* سَلامٌ عليكمْ و رحمةُ الله و بركاتهُ .. ||
/
و من أجدرُ منها بكلِّ هذا الحُبِّ و التقديرْ ؟!
تلكـَ الحنونةُ الرَّؤومْ ، رمزُ التَّضحيةِ و العَطــاءِ و السَّخَــاءْ ..
لكـِ يا أمِّي من هذا المِنبَرِ الأشــمْ ، تحيةُ إجلالٍ و إكبارٍ و عِرفَــانْ ..
لا تليقُ إلاَّ بكـِ ... يا ... أمَّــاهْ ..
*
شاكرٌ لكـِ كثيراً أختنا الغالية / هندْ ، على هذا الهذيانْ عفواً أقصدُ العِرفانَ و ردَّ الجميلِ لأمِّكـِ و أمَّهاتنا ..
حفظهنَّ اللهُ لنا و لكلِّ إخواننا و أخواتنــا ..
/
و مُساهمةً مِنِّي في إثراءِ الموضوعِ ، سوفَ أدرجُ نَصًّا هنا ( لأنَّهُ المكانُ الأنسبُ لذلكـْ ) كتبتهُ قبلَ مدَّة يحملُ عنوانْ : الفَننُ الدَّافِــيءْ ..
قراءة ممتعة ، و في الأخير تقبلوا مني خالصَ تحيتي و احترامي ..
*
[ .. الفَنَــنُ الدَّافِــيءْ .. }
‘’ .. مازِلْتِ يا غُصنَ الطِّيبةِ و جوهرَ الرَّأفــة ، تهشَّ لكـِ روحي كالمولعــةِ المسحورة . و تتوقُ لِتفيُّأِ ظِلِّكـِ المُطمئنِ و التَّضوُّرِ فوقَ حنانِكـِ المئيــدْ .
مازِلْتِ تطربينَ لاحتضاني و ضمِّ ما تناثَرَ من وفائي لكـِ ، متمنِّيةً أن لا أبتعدَ أكثر . و أن لا أفارقكـِ كما ودَّعَ زهْرُ الكَرَزِ فُروعاً تغنَّت و تباهت بهِ في فصلِ الرَّبيـــعْ .
مازِلْتِ تقرئينَ صفحاتِ عمري بكلِّ رويَّةٍ و اشتِياقٍ ، إشتياقٌ لأسْطُرٍ كانَ لكـِ كبيرُ فَضْلٍ في تَسْويدِ أولاها . و الغريبُ في الأمرِ ، أنَّ سوادَها كانَ ذا إشْراقٍ و طُهرٍ انبثقتْ منهُ السَّعادةُ مُجْتاحَةً لِزوايا و أركانِ تِلْكـَ الوُرَيْقاتْ . كم أشتاقُ بدوري إلى تِلكـَ الأوراقِ البريئــة .
مازِلْتِ تخافينَ عليَّ من نَسْمةِ العليلِ ، و أنتِ لا تأْبَهينَ لِلْعواصِفِ الهَوْجاءِ تُجابِهينها إن كانتْ تُهدِّدُ استِقْراري . تَدْفَعينَ الشُّرورَ من حَوْلي و لا تهتمِّينَ إن أصابكـِ منها سَهْمٌ طائِشْ ، مادامَ أنَّهُ لنْ يُصيبني .
مازِلْتِ تطرُزينَ البَسَماتِ على وَجْنَتيَّ بِمُرْهَفِ إحْساسِكـِ نحوَ شُعوري و حُسنِ إنْصاتِكـِ لِتفاهاتي مع الصِّدْقِ و الإخْلاصِ في واجِبِكـِ المُقدَّس اتُجاهي . حتَّى أصبحتْ فَرْحَتي فَرْحَتَكـِ ، و تعاسَتي تعاسَتَكـِ .
مازِلْتِ تُغذِّينني من رُواءِ أخلاقِكـِ المِفْضالَــةِ لِكَي أشرِّفَكـِ و أشرِّفَ نفسي . فَلَمْ تبْخَلي و لمْ تَكْسلي ، و كَسَوْتِني بِحُلَّةِ التَّربِية لأتدثَّرَ بِها صِيانَةً من صقيعِ العُقوقِ و الوَقــاحَــة .
مازِلْتِ تعتبرنني رضيعاً في أشهُرِهِ الأولى ، يُكْثِرُ من البُكاءِ و يُجيدُ فنَّ الصُّراخ .
مازِلتِ تعتبرنني طِفْلاً في أعوامِهِ الأولى ، يحبو تارَةً و يُناغي أخرى .
مازِلْتِ تعتبرنني وَلَداً في سنواتِ دِراسَتِهِ الأولى ، يحمِلُ مِحْفَظَةً تفوقُهُ حَجْماً و يُرافِقُهُ إلى المدْرَسَــةِ جَدُّهُ مِنْ أبيــه .
و هُنا توقَّفَ الزَّمَــنُ حَسْبَ نَظَرِكـِ لِعُمْري ، فلمْ أكبَر و لمْ أغدو شاباً طرَّ شارِبُــهْ أو زَوْجاً رُكِبَ قارِبُــهْ أو والِداً لهُ أصْهارُهُ و أقارِبُــهْ .
فحَسْبَ نَظْرَتِكـِ لي ، مازِلتُ ذلكـَ الرَّضيعْ .. ذلكـَ الطِّفلْ .. ذلكـَ الوَلَــدَ ، لا غَيْــر .
فعلى هذهِ الرُّؤيَـــةِ مازِلْتِ و لازِلْتِ ...
... يا أُمَّـــاهْ ... ‘’
سَطيفْ ، 14/11/2007