قبلَ سنينَ من الآن ..
أوقفتني امرأة ٌ في الطريق ِ المؤدي إلى الوادي ..
وقالت لا تبكـِ ؛ سـ تشعرُ بـ وخز ٍ بسيط ..
ثمّ رفعتْ ذراعي قليلاً ومسحتهُ بـ منديل ٍ مبلول ..
وحقنتني ..!
الجرحُ كانَ ضئيلاً ..
كانَ صغيراً لـ درجةِ أنني انتظرتُ خروجَ نملةٍ منه ..!
في المساءِ انتفخَ ذلكَ الجزءُ من يدي ..
وتذكرتُ كلامَ المشرفة :
" الماءُ الذي تسكبهُ عليكَ تشربهُ قدماك ..
لكنكَ كـ شجرةٍ متعفنةٍ لا تنضجُ ولا تكبر "
وقلتُ :
الآنَ عرفتُ لمَ تضخمَ الجرح ..!
كنتُ أنتظرُ أياماً كثيرة ً لـ تطولَ ذراعي ..
وكنتُ أقيسها يومياً بـ خطٍ مرسوم ٍ على الجدار :
أقفُ على يديّ مُعَلِقاً في الهواءِ جسدي ..
وأنظرُ إلى الخط ّ وذراعي ..
لم تطل يدي أبداً ..!
ولـ ذلكَ قررتُ أن أبحثَ عن المرأة قربَ الوادي ..
انتظرتها طويلاً حتى غابت الشمس ..
وندمتُ على رميي الشمسَ في الحاوية ..!