تُطوى الأعوام على أبوابِ العُمر،
و أجمعها من أمام بابي تسع عشرة ورقةً مضت.
تسعة عشر عاماً تشعلونها في قلبِ كعكةٍ أيا صديقاتِ العُمر،
و أنا أُشعلكن في بدايةِ كل عامٍ شمعاً يضيء قلبَ أيامي،
تطالبونني عقدَ أمنيةٍ، أُرسلها إلى صدرِ السماء التي شهدتَ على ميلادي في يومٍ كهذا قبل تسع عشرة سنةٍ انتهت،
وأنتُن يا صديقاتي أجمل الوقائع والأمنيات،
و أُشهدُ السماء من فوقي، و الجدران التي لم تستطع حصر اندفاع الفرح مني، و أعينُكم التي لطالما عكست صدقاً ألملم نفسي فيه، وكلي شُكرٌ للرب الذي أوجدكن حيواتٍ تُبعث في جسدِ عمري
إنَّ أمنيتي اليوم لم تكن سوى عامٌ آخر يتفتح على ابتساماتكن، عامٌ آخر يكبُرُ فيه إيماني بكن هباتٍ نادرة لم يصطفي بها الله أحداً غيري
يا
"ملكاً" يتربع على عرشِ القلوب،
يا
"رواناً" يختصر كل الجمال،
يا
"رغداً" تطيبُ بهِ الحياة،
يا أجملَ الأقدارِ التي تلاقتَ و قدري
كيفَ تختصر الكلمات سعادتي بكن؟
وكيف أخبركن بأنكن الحقيقة الوحيدة التي تُنبتُ الزهرَ فرحاً من عمقِ حُزني،
أنتن أخبرنني،
كيفَ تُختصر أجمل المعاني، و أرقى المشاعر في قلوبكن الصغيرة بهذهِ العذوبة، وكيف تروينَ الزوايا من حولكن بجل هذا العطاء؟
أكتبُ و يحبطنني قليلاً إيماني بأنه ما من حديث سينقل إليكن كل المشاعر التي تحتفل للحظتي هذهِ بكن في داخلي،
أنتن يا تفاحات الغيمِ أعظم الهدايا، و كل شيء على وجهِ الأرض يعجزُ أن يساوي جزءاً بسيطاً من قدركن عندي،
كل البشر يخجلون أن يعتلوا كفةَ ميزانٍ أنتن تعتلين كفتهُ الأخرى،
فكل موازين الأرض و السماء ترجحُ بكن؛ لهولِ ذاكَ الاتساع الذي لم يخلقه الله في قلوبِ لا تحملها إلا أرواحكن
تنساني الدُنيا، و ينساني العالم كله من حولي،
هذا يسرحُ، وذاكَ يمرح، و الكل يحجبُ ازدحام تفاصيلهم وجهي عنهم،
و أنتن وحدكن من تحفظنني جيداً في عمقٍ ذاكرة ممتلئة بالأيام و التفاصيل،
و حدكن من تُعززن يقينني بأنني في أمانٍ دائم، و أن الضياع لن يخطفني و أنا قابعة في الحجرةِ الأدفأ من أجسادكن
أُحبكن ..
يا زهراتِ عمري البائس، و يا فُجُر الأمل من بعدِ المساءاتِ الحالكة ..
أُحبكن والله،
و ليحفظكن تاريخ اليوم أفراحاً دائمة تسكنُ بها جراحِ خيباتي.
حررت بتاريخ 3/4/1432هـ
" 420 - 108 " -
في ركنٍ منعزلٍ ينتشي بصفائهن -