في الحقيقَة قصدتُ أنْ أُغيضكَ ..
حتى أستخرجَ من ثنَاياكَ حديثاً لا يلزمُهُ التوقِيتْ ..
هل ظننتَ أني لا أهتمّ .. ، أنتَ مُخطئ ... !
ما يُقطّعُ راحتي ذاكَ الاهتمَام .. أنا آسفَة جداً و كثيراً ليسَ لأجلِ أي أحدٍ منَ الجميع ..
بل لأجلِ نفسِي .. ،
نفسيِ التي أحلُم بأنْ أراها كما تمنيتَ لي يوماً .. ،
بالأمسْ : قالتْ لي أُختي كلاماً مُوجَزاً .. غيرَ أنهُ أوجعَني طويلاً !
طويلاً فكرتُ فيه .. لكنه لم يمنحْني غيرَ التعَبْ .. التعبْ يا رُوحي .. ،
هل غدوتُ هكذَا فِعلاً .. ؟
هل مسّ التغييرُ ثوَابتِي التي لا أمنحُها تغييراً على أية حال ؟؟
كما كُنّا .. ،
غيرَ أنّا .. في التّيهِ ندُور ، خطّانَا مُتقاطِعان .. وَلا نلتقِي .. ،
أصواتُنا تتصَاعد لكنّها لا تصِل ..
أنتَ تصرُخُ في وجهِي لأنّكَ غاضِبْ .. وَ أنا أصرخُ فيكَ حتى تكفّ عن إزعَاجي ..
و يحتدِمُ صُراخيْنا في الأفقِ وَ لا يسمعهُ أحد .
أنتَ تأتِي .. و أنا أستقبلُكَ .. و هذا الفضَاءْ لا يستجيبُ لِضيافتِك .. و حفَاوتِي ..
النّبضُ يتردّدُ في قلبَيْنا معاً غيرَ أنّا نمُوتْ .. و القلبْ هوَ ما يتبقّى لِكليْنَا ..
حتى اللحظة .. أنا أُقرّبكَ من قلبِي كثيراً .. لأنّي أعرفُ أي الأمكنَة بكَ تلِيقْ !
و إن كُنتَ مُغيّباً .. أو كِلانَا ..
إلا أنّ بُكائي يمرّ بِ جوارِ أرقكَ .. و تعبكَ كلّ ليلْ ..
هديرُ رُوحي يحُوم في فضَائكَ النقيّ .. و أُمنياتك المُستحيلَة كانت تستعرضُ أمَامي ..
هل سمعتَ كثيرَ الكلامِ الذي قُلتهُ ليلَ البارِحة ؟
كُنتُ أبكي .. كُنت أقُول لِذاتي : لنْ تندَمي .. ما يلزمُكِ للتعدِيلْ ، ظلامٌ وَ أصواتٌ داخليّة .
كنتُ أربِتُ على مخَافتِها أن تضيعَ بِدونك ..
وَ هاهيَ تضييع .. تضيييع ! لكنّها .. لن تبكِي .
لا .. لم أعتَدْ ..
أن يأتِيَ أحدهُم في مُستقرّ مُنَاجَاتي الشجيّة لكَ .. ،
لِـيسخَرَ من "مَارس" وَ نوَافِذهِ الغربيّة شهر رَحيلكَ و الخيبَاتٌ الأُخَرَى .. !
هل أبكِ يَا أبيْ لأنّ أحداً لا يَقيسُ أبعَادَ الحكَايَة ؟
..
..