كانت الورقة تهتز بين يدي .. و أنا أنتظر الرجل .. الذي سيأتي .. انتهزت الثواني .. بضم صغير و شم شعره .. و جسده ..
كنت أوصيه أن لا ينساني أبدا .. "أنا لا أكرهك يا طفلي .. لكني أهبك الحياة .. لا أريد أ تموت بين يدي جوعا .. سامحني يا طفلي ..
سامحني .. لكني أمك فلا تنسى ذلك .. حينما تكبر .. تعال لتراني .. أو لتذهب لقبري .. صدقني إني أحبك .. أحبك .."
هل نقتنعُ أن الاحتراقَ الداخلي لايعصف كثيراً؟
يخرجُ في دخاناتٍ نحبُ استنشاقها
كم من رئةٍ بثّت حرفاً رقراقاً فما كان سوى
ذرة (أوكسجين) !
من قال أن مانلفظه فقط هو غازٌ سام؟
كثيراً ما نزفــر بالنقــاءِ
تماماً كما ننزفــه على الأوراقِ حرفاً أبيضاً
(أبيضاً) تعنـي أنّه لم يُطلى بأي لون!
و ها أنا ذي ياصديقتي تبعثرني علامات استفهامهن ،
فأهرع إلى مامضى من نقوش الأمس الغابرة ،
و دفاترَ خلتها تقبع في منازل الذاكرة ،
فأنفض عنها ماتراكم من غبارٍ وأنثني حائرة...
ذات مساء بائس .. كـ 23سنة بائسة مضت
ذات حرف .. اقتلعنى من بطن الأرض التى تمشى عليها..
ذات أمنية .. تسربت من بين سطورنا.. وقتلتك ..
وقتلتنى ..
وشردت أحلامنا .. دون رحمة ..
ماالذي يدفعني إليك ..؟!
ليس هو هوس الضوء بالتأكيد .. ولا القصيدة الواقفة على بابك .. ولا زمن الخيبات ..
شيء أكبر .. له رائحة الزمن الأتي .. وطعم حكايا الحب .. ولون سمرتك ..!
في مدينتي يقتل قلب الأنثى قبل أن تشارف شفتيها سن النضوج ..
تولد موشومة بالحزن ومنفية للصمت وموصومة بالعار..
إن هي أحبت , أو أن هي شاركت الفيروز بالغناء..!