|
|
منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
غضبٌ بحدود
كما هناكَ حبُّ وعطفٌ هناك غضبٌ , ولا أعني إطلاقاً ترافق الغضب مع الحقد الطويل , منْ منّـا لا يغضب ؟ من منا يتدثرُ دائماً بغطاء الصَّبر والرويَّة ؟ منْ منا يلتحفُ بالحلم والعقلانية على حدٍّ سواء , دون أن يتخطّى خطاً أحمراً بطريق حلمِهِ وهدوئِهِ .
مهما كنتَ سائقاً حاذقاً , متمرِّسَاً خبيراً , لابدَّ أن تقعَ يوماً ما في مصيدة إشارة المرور وتخالفَ قواعدها سُرعَةً أو انعطافاً أو غيره , إلا إنْ مشيتَ في الصَّحراء ...!! لكلِّ وعاء قطراتُ ماء ساخنة تذيب الدهون المتراكمة في قعره , كما لابدّ مِنْ خضِّ القارورة لكي نحصلَ على مزيج متجانس من الشراب . يجبُ أن تثورَ البراكينُ لكي ترجع لحالها وحرارتها المحمولة والتي تستوعبها الأرض , يجبُ أن تهتزَّ طبقات الأرض حتى تنزلقَ الصُفيحات الباطنية اللينة في أعماق الكرة الأرضيَّة والتي من شأنها أن تعيدَ للأرض ثباتها . كلُّ تلكَ الأمثلة الربَّـانيـِّة الواقعيـَّة تتيح لنا مفراً في ثورة غاضبة لبرهة من الزمن , أن نغسلَ فيها أرواحنا ونمسحَ غبارَ الطلع المزعج . هناكَ أمثالٌ وعبرٌ نقولها ونستمتعُ بقراءتها ونتمثلُ لها في الخيال , لكنَّها ما إن تكبرُ حتى يتم وأدُها مع أخواتها . أحياناً تكونُ ثورة الغضبِ بالصِّفة التي ذكرتها هامَّة جداً وضروريَّة للنفس البشريّـة ولكنْ , ما إنْ زادتْ عنْ حدِّها , تنقلب الأمور لضدّها , فكلُّ جرعة دواء أياً كانتْ لها مقدارٌ معيَّـنٌ ومهما عبثَ المريضُ بالموعد لنْ يصابَ بالضَّرر , قد يتباطأ مفعولُ الدواء وقد يتأخر الشفاء أو ينعدم , بينما لا ضرر مباشر أبداً . أمّا زيادة الجُرعة دونَ معرفة الطبيب هنا تقع الكارثة الحقيقية والتي تُسَجِّـل نهاية حياتية للمريض . وكذا هو الغضب ضروريٌّ جداً ولا يقلُّ أهمية عن المعاني السَّامية والأخلاق الحميدة التي يتمثل لها البعض , جميلٌ أن تثور لحظة وتستشيط غضباً , وتفرّج عن داخلك المتعب , وتريح عقلكَ المثقل دون أن تحطم.!! ((( دون أن تحطم))) فليسَ أسوأ من لحظة عاصفة غاضبة تطلق للسانك العنان أنْ يخوض في كلمات تتناسب مع لحظتك هذه , أنْ تظلم عزيزاً أو تجرح حبيباً أو تكسر صلة وصل روحية معنوية بينك وبين الآخر , وإنْ كان هو أصلُ البلاء وزارعٌ للمشكلة التي أثمرتْ غضباً .. إن ثار البركان على غير عادته , وتخطى حدوده ماذا يجري ؟ عندما تهدأ ثورة البركان هذه , يكون قد احترق كل ما وقف بطريقه , الآن بردت ناره ولكن... كل شيء تحول لرماد .. حينها لا تنفع رقية ولا دعاء , لأن تعود الكائنات تعيش بحرية وتمنح الكون جماله , هذا ما يحصل بعد ثورة بركانية غير متزنة ومدمرة . فلنجعل من البحر قدوة لنا هادئ غالباً وهائجٌ أحياناً , نراه مهما عصف ومهما هاج لكنه يبقى حنوناً على كائناته , رؤوفاً بأحيائه . لذا جميلٌ أنْ نغضب ولكن بهدوء ... |
19/01/2010, 03:58 PM | #2 | ||
شـاعـرة و كــاتـبــة
|
|
||
19/01/2010, 06:18 PM | #3 | ||
كنار تحت الدمار
|
|
||
03/02/2010, 07:16 AM | #4 | |
كاتبة
|
|
|
09/02/2010, 12:11 AM | #5 | ||
كنار تحت الدمار
|
|
||
09/02/2010, 10:51 AM | #6 | |
كـاتـب
|
|
|
10/02/2010, 07:48 PM | #7 | ||
كنار تحت الدمار
|
|
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|