يا وطناً ..
يجيد مخادعةَ الجهات .. متربعاً على أطرافِ كل طريق
أيتها الحاضرة دوماً بعد موت الإنتظار
يا شعلةَ الضوء التي تقتحم الأبواب .. ذات كل ظلام
يا دفئاً يخترق المجرة .. كلما رمى الحنين بإتساعه في عمق التجمد
يالـ عينيكِ .. تنساب بسحرٍ يغتال العتاب .. ويحملني لأرقص فوق غيمةٍ بيضاء
يالـ صباحي .. كم يسقط سهواً ... مع كل عناقيد الجنون المهروقة من شفتيكِ
ياللحلم ..
ياللجنون ..
أنا يمامة حتماً. أنا الذي صكه اليقين واحتضر صوته. ثم عاد إنساناً تملؤه الندوب. فمات شهيداً. أنا الطهر إن تبسم. أنا الماء. أنا الطيور إن تهادت على صوت فيروز. أنا الوردة الثكلى. أنا السماء حين تبكي. أنا من يرضع الحلم وينام. أنا الدمعة عندما تسهو من عيون الحبيبات. أنا كل المناديل حين تتبرج بالدمعات. أنا كل الأمنيات حين يتمناها طفل صغير. أنا آخر زهرة ليمون سقطت. أنا الذكر العاجز عن الكلام. أنا الورق الأبيض حين ينام بين ضلوع الشعر العظيم. أنا كل شيء في آلة الكمان. أنا قدر الأميرات حين يتأبطن في خشوعي. أنا زنبقة في رائحة الفجر. أنا السيجار اليوناني في مداه. أنا التواشيح حين يلفظها مارسيل خليفة. أنا حقيقة كذبها الزمان ومات.
لا أعلم .. إن كنت حقاً أجيد ممارسة الإشتياق
فأنا .. لا أزال أرسم الحنين قصيدةً
أزهق بها الحبر .. وأثقل أوراقي
ولأني أحياناً .. أكون سئماً جداً
فأنا أترك أصابعي .. لتلاحق أصابع بيتهوفن
علني أقاسمه الوجع .. بلغةٍ أخرى
لا نفقه معها شئياً .. سوى أننا حين نتذوقها نحلم ..
ما اعلم .. هو أني مشتاق
وثمة شئ ما يحرضني لأرتكب معكِ الحب أكثر
ثمة شئ .. يدفعني لأجن بكِ أكثر
وأنا جداً مشتاق
مشتاقٌ بحدودٍ لا يعي حجمها إلا الله ؛