجواء الروحانية
و تجللها قبساتٌ نورانية من مصابيح الشهر الكريم..
اسكبوا في مسامع هذا المتصفح ما تشاؤون من أحاديث
في درشة خفيفة حفيفة فقد منحنا ضيفنا وقته بكرمٍ حاتمي
و فتح لنا باب الحوار على مصرعيه بقوله: ( أريده حواراً خفيفاً حفيفاً )
فلن نبرح عاكفين هنا كل ليلة حتى يعلن ( المسحراتي ) انتهاء مجلس الليلة
فننصرف و كلنا شوق يحدونا لمجلس جديد في ليلةٍ جديدة من ليالي رمضان الكريم
بداية أهلا و سهلا بك أستاذ مصباح
و أنت تستقبلنا بابتسامةٍ ترسم أضواءها في ملامح الشهر الكريم
شهر الخيرات و البركات و موسم الطاعات جعلنا الله و إياكم فيه من المقبولين
و بواجباته قائمين و لمفسداته تاركين..
لابد للموهبة أن تظهر سماتها منذ المراحل المبكرة، فنجد الموهوب طفلاً يختلف عن أقرانه
في كلامه و توجهاته و طريقة لعبه و تعاطيه للأمور فنتوسم فيه النجابة و نلمح في عينيه بوارق النجاح
- كيف كانت طفولة مصباح؟؟ و هل كان ذلك الطفل الهاديء المتأمل؟؟ أم المشاكس العابث؟؟ أم الحيوي المرح؟؟
هل كنت مدللاً؟؟ أم منطوياً خجولاً؟؟
ما هي ذكرياتك في أول رمضان صمته؟؟
- حدثنا عن (الأسرة) في حياة مصباح
إلى أن تأتي يا عبد السلام
أضعُ حمامتي البيضاءَ تُبلغك عني السّلام
ثمّ بعدها يكونُ للأحاديثِ مشوار شيّق نقضيه في رمضانِ الخير
مع ! سودة
كما عهدتكِ سبّاقةٌ لكلّ ما يمكنه أن يثري
تحيَّـة،
ألأخت سودة الكنوي
ايها الأحبة
مساء الشعرن ومساء الحب
و
مباركم عليكم هذا الشهر الفضيل
و
تحية موشومة بالمحبة وبوجع الكتابة
و
أتمنى أن أكون في مستوى هذا التورط الجميل
من
مبدعتنا
ســـودة الكنـــوي
و
اعتذر إن تأخرت، فقد كنتُ أنتظر إشارة تخبرني أن العد التنازلي قد بدأ
و
الآن
على بركة الله
- كيف كانت طفولة مصباح؟؟ و هل كان ذلك الطفل الهادئ المتأمل؟؟ أم المشاكس العابث؟؟ أم الحيوي المرح؟؟
لا، لا ياسيدتي، فأنا لم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب، كما يقولون، ولكن وجدتُ فيه مغرفة كبيرة من علقم، فقد عشتُ يتيماً، توفيتِ والدتي، رحمة الله عليها، وأنا طفل صغير، ولا أتذكر شيئاً عن ملامحها...ولما كان أبي مِزْواجاً، فقد أخدني إلى زوجته الأولى بالبادية(أبي كان فلاحا)لأعيش مع إخوتي، ومنذ البداية لم أستطع التأقلم، كل شيء تغير في حياتي، الفضاء، الناس، الحياة,,حتى الألوان،وهناك قضيتُ أخصب سنواتي طفولتي، ولكنها كانت طفولة مغتصبة، لم أعرف خلالها طعم الفرح من كثرة ما عانيت وقاسيتُ من الجميع، لأني كنتُ متمرداً، لم أكن أرضخ لقانون القرية، ولا للسلطة الأبِيسِيَّة رغم الظروف التي كنتُ أعيشها
- هل كنت مدللاً؟؟ أم منطوياً خجولاً؟؟
= أكيد كنتُ مذللاً، بذليل أنني كنتُ أتلقى يومياً علقة ساخنة وكبيرة، من الجميع:الأب، زوجة الأب، الأخ الأخت(رحمة الله عليهم جميعاً)، لا يمر يوم إلا وأنال النصيب الأوفى، حتى في المَسِيد حيث كنتُ أحفظ القرآن.
= نعم، كنتُ خجولاً جداً، فقد كنتُ أحس أنني أختلف عن أبناء القرية، كنتُ جميلاً، ذكياً، شيطانا، وكنتُ أتحاشى اللعب معهم، وكان العائق الأكبر لساني، ذلك أن سكا تطوان وفاس ينطقون الراء غَيْنا، والقاف همزة....
- ما هي ذكرياتك في أول رمضان صمته؟؟
= لا أحمل أية ذكرى عن أول يوم صمتُ فيه، لسبب بسيط، فرمضان في البادية يختلف كثيراً عن رمضان في المدينة، فصيام الطفل في المدينة، ولأول مرة، له طقوس مميزة، طقوس احتفالية: لباس جديد خاص، أكل يختلف عن سائر الأيام، أغان، رقص، صور.أي أن اللحظة تبقى حاضرة ولو مرتْ سنوات، بعكس البادية تماماً، لا شيء من هذا.
- حدثنا عن (الأسرة) في حياة مصباح
= عن أي أسرة تريدين أن أحدثك؟ أسرتي الصغيرة الحالية، أم أسرتي الكبيرة القديمة
هل من رحمِ المعاناةِ يا عبد السّلام
ولِدَ الشّاعِرُ فيكَ؟
اقتباس:
حتى في المَسِيد حيث كنتُ أحفظ القرآن
ذكرتني في كلمة (المسيد) التي ضاعت وسْط الفرنسيّة و أخواتها
يا ابن المغربِ الشقيقةِ سعدتُ بأن صافحت أحرفك اليوم
و قد كان الانتظارُ يحرقنا شوقًا
متابعة ،
أطلت الغياب سيدي/ عبد السلام،،
لقد ظننت بك سوءاً، وأيقنت أنك لن تأتي، واغفر ظني وصراحتي
|
يبدو لي أن الحديث هنا ممتع، ممتع جداً،
بداية حزينة،
وأجوبة شافية،
يطغى عليها طابع المشقة، ومعاناة الحياة
والله إني بمتابعتك، أشعر بالارتواء
ألأخت سودة الكنوي
= عن أي أسرة تريدين أن أحدثك؟ أسرتي الصغيرة الحالية، أم أسرتي الكبيرة القديمة
الأسرة في شرخ الصبا، و الأسرة إلى اليوم
نريد أن نعرف عن عبد السلام الابن
و عبد السلام الأب و عبد السلام الحفيد و الجد..
في حديث عن أسرتيه النووية و الممتدة..