اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد البصري
تَأَنَّ القولَ إنْ آثَرتَ نـُطقا=وَلا تَهذرْ هـُذاءَ المُبْعِقِينا
كَلامُ المَرءِ مَحسُوبٌ عَلَيهِ=كَعَدِّ النَّقْدِ عِنْدَ الخازنينا
فَإنْ لا بُدَّ مِنْ نُطْقٍ فَحَاذِرْ=وَطِلْ بالصَّمت حَتَى تَستَبِينا
لَعَلَّ القَومَ قد شَطحوا شِمَالا=وهامَ الحَقِّ قَد شُدِخَتْ يَمينا
أتَعجَل تُلقِه حـُكماً جِزَافاً=بِلا عَين رَأت أو شَاهِدينَا..؟؟!!
فَلا تعجبْ إذا الظلاَّم تعلوا=وخبُّ القوم شارفَ يَعتَلينا
فَحُكمُ اللهِ لا يَعـلُوهُ حُكْمٌ=وكلّ الظلم ~ شـَرعُ العالمينا
وَلا تكثرْ بِحَلفٍ دُونَ حَقٍّ=فتحنثْ حيث عقّدتّ أليَمينا
لَعَمرُ اللهِ ~ ذاكَ البزل يزري=بأكناف الرِجَال الحَالِفينا
أمَا الفُرقَان بَيَّنَ فِيهِ حُكما=فَعَابَ الرَّبُ حَلافا مَهِينَا..؟؟
وإن تَجزَعْ إذا مَا حَلَّ عُسرٌ=فقد رُدِفَ اليسيرُ له قَرِينا
يُأكِّدُهُ الإلهُ أدَاةَ إنَّ=وَكَرَّرَهَا لِيُوقِنَ مُوقِنُونَا
وَأطنِبْ بِالعُلُومِ ~ تَنَلْ عُلاها=وَلا يَغضُبْكَ سُؤلُ ألسَّائِلينا
فَذَاكَ الشُّح إنْ آثَرتَ صَمتاً=فَلا خَير تَلا عِلماً دَفينا
وَبَادِرْ دَفعَ شَرَّ النَّاسِ حُسنى=وَأسمِعْ بالسَّلامِ مُخَالِفينا
سيهمد نَارَهُمْ بردُ السَّلامِ=كَذَا قَد قَالَ رَبُّ ألعَالَمينَا
وَلا تَقبَضْ يمِينَكَ كَلَّ قبضٍ=وَلا تُرْخِ اليدين كمُسرِفِينا
فَإنَّ البُخلَ بِالأخلاقِ مِزْرِ=وكان السرْفُ مَنبُوذا مشينا
ولو نَصَبَتْ لَكَ الأيَّامُ فَخَّا=هَوَيتَ وَأنتَ لاهٍ فيهِ حِينا
ولو تَأسَى ~ فليسَ الفَخُّ عيبا=وَلكِنَّ الرَزِيَّة لو تَكونا
بَلِيْدًا ~ تَهوي أخرَى بعد أخرَى=وَعالات تَفـَرّجُ ضَاحِكينا
تَرَفَّعْ عن سُؤالِ النَّاسِ تَغدُ=كَمَا خير الورى مُتَعَفِّفِينا
تراهُم بِالغِنَى وَالحَالُ ضيقٌ=وتأنف كفـّهم بالبسط دينا
فَلَو تَرَكَ الأسُودُ فُتاتَ صَيدٍ=تَهَاوَى النِّسرُ مَذلُولاً مَهِينا
يُنَقِّرُ مَا بَقَى من عَظمِ ظبْيٍ=وَتَرقَبُ عَينُهُ حِذْرًا عَرِينا
فَلَمْ يَهْنَأ بِشبعٍ ذَاتَ يَومٍ=وَمَا شَبِعَتْ بُطُونُ الخَائفينا
دَعِ الأرْزَاقَ لِلرَّزَّاقِ تَنْجُ=فَأُف القَول دِيْنُ الجَاحِدِينا
إذَا مَلَكَ الخَزَائِنُ غير رَبِّي=فَمَنْ يُقوي ~ ومن يَكْسُو العِرِينا
رَحِيمٌ جَدّ رِحمَانا لَطِيفا=تَعَالَى فَوقَ عَرشِهِ يَبتليْنا
إذا أعطَى لمَا نَصبُوا هَلَكنَا=ألم يعلم بخلق كَانَ طينا..؟؟!!
|
أحمد البصري..
نسجت لنا من (الوافر) حلل الحكمة
فلبسناها سابغات..
لله دركّ شاعراً !
إن من البيانِ لسحرا ~ و إن من الشعر لحكمة
لا كان الشعر إن لم يكن منبراً للعبر،،و منبثقاً لنورالحكمة
و الدروس المستخلصة من تجارب الحياة التي تربي ذي العقل و اللب
على مكارم الأخلاق و تؤدبه بأداب النبلاء و الأصفياء
و تزينه بزينة الخلق و العقل الراجح اللبيب الأريب..
فهي للبصيرة نور و للفكر هداية و رشاد..
لقد أعدتنا إلى الحكماء من أساطين الشعر و البيان أمثال
-أعدُّ منهم و لا أعددهم- أبي تراب(علي بن أبي طالب كرم الله وجهه)
و الشافعي و أبي الفتح البستي
و غيرهم، ممن لم تكن الحكمة محور شعرهم و لكنه لم يخلُ منها..