سأعود للتعقيب على ما سبق و لكن الجوار يشدني و لا أريد أن
أقطع الحبل المحكم..
-كيف بدأ مشوار عبد السلام مصباح أدبيا؟؟
-كيف تستطيع تقسيم مراحل حياتك؟؟ و هل أنت مؤمن بالمشاعر كأساس
لاختيار شريك الحياة؟؟
-الترجمة علم و فن دقيق ممتع يحتاج الكثير من الذوق و القدرة و الإلمام
بالتفاصيل اللغوية..
ما هي محطاتك مع علم الترجمة؟ و لم اخترت اللغة الإسبانية تحديدا؟
-كيف بدأ مشوار عبد السلام مصباح أدبيا؟؟
= تقصدين من قاد خطوتي الأولى إلى حقول الأدب، حسناً. إنه الحب.
نعم، الحب، تعرفين أن هناك مرحلة تسمى المراهقة، وهي مرحلة خاصة، وهي من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان، حيث تشكل منعطفاً خطيراً في حياته... تمس الجسم فتحدث فيه فوضى وتفجرات بركانية ، وفيها يتحدد النضج الجنسي، وتتميز بالعواطف الحساسة، وفي مقدمتها اكتشاف أن هناك جنس آخر يختلف عنه فيحاول التقرب منه واستمالته كل بطريقته...وهذا ما حدث معي رغم الظروف القاسية التي كانت تحاصرني، فأحببت، وكي ألفتَ نظرها لابد من وسيلة، فكانت الرسائل هي الوسيلة الوحيدة المتيسرة لي. كنتُ انبش بين الكتب عن أشعار وتعابير يقربني منها، ثم انتقلت إلى التقليد ، فكنتُ أكتب كلاماً كنتُ أحسبه شعراُ، رغم جهلي التام بكل مقومات الشعر، ومع تقدمي في الدراسة والقراءات الجادة استقامت نصوصي.
-كيف تستطيع تقسيم مراحل حياتك؟؟ و هل أنت مؤمن بالمشاعر كأساسلاختيار شريك الحياة؟؟
= الحب شرط أساسي لتفعيل الذات، لأنه حاجة فطرية أودعها الله فينا، وافتقارنا إليه يخلخل توازننا ونصبح أنانيين...وانا أؤمن بالحب في كل شيء، ليس فقط مع شريك الحياة، بل حتى في تعاملنا مع بعضنا. الحب جزء من الحياة، وهي بدونه صحراء قاحلة، وهو يجعل من الوحش إنساناً، الحب سعادة ، ولو ساد بين الناس لما كانت هناك مشاكل..بالله عليك، كيف تقاتل من تحب...
-الترجمة علم و فن دقيق ممتع يحتاج الكثير من الذوق و القدرة و الإلمام
= الترجمة فن للتواصل وجسر للتقارب، وباب نلج من خلاله إلى دروب وأزقة معارف الآخرين، وشرفات واسعة يطل الآخرون علينا من خلالها، وقد أصبحت ضرورية في عالم أصبح كقرية، وهي عملية تبديل نص في لغة بنص في لغة أخرى...ولإنجاح ذلك لابد أن تتوفر في المترجم بعض الشروط، من أهمها إتقان اللغة ثم رؤية النص من الداخل، وهذا الأخير من الأصعب في عملية الترجمة...فالمترجم يتعامل مع روح النص لا مع شكله ويحاول أن يلبسه ثوب اللغة التي نقل إليها
- لم اخترت اللغة الإسبانية تحديدا؟
= لم أخترها، بل هي التي اختارتني، بل قولي فرضت عليَّ
ربما تعرفين أن المغرب (عكس الدول العربية)كان تحت نير احتلالين، الاحتلال الإسباني في الشمال، والفرنسي في الجنوب، وباعتباري أنتمي إلى المنطقة الشمالية طبيعياً سأتعلم هذه اللغة، حيث جل المواد تُدرس بالإسبانية، وكان المستعمر يختار خير الأساتذة لذلك، اساتذة تلقوا تكويناً بيذاغوجياً فاق المستوى، يتقنون فن التحبيب وفن الإلقاء وفن التدريس بكفاءة عالية، وقد أدوا دورهم بامتياز.
-عبد السلام مصباح، شاعر مثلك و مترجم للغة بلد جمع الحضارتين العربية و الأوربية
لا بد و أن حقيبة سفره لا تكاد تفرغ حتى يُعاد تجهيزها من جديد..فللسفر فوائد جمة منها توسيع الأفق
و تنمية المدارك بالاطلاع على ثقافة الغير و حضارات الشعوب و هو معين أيضا على التفكر و التدبر
حدثنا عن أسفارك و رحلاتك..
- أي سفرياتك كانت أكثر تعلقا بالذهن و الذاكرة؟؟
- حدثنا عن عادات الشعوب في البلدان التي زرتها (تسليط الضوء على أبرز الملامح للمجتمعات)
-ما علاقة عبد السلام مصباح بالوسط الأدبي،،
- الصداقة روح تبعث الروح و بلا أصدقاء يعيش الإنسان وحيدا كشجرة سنديان
هجرها الربيع..حدثنا عن الصداقة، و من هم أصدقاء مصباح الذين جمعته بهم مشاوير الحياة
مع بعض الذكريات الرقراقة..
عَـوْداً مِنِّـي هنا ببعضِ الأسئلـة وَ الَّتي أتمنَّـى أن يتسعَ لها قلبكَ الطَّيِّبُ قبلَ الإجابَـةِ عنها .. /
*
~ كيفَ ترى واقعَ الحركة الثقافية و الأدبية المَغارِبِيَّـة ، بينَ ماضيها المُحتشـم و مُستقبلها السَّـاطِـع ؟
~ في كِتاباتِكَ عَمومًا ، ما هو المَيدَانُ الَّذي يَجدُ فيهِ عبدُ السَّـلام نَفسَـهُ وَ ضَالَّتَـهُ ؟
~ ما مَدى تأثيـرِ بيئتكَ الإجتماعيَّـة على أسلوبِ كتابتكَ ؟
~ ( الحَداثَـة ) هذا المُصطلـحُ المُحدَث ، هل يصبُّ في صالحِ الأدبِ العربي من حيثُ الحِفاظُ عليهِ و ترقيتهُ ؟ أم هوَ من مَعاوِلِ هدمهِ و اندِثاره ؟
~ الجَزائر بلدكم الثاني ، ما مكانتها عندكم من كلِّ النَّـواحِي ؟
*
هذا و أرجو يا أستاذي المُحترم أن لا أكونَ ثقيلَ الظِّلِّ عليكَ بأسئلتي ، و لكنَّ حُبِّي لإثراءِ الموضوعِ و الإستفادةِ من خِبراتكَ و باعكَ الطَّويلِ في الأدبِ دَفعني إلى فِعلِ ما فعلـت .