وَ اتَذَكَرُ كَيفَ كُنتُ أبكِي بحِرقَة، لَيَلَتَها، لأنِي لَم أستَطِع مَسَّ القُرآنْ، كُنتُ أبكِي، لأنكِ كُنتِ السَببَ فِي ذَلِكْ، كُنتُ أحتَرقْ لأنِي لا أعرِفُ لَمن ألجَأ حِينَها، فحُضنكِ كَانَ عَنِي مُؤصَداً، وَأعلم بأنِي سَأستَيقظُ فِي الصَباحِ وَلن أجِدَكِ، لا أدرِي لمن أشكِي، وَلمن ألتَجأ، كُنتُ فقط أبكِي، أبكِي بهستِيريَّة، اذهبُ لأختِي، فتُطَبطِبْ عَليَّ بكَلِماتٍ عِدَّة، وَتقصِينِي، كَنتُ قد شَبعتُ من الابعَادْ، ألتَجئ لدَفترِي، دَفترِي العَقيمْ الجَديد الذِي لم أجِد للتَفاهُمِ مَعهُ سَبيلاً، كُنت أكتُبكِ وَأبكِ، كُنت أعاتِبكِ شَيئاً وَأعودُ لألقِي اللومَ على نَفسِي، كُنت بحَاجَة إلى تَفسير إلى كَلِمَة، إلى تَوضِيحْ، أهكَذا هَدَاياكِ أم هِيَّ صَفعَاتُ القَدر المُتتالِيَّة عَلى وَجهِي، ألَبثَ ذَنبِي عالقاً بِي ثَمانِيَّة أشهُر لأتَطَهر بعدَها بالعَذابِ ثَمانِيَّةً أخرى، هل أنَا أستَحِقُ ذَلكْ، هجِيرُكِ التِي كُنتِي تَضُمِيها شَوقاً، وَرغبَة، هجِيركِ المُقَرَبة، حَورائك، وَلا أدرِي كَمٍ مَرَّة نَطقتِها، لأنكِ لم تَريَّ حَوراء أبداً. كُنت هجير فَحسب، الشَخصيّة المُنتدَياتِيَّه العَبثِيَّة التِي لا تَضجَر، لَم تَكلفِي نَفسكِ حَتى بإلقاءِ نَظرَةً إلى دَواخلِي، كَم كُنتُ احبُك .. أحبُكِ ..!