تعملقتْ داخلي شوارع اليأس وتعملق وجهي معها
الطريق طويلة ، أطول من عمري ، ومن حدّ نظري ، ومن مطمح يأسي وموطن بؤسي
رزنامتي أنهت سنتها الحالية ، واستعدت للـ رحيل نحو الأمس
أثرٌ رجعي لـ حياتي تؤخره ذاكرتي المفعمة بـ الماضي الحزين
حين كبّلوني ظلماً ، وكانت زنزانتي هذي الحياة
مولودة يبكون حضورها ، وبـ الم تشارك الباكين البكاء جوعاً
دون ثديٍّ يُشبع جوفها الطري ، فـقد قتلوا أمها ساعة المخاض
فـ أنجبت شيطاناً صغيراً تلّبس جسد إنسان
كان أنا ؟؟؟؟
طريقي طويل ، ممدودٌ بـ الموت
أشتمّه كلما نبض القلب ضعفاً
ربي رفقاً
ما عادت الأنفاس تمسح دمعاً ولا تسمح بـ أملٍ تجود به الروح المثكلة بـ العناء
أتكئ على حافة هاويتي ، في طريقي المهمل
أرتجي وصول القافلة ، وصول القطار ، وصول أيّ قادم يعيد لـ أرضي الاخضرار
وأنأى بـ الفشل ، تهدم سكرات الموت نشوتي بـ عناق حميم للـ حياة
وأمارس غرز خنجرٍ مسموم في أيامي المتبقية
لـ أصعد روحاً لا تجد من يذكرها ولا يبحث فيها وعنها
لـ تترامى دموعي على تلك الطريق ، وحدها من تعرف الطريق ، إليّ !!!!
طريقي طويلة ، ومثقلٌ رأسي من النوم
نومٌ ياتي على وجع
أجبرتني إياه تلك المسكنّات ، وهذه الحبوب الحمقاء من الأدوية ، كي أنسى الألم ، ألم نبضي الضعيف حين يتدفق الدم بطيئاً إلى الدماغ فـ يصيب الخَدَر كل الجسد ، لا يترك موضعاً إلا ويلسعه
لـ يطرح الطنين في أذني وليده من أزيز ، فـ يزيدني ما بيّ حقداً ، وكرهاً واسوداد !!!!
طريقي طويل ، محفوف بـ الخراب
يلثم شفتي كل صباح لـ يخبرني أنني ناقصة عن كل النساء
امرأة مختلفة ، من طبع مختلف ، من تكوين آخر للـ حقد على الكون المندثر تحت غطاء الروح المسلوبة
ينزل الخراب لـ عنقي ، يلتهمها على عجلٍ في نشوة الظفر بـ الجسد ، فـ تنتشي نفسي وتخرج الآآآآآآه مزفوفة بـ لسعة لا إبرة لها ، فـ إذا ما شبع من العنق ألهمه الفجور الجسد ، لـ يمزق ثياب الصحة عنه ويبدأ بـ التهام كلّ قطعة على حدة !!!
وتتوّجع أشلائي المبعثرة ، وينتشي جندي الخراب بـ ما حصّل من نشوة حين مارس الخطيئة مع طفلة ، فقدت عذرية روحها ساعة اغتصاب !!!!
طريقي طويل ملئ بـ نعيق الغربان
تطير فوق شعري المنكوش ، تضع بيضها بـ رفق ، يتفقس البيض بعد ساعة لـ تعجّ رأسي آلامٌ من النعيق متتالية فـ يصيبني الصداع دون هدوء ، رحماك ربي ، فتّاك ذلك الألم ، قاتل ، متعِب ، مؤلم
لـ استسلم في نهاية المطاف لـ تلك الحبوب المخدّرة وإبرة تفقدني السيطرة على نفسي وأنااااااااام
مرغمة ، أناااااااااااااااااااااااااااااام